اخر الاخبار

“CICC” الصينية تستهدف التوسع في الخليج وجنوب شرق آسيا

تسعى شركة “تشاينا إنترناشونال كابيتال كورب” (China International Capital Corp)، إحدى أكبر شركات الوساطة المالية في الصين، إلى استغلال الطلب المتنامي على الخدمات المالية العابرة للحدود في منطقة الخليج العربي وجنوب شرق آسيا، ضمن خطتها للتوسع العالمي.

تستعد “تشاينا إنترناشونال كابيتال”، ومقرها بكين، لافتتاح فرع جديد في دبي، سعياً لاستهداف صناديق الثروة السيادية والتكتلات الكبرى في منطقة الخليج، بحسب تصريحات وانغ هانفينغ، نائب رئيس الشركة. كما تعمل الشركة على استكشاف المزيد من الفرص في أسواق جنوب شرق آسيا، بعدما افتتحت مكتباً تمثيلياً في فيتنام العام الماضي، إلى جانب وحدة تابعة لها في سنغافورة في عام 2008.

وفي تصريحات عبر البريد الإلكتروني لصالح “بلومبرغ نيوز”، قال وانغ: “إذا اكتفينا بالتركيز على السوق المحلية دون التواصل مع العالم، فسوف يتراجع دورنا وتأثيرنا”. وأضاف: “نهدف إلى بناء جسر يربط الشركات الصينية بالأسواق العالمية، ويفتح المجال أمام الشركات الأجنبية للاستثمار في الصين”.

تعزيز النفوذ العالمي
أوضح وانغ أن الشركة ستعطي الأولوية لتوجيه مواردها نحو مناطق تشمل أمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى، إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بهدف تعزيز دعم مبادرة الحزام والطريق الصينية.

منذ إطلاق المبادرة في عام 2013، تمكنت الصين من تعزيز نفوذها العالمي عبر هذا البرنامج التنموي، الذي يركز على تمويل مشاريع البنية التحتية للدول الأعضاء. وتعمل بكين حالياً بنشاط على توثيق علاقاتها مع الشركاء التجاريين في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، في وقت تستعد فيه لمواجهة توترات متزايدة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

يتماشى التوسع الخارجي لشركات الوساطة الصينية مع استراتيجية الدولة الرامية إلى دفع شركاتها نحو “التوسع عالمياً”، إلى جانب خططها لتأسيس اثنين إلى ثلاثة بنوك استثمارية صينية من الطراز الأول بحلول عام 2035.

يأتي هذا التوسع في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، بينما يكافح الاقتصاد الصيني لاستعادة زخمه.

وتراجعت أرباح الشركة بنسبة 7.5% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، مع انخفاض عمولات الوساطة وعائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية. كما انخفضت رسوم الاكتتاب والرعاية الناتجة عن عمليات التمويل بالأسهم بنحو 37%، وسط تراجع الاكتتابات العامة الأولية وعمليات بيع الأسهم الإضافية في الصين.

كما تهدف “تشاينا إنترناشونال كابيتال” إلى المشاركة في جهود التحول بمجال الطاقة وتنفيذ مشاريع البنية التحتية داخل منطقة الخليج العربي عبر توفير التمويل والخدمات الهيكلية، وفقاً لما ذكره وانغ. وستلبي الشركة أيضاً الطلب المتزايد من جانب الشركات الصينية ونظيراتها في المنطقة على الاستثمارات العابرة للحدود وعمليات طرح الأسهم، بالإضافة إلى صفقات الاندماج والاستحواذ، بحسب تصريحاته.

وأكد وانغ وجود “تآزر كبير” بين الجانبين في مجالات تشمل الطاقة الخضراء.

تعاون مع جنوب شرق آسيا
تتوقع الشركة تعزيز العلاقات وزيادة الروابط بين الشركات الصينية ونظيراتها في جنوب شرق آسيا، مع سعي الأخيرة إلى تطوير قطاعات الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والاستهلاك. وأوضح وانغ أن الشركة يمكنها الاستفادة من نقاط قوتها عبر تسهيل عمليات التمويل والاستثمار المتبادل بين الجانبين.

من جانبها، تسعى شركة “سي جي إس إنترناشيونال” (CGS International)، التابعة لشركة “تشاينا جالاكسي سيكيوريتيز” (China Galaxy Securities)، إلى تعزيز الاستثمارات العابرة للحدود بين الشركات الصينية ونظيراتها في جنوب شرق آسيا، وسط تفاؤل بتعزيز العلاقات بين الجانبين في ظل الرسوم الجمركية الأميركية، وفقاً لما صرحت به الرئيسة التنفيذية كارول فونغ لتلفزيون “بلومبرغ” في مطلع أبريل.

كما كشف وانغ أن “تشاينا إنترناشونال كابيتال” تعتزم زيادة أعداد موظفيها في منطقة الخليج العربي وجنوب شرق آسيا لدعم توسعها المحلي، دون أن يفصح عن أهداف محددة.

انتعاش الإدراجات في هونج كونج
تتوقع “تشاينا إنترناشونال كابيتال”، وهي شركة متخصصة في مجال الاكتتاب والراعية للاكتتابات العامة الأولية في هونج كونج، انتعاش أنشطة الإدراج في المدينة خلال عام 2025 مقارنةً بالأعوام القليلة الماضية، مع زيادة الصفقات الكبرى التي تتجاوز قيمتها مليار دولار أمريكي.

وحقق مؤشر هانج سنج القياسي (Hang Seng) ارتفاعاً بنسبة 9.5% هذا العام، ليُصنف بين أفضل المؤشرات الرئيسية أداءً على مستوى العالم.

تعود بداية العمليات العالمية لشركة “تشاينا إنترناشونال كابيتال” إلى عام 1997، عندما أنشأت وحدة تابعة لها في هونج كونج، والتي أصبحت لاحقاً النواة للشركة. وعلى مدار عدة أعوام، توسعت أنشطة الشركة الدولية بشكل كبير، لتدير أصولاً بقيمة 194.4 مليار دولار هونج كونج (25 مليار دولار أمريكي) حتى نهاية عام 2024، مع مساهمة صافي أرباح العمليات الخارجية بحوالي 50% من إجمالي أرباح المجموعة خلال العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى