توقعات الاقتصاد الأوروبي لعام 2025: بنك أوف أمريكا
Investing.com – تؤكد التوقعات الاقتصادية لأوروبا في عام 2025، وفقًا لتقييم المحللين في BofA Securities، على مزيج معقد من التحديات والفرص، مما يعكس مشهدًا يتسم بتحولات السياسة المالية والشكوك التجارية والديناميكيات التضخمية.
تشير الرؤى الرئيسية المستمدة من أحدث أبحاثهم إلى عام تحدده مسارات متباينة عبر منطقة اليورو، والمملكة المتحدة، والدول الأعضاء الفردية.
وفي منطقة اليورو، من المتوقع أن يبلغ النمو حوالي 0.9% في عام 2025، مدعوماً بالانتعاش الدوري المعتدل المدفوع بالاستهلاك.
ويستفيد هذا التعافي من عملية تباطؤ التضخم المستمرة، والتي تدعم مكاسب الأجور الحقيقية، ولو حتى النصف الأخير من العام فقط.
ومع ذلك، من المتوقع أن يظل الاستثمار في الأعمال التجارية ضعيفًا بسبب تزايد عدم اليقين التجاري وتقييد الطلب على المدى المتوسط.
من المتوقع أن يواصل البنك المركزي الأوروبي دورة خفض أسعار الفائدة، مع احتمال انخفاض سعر الفائدة على الودائع إلى 1.5% بحلول سبتمبر 2025، حيث يواجه البنك المركزي الأوروبي زخمًا اقتصاديًا ضعيفًا واستمرار التضخم دون تحقيق أهدافه.
ومن المتوقع أن يبلغ معدل التضخم في منطقة اليورو 1.6% في عام 2025، مما يعكس تأثير انخفاض أسعار الطاقة وبيئة الطلب الضعيفة.
ويعتقد المحللون أن هذا سوف يظهر بشكل أكبر على شكل فجوة إنتاجية مزمنة ومزيج من السياسات التقييدية بشكل مفرط.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن إمكانية إصلاح السياسة المالية لعموم أوروبا أو إعادة التفكير بقيادة ألمانيا من الممكن أن توفر إمكانات صعودية، ولو أن هذه الإمكانات تظل غير مؤكدة نظراً للمناخ السياسي والاقتصادي الحالي في المنطقة.
ويكشف المسار الاقتصادي في المملكة المتحدة عن رواية مختلفة بعض الشيء. وتبلغ توقعات النمو لعام 2025 1.5%، مدعومة بتدابير التيسير المالي التي تم تقديمها في ميزانية أكتوبر 2024.
ومع ذلك، لا تزال مخاطر التضخم قائمة، حيث تشير التوقعات إلى أن التضخم سيظل أعلى من الهدف حتى منتصف عام 2026، مدفوعا بنمو الأجور والضغوط المرتبطة بالسياسات.
ومن المتوقع أن يمضي بنك إنجلترا بحذر في تخفيضات أسعار الفائدة، بهدف الوصول إلى معدل نهائي قدره 3.5% بحلول أوائل عام 2026.
وفي الوقت نفسه، فإن المخاطر المتعلقة بالتعريفات الجمركية المحتملة التي تفرضها الولايات المتحدة والشكوك التجارية العالمية يمكن أن تزيد من تعقيد التوقعات، مما يؤثر على التجارة ومعنويات المستهلكين.
وعلى المستوى الخاص بكل بلد داخل منطقة اليورو، تواجه ألمانيا وفرنسا تحديات خاصة.
وقد تم تخفيض توقعات النمو في ألمانيا إلى 0.4% في عام 2025 بسبب الجمود المالي المستمر وضغوط سوق العمل، بينما في فرنسا، قد تؤدي الشكوك السياسية المحيطة بالميزانية إلى تفاقم الهشاشة الاقتصادية.
وتظهر إيطاليا وإسبانيا أداء أقوى نسبيا، مع استمرار إسبانيا في التفوق على الاقتصادات الكبرى الأخرى في المنطقة، بسبب الإنفاق الحكومي والسياحة، على الرغم من استمرار التحديات المالية طويلة الأجل.