كيف هيمنت الصين على سوق السيارات الكهربائية رغم الإعاقات الأمريكية؟
رمشت الولايات المتحدة، فبنت الصين إمبراطورية للسيارات الكهربائية، هكذا هو حال الصناعة خلال الأعوام الـ15 الماضية.
الصين خلال تلك الفترة طرحت شبكة شحن عامة تضم أكثر من 10 ملايين محطة شحن، وأقنعت مليارات السائقين بالتحول إلى السيارات الكهربائية من خلال الإعانات والحوافز، وقدمت أكثر من 100 علامة تجارية للسيارات الكهربائية مع مجموعة من خيارات التسعير.
وهذا السعي يجسد “سرعة الصين”، وفقا لمصطلح استخدمه لي شينج، خبير صناعة سيارات صيني، لوصف التطور فائق السرعة في البلاد، بحسب شبكة بي بي سي نيوز.
سرعة وحجم التحول دفعا الصين إلى تجاوز الولايات المتحدة وكل الدول الأخرى في التحول إلى السيارات الكهربائية، وجعلا شركات صناعة السيارات الصينية تهمين على السوق حاليا ، ولأعوام قادمة.
وتظهر بيانات الصناعة، أن أكثر من نصف إجمالي مبيعات السيارات في الصين خلال يوليو وأغسطس 2024 كانت كهربائية أو هجينة.
وتحاول الولايات المتحدة ببساطة اللحاق بالعملاق الآسيوي، لذلك أعطت إدارة بايدن التحول إلى المركبات الكهربائية الأولوية، وذكرت أنها تريد بحلول 2030 أن يكون نصف المركبات المباعة كهربائية، أو كهربائية هجينة، أو تعمل بخلايا الوقود. وسعت في الوقت ذاته إلى إعاقة تقدم الصين من خلال فرض تعرفات جمركية صارمة على المركبات الكهربائية الصينية.
لكن مع محدودية الوصول إلى سلسلة التوريد، وتأخر تطوير البنية التحتية للمركبات الكهربائية، وتحيز السائقين الأمريكيين للسيارات التي تعمل بالوقود، لم تحسم بعد مسألة قابلية تحقيق هذه الأهداف.
بدءا من يونيو، مثلت المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والمركبات الكهربائية القابلة للشحن أقل من 10% من مبيعات السيارات في الولايات المتحدة، وفقا لبيانات فيدرالية.
قال باراتوند كولا، مؤسس شركة كاربيس ورئيسها التنفيذي، وهي شركة تساعد منتجاتها في منع ارتفاع درجة حرارة السيارات الكهربائية: “تتقدم الصين في سباق لا يزال في خط البداية”.
لم يحدث تقدم الصين في السيارات الكهربائية بين عشية وضحاها. المحرك الرئيس هو اعتراف الصين قبل أكثر من عقد بأن المركبات الكهربائية تمثل أهم ابتكار في مجال النقل منذ أحدث هنري فورد ثورة في تصنيع السيارات في أوائل القرن العشرين.
ومع عزمها على التقدم في هذا السباق، ركزت بكين قوتها الاقتصادية على تطوير المركبات الكهربائية. بلغ عدد السيارات الكهربائية الجديدة المسجلة في الصين 8.1 مليون سيارة في 2023، بزيادة 35% عن 2022، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
تفوقت الصين على الولايات المتحدة ليس على صعيد الكم فحسب، بل الجودة أيضا. وهي تتمتع الصين بإمكانية الوصول إلى المواد الخام الحيوية: تقدر وكالة الطاقة الدولية أن 90% من الجرافيت و77% من المعادن النادرة المكررة – المدخلات الرئيسة في إنتاج المركبات الكهربائية والبطاريات – ستأتي من الصين بحلول 2030. وتستورد الولايات المتحدة حاليا 100% من الجرافيت، ثلثها من الصين، وفقا لتحالف الابتكار في السيارات.
والسؤال: هل لا تزال الولايات المتحدة قادرة على اللحاق بالصين؟ وفقا لبعض الخبراء، من السابق لأوانه استبعاد أمريكا التي لديها الوسائل والخبرة الفنية لتعزيز أنظمة النقل الكهربائية بسرعة.
في مارس، حددت إدارة بايدن هدفها لمبيعات السيارات الكهربائية بنصف السوق بحلول 2030. قال جون بوزيلا، الرئيس التنفيذي لتحالف الابتكار في السيارات: “يجب أن يمنح ذلك السوق وسلاسل التوريد فرصة للحاق بالصين وتجاوزها بشكل أكبر”.
من جانبه، قال كولا: “إذا ركزنا جهودنا على توسيع نطاق التكنولوجيات الجديدة، مثل أنابيب الكربون النانوية، وإذا ضاعفنا جهودنا في مجال الروبوتات، فيمكننا أن نلحق بالصين وأن تكون لنا الريادة عالميا في غضون عقد”.
بناء بنية تحتية للشحن ستكون نقطة محورية أخرى للولايات المتحدة، حيث تقول الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة إن أكثر من 24100 محطة شحن قيد التنفيذ حاليا، وسيكون هناك مزيد مستقبلا.