سجلت أسهم شركات طاقة عالمية ارتفاعات في مستهل أول أسبوع للتداول بعد الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، وسط مخاوف بشأن الإمدادات العالمية، في ظل تهديدات من طهران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره أكثر من 20% من صادرات النفط العالمية.

في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها التهديد الأكثر فاعلية من جانب طهران لإلحاق الأذى بالغرب، وافق البرلمان الإيراني أمس الأحد على إغلاق مضيق هرمز، لكنه ترك تنفيذ الأمر للسلطات الأمنية في البلاد.

قفزت أسعار النفط وسط حالة ترقب بشأن رد فعل طهران المحتمل على الهجوم الأمريكي وتبادل إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

ارتفع سعر خام برنت بأكثر من 5% إلى 81.40 دولار للبرميل؛ وبحلول الساعة 08:00 بتوقيت جرينتش اليوم الاثنين، كان خام القياس العالمي مرتفعا 0.8% إلى 77.4 دولار للبرميل. أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فارتفع بنسبة مماثلة إلى 74.4 دولار.

قد تصبح تحركات السوق أكثر وضوحا إذا اتخذت إيران خطوات مثل إغلاق المضيق، الذي يعد ممرا رئيسيا لشحنات النفط والغاز، أو مهاجمة القوات الأمريكية، وفقا لما نقلته “بلومبرغ” عن محللين.

وتوقع نيك تويدال، كبير المحللين في “أيه تي جلوبال ماركتس” أن يؤثر الصراع في المعنويات العالمية، خصوصا في الأسواق الآسيوية، قائلا: “لا أعتقد أن الضربات غير متوقعة تماما للأسواق، بالنظر إلى سجل ترمب؛ لكن من المؤكد أنها تمثل تصعيدا، ومن المؤكد أن الأسواق سيكون لها رد فعل”.

أسهم الطاقة تربح رغم خسائر الأسواق

خالفت الأسهم المرتبطة بقطاع الطاقة اتجاه الهبوط السائد في سوق الأسهم اليابانية، حيث سجلت ارتفاعات مع صعود أسعار النفط، وترقب المستثمرون لتقييم المخاطر الجيوسياسية بعد الهجوم الأمريكي. وارتفع سهم “إنبكس”، أكبر شركة يابانية للاستكشاف وإنتاج النفط 2.8% اليوم.

انخفض مؤشر “توبكس” 0.4% اليوم الاثنين، بينما خسر مؤشر “نيكاي 225” للأسهم القيادية 0.1%. كان “توبكس” في مرحلة ما الأسبوع الماضي على بعد أقل من 5% من استعادة مستواه القياسي المرتفع، بينما ما زال أمام مؤشر “نيكاي” بعض المجال للارتفاع.

هناك مخاوف في القطاعات التي تعتمد على النفط الخام بشأن ربحيتها، بحسب هيتوشي أساوكا، كبير الإستراتيجيين في شركة “أسيت ماندجمنت وان”.

في كوريا الجنوبية، ارتفع سهم “إس أويل” النفطية 7%؛ كذلك، ارتفعت أسهم “تشاينا” لخدمات حقول النفط 3.7% في هونج كونج، وارتفع سهم “CNOOC” بنسبة 2.4%، و”بتروتشينا” 2.7%.

شهدت أسهم “أول إنديا” الهندية أيضا ارتفاعا بـ2% وأسهم “غاز نيجارا” الهندية 3.8%، بينما ارتفعت أسهم مجموعة فيتنام الوطنية للبترول 6.9%.

تتركز الأنظار في الأسواق الأوروبية حاليا على أسهم قطاعات، في مقدمتها الطاقة والدفاع وشركات الطيران والشحن، ومن بينها شركات “شل” و”توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”بي بي” البريطانية.

هل يتجه الدولار إلى استعادة دوره كملاذ آمن؟

على الرغم من ترقب الأسواق لرد فعل محتمل من جانب إيران، ارتفعت العملة الأمريكية اليوم أمام سلة عملات، ما دفع مؤشر الدولار إلى الصعود 0.12% في تعاملات اليوم.

انخفض اليورو 0.33% إلى 1.1484 دولار؛ كذلك، تراجع الجنيه الإسترليني 0.26% إلى 1.3416 دولار. أيضا، ارتفع الدولار 0.52% مقابل الين الياباني، بعد أن لامس أعلى مستوى له في شهر واحد في وقت سابق من اليوم.

ما زالت الأسواق في وضع ترقب بشأن كيفية استجابة إيران، مع وجود مخاوف بشأن التأثير التضخمي الإيجابي للصراع أكثر من التأثير الاقتصادي السلبي، بحسب ما نقلته “رويترز” عن كارول كونج، خبيرة إستراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي.

بيد أن الميل إلى مزيد من الارتفاع في عملات الملاذ الآمن وسط المخاطر المحدقة أصبح واضحا، بحسب كارول.

توقع خبراء في “بنك أوف أمريكا” أن يرتفع الدولار مقابل الين إذا ظلت أسعار النفط مرتفعة، مشيرين إلى أن اليابان تستورد تقريبا كل نفطها، الذي يأتي أكثر من 90% منه من الشرق الأوسط، في حين أن الولايات المتحدة تعتمد إلى حد كبير على الطاقة.

وقالوا في مذكرة “نعتقد أن الدولار مقابل الين يعمل كتحوط ضد تصاعد التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط، مع وجود حمل إيجابي”.

بينما يبدو أن الدولار قد استعاد دوره كملاذ آمن بفعل زيادة المخاطر الجيوسياسية، فإن التحركات الخافتة نسبيا تشير إلى أن المستثمرين ما زالوا حذرين من الإقبال على العملة الأمريكية، التي انخفضت العملة الأمريكية 8.6% هذا العام مقابل العملات الرئيسية المنافسة.

وقد يشكل ارتفاع أسعار النفط الناتج نتيجة للصراع “ضغطا قويا” على قدرة الأسر الأمريكية على الإنفاق؛ كذلك، قد يبطئ الناتج المحلي الإجمالي أكثر، بحسب إيلين زينتنر، كبيرة الاقتصاديين في “مورجان ستانلي”.

الذهب يتراجع مع صعود العملة الأمريكية

صعود الدولار دفع أسعار الذهب إلى التراجع، حيث من المعتاد أن يمثل ارتفاع العملة الأمريكية عبئا على تكلفة شراء المستثمرين الأجانب للمعدن الأصفر المقوم بهذه العملة.

سجل المعدن النفيس انخفاضا بلغ 0.2% إلى 3360 دولارا للأونصة في التعاملات الفورية بحلول الساعة 08:20 بتوقيت جرينتش، بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي 0.3% إلى 3375 دولارا.

وقد يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى تأخر خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، ومن ثم يعزز الدولار، بحسب أولي هانسن، رئيس إستراتيجية السلع الأساسية في “ساكسو بنك”.

في الأسبوع الماضي، أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي” أسعار الفائدة ثابتة؛ لكنه أبطأ توقعاته الإجمالية لخفض أسعار الفائدة استجابة للتوقعات الاقتصادية الأكثر صعوبة. ويتوقع المستثمرون حاليا خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس بنهاية هذا العام.

فيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.4% في التعاملات الفورية إلى 36.12 دولار للأونصة؛ وارتفع البلاتين 2.3% إلى 1294 دولارا.

شاركها.