لقد قرر حزب الله منذ أشهر التحول من الهواتف المحمولة الخطرة إلى أجهزة النداء لأغراض أمنية. ولكن الأجهزة ذات التقنية المنخفضة انفجرت فجأة.
أظهرت تقارير سابقة أن مسلحي حزب الله قرروا التحول من الهواتف المحمولة الخطرة إلى أجهزة النداء القديمة قبل أشهر فقط من انفجار الأجهزة فجأة في جميع أنحاء لبنان يوم الثلاثاء.
انفجرت أجهزة استدعاء لاسلكية يستخدمها أعضاء حزب الله المدعوم من إيران بشكل غامض في أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين، بما في ذلك العشرات من المسلحين، وفقًا لتقديرات محلية.
واتهم حزب الله ولبنان إسرائيل بالمسؤولية عن المذبحة، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الحادث. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لم تكن متورطة في حادث انفجار جهاز النداء ولم تكن على علم بأي هجوم مسبق.
ورغم وجود تكهنات، فإنه من غير الواضح حتى الآن كيف انفجرت أجهزة الاتصال المحمولة بهذه الطريقة المعقدة والمنسقة. كما أنه من غير الواضح عدد أجهزة النداء التي انفجرت.
وقد افترض بعض الخبراء والمحللين أن أجهزة النداء ربما تم التلاعب بها منذ فترة، وزرع المتفجرات فيها، وبرمجتها للانفجار عند تلقي رسالة معينة. وهناك احتمال آخر يتمثل في هجوم إلكتروني على بطارياتها مما تسبب في ارتفاع درجة حرارتها وانفجارها.
يعتمد حزب الله بشكل كبير على أجهزة النداء للتواصل، ولكن هذا لم يكن الحال دائمًا. فوفقًا لتقرير رويترز في يوليو/تموز نقلاً عن مصادر متعددة مطلعة على المجموعة، فقد تحول المسلحون، ردًا على خسارة العديد من القادة، من استخدام الهواتف المحمولة، التي هي أقل أمانًا لأغراض القتال، إلى أساليب اتصال أقدم مثل أجهزة النداء لمحاولة البقاء في صدارة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عالية الكفاءة.
إن المخاوف من أن الهواتف المحمولة قد تكون عرضة للخطر ويمكن استخدامها لتتبع حركة الفرد تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط. فقد أدت مثل هذه التكتيكات إلى ضربات قاتلة في حرب أوكرانيا، على سبيل المثال. وهذا الاتجاه جعل الجيش الأميركي يولي اهتماما وثيقا للتهديدات المحتملة التي يمكن أن تجلبها الأجهزة الشخصية.
وقالت أجهزة الأمن اللبنانية لرويترز الثلاثاء إن أجهزة النداء من الطراز الجديد التي حصل عليها حزب الله في الأشهر الأخيرة.
تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار مراراً وتكراراً عبر الحدود منذ مذبحة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وقد أدى القتال الدامي بين هذين العدوين اللدودين إلى نزوح عشرات الآلاف من الناس في شمال إسرائيل وجنوب لبنان.
وجاءت حادثة أجهزة النداء يوم الثلاثاء بعد ساعات فقط من إشارة إسرائيل، دون تفاصيل، إلى أنها ستزيد الضغوط العسكرية على حزب الله للسماح للنازحين بالعودة إلى ديارهم.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صادر في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي إن “المجلس الوزاري الأمني المصغر قام بتحديث أهداف الحرب لتشمل ما يلي: إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بشكل آمن”.
وأضافت أن “إسرائيل ستواصل العمل لتحقيق هذا الهدف”.
ورغم المخاوف المستمرة من التصعيد، فقد نجح كل من إسرائيل وحزب الله في تجنب مواجهة أوسع نطاقا. ولكن انفجارات أجهزة النداء أشعلت المخاوف من احتمال انزلاق العدوين إلى صراع شامل.