الإرهاق الصامت بين متطلبات العمل ومسؤوليات المنزل يجهد “جيل الساندويتش”

في ظل تزايد الضغوط النفسية والجسدية على الموظفين، يبرز جيل البالغين الذي يتألف من جيل الألفية وجيل إكس، ويتحملون مسؤولية رعاية أطفالهم الصغار ووالديهم المسنين في آنٍ واحد، الذين أطلق عليهم “جيل الساندويتش”، كأحد أكثر الفئات تأثرًا بالإرهاق الناتج عن التزاماتهم المتعددة داخل وخارج بيئة العمل.
رغم اعتراف 84% من أصحاب العمل بأن الإرهاق يؤثر بشكل متوسط إلى كبير في الاحتفاظ بالموظفين، فإنهم يقدّرون أن 45% فقط من موظفيهم معرضون لخطر الإرهاق أو يعانونه فعلا، وفقًا لتقرير حديث صادر عن Care.com.
في المقابل، يشير 69% من الموظفين إلى أنهم يواجهون مستويات متوسطة إلى عالية من خطر الإرهاق، هذا التباين في الإدراك قد يعود إلى نقص الوعي بالعوامل المسببة للإرهاق، مثل أعباء الرعاية المتعددة، بحسب مجلة فورتشن.
يُعدّ عبء الرعاية أحد أبرز العوامل المساهمة في الإرهاق، حيث يؤثر في الحضور والإنتاجية وجودة الحياة عموما.
يؤكد ويس بيرك، مدير الموارد البشرية في Care.com، أن العبء الذهني للرعاية يتجاوز حدود المنزل ويؤثر في بيئة العمل.
رغم أن أصحاب العمل قد يجدون صعوبة في التعرف على مدى الإرهاق في شركاتهم، فإنهم يدركون بالتأكيد الخطر الذي يشكله على صافي أرباحهم. يتوقع معظم أصحاب العمل (80% منهم) أن الربحية تزداد 25% أو أكثر إذا لم يكن أي موظف معرضًا لخطر الإرهاق. يقول بيرك: “إن تكلفة فقدان شخص ما وإيجاد بديل له قد تكون باهظة”.
تسهم السياسات التي تفرض العودة إلى المكتب بعد الجائحة في زيادة معدلات الإرهاق، حيث أظهرت تحليلات أولية في قطاعي التكنولوجيا والتمويل ارتفاعًا في معدلات دوران الموظفين بعد تنفيذ هذه السياسات. يشير بيرك إلى أن العودة إلى بيئة ما قبل الجائحة تتجاهل التغيرات الكبيرة التي طرأت على حياة الموظفين، “5 سنوات فترة طويلة، وحياة الناس تتغير بشكل كبير”.
يأمل بيرك أن يدرك أصحاب العمل أهمية دعم الموظفين في هذا العصر الحديث، مشددًا على ضرورة مراعاة جميع جوانب حياة الموظف عند اتخاذ القرارات الإدارية، وليس فقط دوره في الشركة. في ظل هذه التحديات، يصبح من الضروري على أصحاب العمل تبني سياسات مرنة وداعمة تأخذ في الحسبان الأعباء المتزايدة التي يواجهها جيل “الساندويتش”، لضمان رفاهية الموظفين واستمرارية الأداء المؤسسي.