كيف ستتفاعل أسهم السيارات في الاتحاد الأوروبي مع تخفيف البنك المركزي للسياسة النقدية؟
أشارت شركة مورجان ستانلي في مذكرة إلى العملاء يوم الأربعاء إلى أن أسهم السيارات الأوروبية قد لا تشهد دفعة فورية في أعقاب خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، على الرغم من الآمال في زيادة القدرة على تحمل تكاليف المركبات الجديدة.
ومن الناحية التاريخية، لا يتفاعل القطاع بسرعة مع خفض أسعار الفائدة، وعادة ما يستغرق ضعف الطلب الأساسي، إلى جانب انكماش أسعار السيارات الجديدة والمستعملة، بعض الوقت لحل هذه المشكلة.
وأشار محللو مورجان ستانلي في تقريرهم إلى أن “خفض أسعار الفائدة بمفردها لا يمكن أن ينقذ قطاع السيارات”، مؤكدين أنه في حين أن خفض أسعار الفائدة قد يساعد في رفع القدرة على تحمل تكاليف السيارات، فإن “الطلب الأساسي قد يستغرق عدة أرباع حتى يتحسن”.
ونتيجة لذلك، يظل المحللون حذرين بشأن شركات تصنيع السيارات الأوروبية ويرون مخاطر الهامش تلوح في الأفق على القطاع.
ويتوقع فريق الاقتصاد الكلي لدى مورجان ستانلي أن ينفذ بنك الاحتياطي الفيدرالي أول خفض لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في سبتمبر/أيلول، وهو ما يخفض سعر الفائدة إلى 5.125%.
ويتوقع المحللون ثلاثة تخفيضات من هذا القبيل قبل نهاية العام. ومع ذلك، يحذر المحللون من أن هذه الأموال الأرخص قد لا تكون كافية لتعويض الضغوط في قطاع السيارات.
ويسلط التقرير الضوء أيضًا على أن انخفاض الأسعار يميل إلى التزامن مع انخفاض متوسط أسعار البيع (ASPs) حيث تتحرك الشركات المصنعة للمعدات الأصلية للدفاع عن حصتها في السوق.
وقد يساعد هذا في تحسين القدرة على تحمل التكاليف، ولكن قد يشكل بيئة صعبة فيما يتعلق بهامش الربح. وأشار التقرير إلى أن “تقديراتنا لقدرة السيارات الجديدة على تحمل التكاليف تعكس بالفعل معدلات أقل، وهو ما يساعد في حل ضغوط الصناعة، ولكن لا يحلها بالكامل”.
وعلاوة على ذلك، تظهر الدراسة أن شركات تصنيع المعدات الأصلية، باعتبارها أسهمًا حساسة للائتمان، قد لا تستفيد من انخفاض عائدات السندات بالقدر المتوقع.
وقالت مورجان ستانلي “إن انخفاض عائدات السندات، على الرغم من أنها مفيدة لرفع القدرة على تحمل التكاليف، قد يكون نتيجة لانخفاض الطلب الكلي ولا يرتبط دائما بفوارق أسعار أكثر تضييقا”، في حين أشارت أيضا إلى أن “المزيد من المؤشرات الصعودية ستكون إشارات على إعادة التضخم في الصين”.
وتظهر بيانات مورجان ستانلي أيضًا أن أداء أسهم السيارات الأوروبية ضعيف عندما تنخفض العائدات بسرعة. وأشار التقرير إلى أن “الأداء النسبي لقطاع السيارات يبلغ في المتوسط -7% في الأشهر التي تنخفض فيها عائدات السندات لأجل 10 سنوات بأكثر من 50 نقطة أساس”، مما يشير إلى أن ارتفاع عائدات السندات كان تاريخيًا أكثر دعمًا للقطاع.
وبناء على ذلك، يشير المحللون إلى أن ملف المخاطرة والمكافأة في القطاع يظل ضعيفا بالنسبة للمستثمرين الذين لديهم أفق استثماري يمتد لعدة سنوات.
وذكر التقرير “إننا نستمر في الاعتقاد بأن خفض هوامش الربح يجعل نسبة المخاطرة إلى المكافأة في هذا القطاع ضعيفة للغاية”، محذرا من أن بيئة الطلب الضعيفة الحالية وتقديرات الهوامش المرتفعة لا تزال تشكل مخاطر على شركات صناعة السيارات الأوروبية.
وعلى الرغم من الضغوط التي تتعرض لها شركات تصنيع السيارات، فقد تطرق تحليل مورجان ستانلي أيضاً إلى دور التضخم. فقد استفاد قطاع السيارات في السابق من ارتفاع الأسعار، ولكن “البيانات الأخيرة تسلط الضوء على أن الخلفية الأساسية لتسعير السيارات تتدهور الآن”، مع تحول التضخم في أسعار السيارات الجديدة في الولايات المتحدة إلى السلبية وارتفاع الحوافز المقدمة للوكلاء.
وقال مورجان ستانلي “نرى أن القدرة على تحمل التكاليف لا تزال محدودة”، مستشهدا بضعف الطلب الأساسي على السيارات الجديدة بالأسعار الحالية. وأشار التقرير أيضا إلى أن شركة المحركات البافارية أصدرت شركة أبل تحذيرها الأخير بشأن الأرباح، والذي أشار إلى ضعف الطلب، وخاصة في الصين، كعامل رئيسي يؤثر على الهوامش.