أسعار النفط تحت الضغط وتكافح من أجل اكتساب زخم صعودي

تظل أسعار النفط الخام تحت الضغط وتكافح من أجل اكتساب زخم صعودي، مع هيمنة العوامل الأساسية الهبوطية على المعنويات.
وذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي، أدى مزيج من زيادات إمدادات “أوبك+” وتصعيد الحرب التجارية ومؤشرات الطلب الضعيفة إلى إبقاء صعود النفط تحت السيطرة، ما عزز التوقعات الهبوطية للسوق.
أضاف، أنه في حين تم رصد انتعاش فني قصير الأجل، فإن الاتجاه الهبوطي الأوسع نطاقا لا يزال سليما.
وفاجأت “أوبك+” السوق بقرارها رفع حصص الإنتاج لأول مرة منذ 2022، لتضيف 138 ألف برميل يوميا إلى الإمدادات بدءا من أبريل المقبل.
التقرير أشار إلى أنه رغم أن الزيادة صغيرة نسبيا، فإن المتعاملين يخشون أن تكون هذه هي الخطوة الأولى نحو تخفيف تخفيضات الإنتاج الأكبر للمجموعة.
وحذر محللون من أن “أوبك+” قد تعمل على تخفيف انضباط العرض بشكل أكبر إذا تدهورت ظروف الطلب، وهو ما قد يؤدي إلى تكثيف فائض العرض.
وكانت السوق تتوقع إلى حد كبير أن تحافظ “أوبك+” على قيود الإنتاج، ما يجعل قرار الإنتاج هذا محفزا هبوطيا رئيسيا، ويعتقد بعض المحللين أن الدوافع السياسية قد تكون وراء ذلك مع وجود مسؤولين أمريكيين سابقين.
ويفضل الرئيس دونالد ترمب انخفاض أسعار النفط، وأجبر هذا التحول في إستراتيجية “أوبك+” المتداولين على إعادة تقييم توقعات العرض، مما أضاف تقلبات في أسواق النفط الخام.
من ناحيتها، ذكرت شركة “ريستاد إنرجي” الدولية، أن أسعار النفط تلقت ضربة قوية هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن المعنويات الهبوطية حقيقية لكنها مؤقتة.
وبحسب الشركة، انخفض سعر خام برنت لفترة وجيزة إلى ما يقرب من 69 دولارا للبرميل مع رد فعل الأسواق على قرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج تدريجيا بدءا من أبريل المقبل، في حين تستمر الدراما الجمركية المستمرة من واشنطن في زعزعة توقعات الطلب.
وذكرت، أن السوق مهووسة بمخاوف العرض الزائد، وتسهم التدفقات الأعلى من كازاخستان والعراق في إضافة مزيد من البراميل إلى نظام يتم إمداده جيدا بالفعل، فيما يراقب التجار لمعرفة ما إذا كانت “أوبك+” ستتدخل لتحقيق الاستقرار في السوق.
أضافت الشركة أن الخسائر المتوقعة في الإمدادات بسبب عقوبات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والتعريفات الجمركية لم يتم اعتبارها خطيرة بعد، بالنظر إلى التقلبات في موقف الإدارة الأمريكية.
أضافت، أنه على العكس من ذلك، فإن الشعور بضعف الطلب نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها ترمب يكتسب أرضية.
وتوقعت الشركة أن يكون انخفاض الأسعار مؤقتا، وأن تتخذ “أوبك+” تدابير تصحيحية مع انخفاض فروق الأسعار الخام إلى ما دون 0.50 دولار للبرميل.
من ناحيته، ذكر تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، أنه لم يكن تقدم النفط ليوم واحد كافيا لإنقاذ الأسعار من انخفاضها الأسبوعي السابع على التوالي.
وأدى احتمال التوصل إلى هدنة مؤقتة في أوكرانيا إلى الحد من الأخبار المتقطعة بشأن الرسوم الجمركية التي قلبت الأسواق العالمية رأسا على عقب.
تقرير “ريج زون” نوه بارتفاع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 0.7% يوم الجمعة لتغلق فوق 67 دولارا للبرميل، بعد إعلان أن روسيا منفتحة على وقف للقتال في أوكرانيا، ما أثار احتمال استئناف صادرات موسكو من النفط الخام.
وضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على الدولتين المتحاربتين لتسريع محادثات السلام، فيما أشار البيت الأبيض إلى أنه قد يخفف العقوبات على النفط الروسي إذا حدث تقدم.
وذكر التقرير أن النفط الخام وجد أيضا الدعم من ضعف الدولار وخطط الولايات المتحدة لإعادة ملء احتياطياتها الاستراتيجية من النفط، لكنه لا يزال منخفضا 3.9% خلال الأسبوع.
ويأتي احتمال إعادة إدخال البراميل الروسية إلى السوق وسط فترة قاتمة فيما يتعلق بتوقعات العرض، مع مضي “أوبك+” قدما في خطة لبدء إحياء الإنتاج المعطل في أبريل.
في الوقت نفسه، أدت سياسات ترمب التجارية إلى إثارة المخاوف بشأن انخفاض الطلب العالمي على الطاقة.
وبدأت الناقلات التي تحمل الوقود من كندا المتجهة إلى الولايات المتحدة في التحول إلى أوروبا قبل أنباء التأخير، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخام الكندي الثقيل.
فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط عند التسوية، الجمعة، لكنها سجلت أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر، بعدما تسببت حالة عدم اليقين الناتجة عن سياسة التعريفات الجمركية الأمريكية في إثارة مخاوف بشأن نمو الطلب، في وقت يستعد فيه كبار المنتجين لزيادة الإنتاج.
وخلال الأسبوع، سجلت أسعار النفط انخفاضا أسبوعيا بنحو 5%، بسبب حالة عدم اليقين الناتجة عن سياسات ترمب الجمركية.
وتفصيلا، سجل خام برنت أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من 4 أشهر، فيما سجل خام غرب تكساس أكبر خسارة أسبوعية في نحو 3 أشهر.