«إنفيديا» تتوقع إيرادات أعلى من متوسط تقديرات وول ستريت
قدمت شركة “إنفيديا” توقعاتها لإيرادات الربع الرابع، ولكنها جاءت أقل من أعلى تقديرات المحللين، مما يشير إلى أن مسيرة النمو المذهلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لها حدود.
وقالت الشركة في بيان يوم الأربعاء، إن مبيعات الربع الرابع من السنة المالية ستبلغ 37.5 مليار دولار. وعلى الرغم من أن المتوسط الحسابي لتقديرات المحللين كان 37.1 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ، فقد بلغ أعلى التقديرات نحو 41 مليار دولار.
تشير التوقعات إلى أن الحماس بشأن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على الواقع، إذ رفع مستثمرو “إنفيديا” أسهمها بنحو 200% في عام 2024، مما يجعلها الشركة الأكثر قيمة في العالم. لكن شركة صناعة الرقائق واجهت صعوبة في مواكبة الطلب على منتجاتها، كما واجهت مشاكل في الإنتاج هذا العام.
انخفضت أسهم “إنفيديا” بنحو 5% في التداولات ما بعد إغلاق السوق بعد إعلان نتائجها. وكانت الأسهم أغلقت عند 145.89 دولار في نيويورك.
حتى مع التوقعات المخيبة للآمال، كان نمو “إنفيديا” على مدى العامين الماضيين مذهلاً. ومن المتوقع أن تتضاعف مبيعاتها للعام الثاني على التوالي، وهي الآن تحقق أرباحاً، أكثر مما كانت تجنيه في إجمالي الإيرادات.
تشكل شريحة التسريع أكبر مصدر للأموال للشركة، إذ تساعد هذه الشريحة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي من خلال إغراقها بالبيانات. منذ ظهور روبوت الدردشة “تشات جي بي تي” من “أوبن إيه آي” في عام 2022، خلق الحماس بشأن خدمات الذكاء الاصطناعي طلباً لا يشبع على هذا المنتج.
أعطت تقارير نتائج الأعمال الأخيرة الأخرى إشارات قوية للذكاء الاصطناعي. أكد كبار عملاء “إنفيديا”، ومن بينهم “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ميتا”، التزامهم بالإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
مصاعب “بلاكويل”
تتطلع “إنفيديا” إلى البقاء في صدارة المنافسة، من خلال تسريع وتيرة الابتكار، ويتضمن ذلك الالتزام بتحديث مجموعتها سنوياً. تقدم الشركة حالياً تصميماً يسمى “بلاكويل” (Blackwell)، وهو أسرع ولديه قدرة محسنة على الارتباط بشرائح أخرى.
ولكن تحديات التصنيع أبطأت طرح “بلاكويل”. وفي الوقت الحالي، قالت الشركة إنها لا تستطيع تلبية جميع الطلبات التي تتلقاها، ولكن مع تحسن الإنتاج، ستكون الإمدادات وفيرة، وفقاً للرئيس التنفيذي جينسن هوانغ.
لم تفشل إنفيديا في تلبية تقديرات المحللين بشأن الإيرادات الفصلية إلا مرة واحدة في السنوات الخمس الماضية. وقد تجاوزت التوقعات بنسبة تصل إلى 20% في الفترات الأخيرة، مما خلق مستوى مرتفعاً لأدائها.
مركز البيانات
يحقق قسم مركز البيانات الخاص بها الآن إيرادات أكثر من “إنتل” و”أدفانسد ميكرو ديفايسز” سوية، كما أن صافي الدخل هذا العام في طريقه لتجاوز الإيرادات في “إنتل”، وهي الشركة التي كانت أكبر شركة في صناعة الرقائق لعقود.
صنعت “إنفيديا” اسمها من خلال بيع معالجات الرسومات، لكنها اكتشفت أن التكنولوجيا لها أيضاً تطبيقات للذكاء الاصطناعي.
تساعد رقائق الشركة نماذج الذكاء الاصطناعي أثناء عملية التدريب، عندما تتعلم التعرف على المدخلات في العالم الحقيقي والاستجابة لها. تُستخدم مكونات “إنفيديا” أيضاً في الأنظمة التي تقوم بعد ذلك بتشغيل البرنامج، وهي المرحلة المعروفة باسم الاستدلال، وتساعد في تشغيل خدمات مثل “تشات جي بي تي”.
وسعت الشركة التي يقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا بسرعة تشكيلة منتجاتها لتشمل الشبكات والبرامج والخدمات، بالإضافة إلى أنظمة الكمبيوتر المبنية بالكامل. يسافر هوانغ حول العالم للضغط من أجل تبني أوسع لتقنيته ومحاولة نشر استخدامها من قبل الشركات والوكالات الحكومية.