التوترات الانتخابية وتدفقات الصناديق المتداولة في البورصة تؤثر على سوق العملات المشفرة – نانسن
تواجه أسواق العملات المشفرة ضغوطًا من جبهات متعددة، حيث تؤثر الانتخابات الأمريكية والبيانات الاقتصادية الكلية الغامضة والمشاعر السلبية المتعلقة بتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs) على الأسعار، وفقًا لتقرير حديث صادر عن نانسن.
مشاعر الاستسلام الواسعة
شهدت صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة الأمريكية لعملتي بيتكوين (BTC) وإيثريوم (ETH) تدفقات سلبية للأسبوع الثاني على التوالي. وفي حين خسرت صناديق المؤشرات المتداولة لعملتي بيتكوين أكثر من 983 مليون دولار في الأسبوعين الماضيين، خسرت صناديق المؤشرات المتداولة لعملتي إيثريوم 103.5 مليون دولار في تلك الفترة، وفقًا لبيانات شركة Farside Investors.
وتزامن ذلك مع انخفاض صافٍ في إجمالي المعروض من العملات المستقرة من 26 أغسطس إلى 7 سبتمبر، حيث غادر السوق ما يقرب من 450 مليون دولار. ووفقًا للتقرير، فإن هذا الحدث النادر في عام 2024 قد يشير إلى استسلام المستثمرين، على عكس عمليات البيع السابقة في مارس وأغسطس.
بالإضافة إلى ذلك، تراجع الاهتمام المؤسسي بالمنتجات القائمة على الإيثريوم، حيث أغلقت شركة VanEck صندوقها المتداول في البورصة Ethereum Strategy ETF بعد أقل من عام، وسحبت شركة WisdomTree طلبها للحصول على صندوق Ethereum ETF الفوري لدى لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية (SEC).
ونتيجة لذلك، تظهر مؤشرات إدارة المخاطر لدى نانسن زخمًا سلبيًا في سعر البيتكوين، في حين أن الفارق بين سعر البيع والشراء للبيتكوين بالكاد يحمل مخاطرة، مما يشير إلى موقف محايد في السوق.
بالإضافة إلى ذلك، يختبر البيتكوين متوسطه المتحرك لمدة 50 أسبوعًا، في حين يتحدى الإيثريوم متوسطه المتحرك لمدة 200 أسبوع، وكلاهما مستويات دعم حاسمة.
الانتخابات وعدم اليقين
من المتوقع أن تخلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية حالة من عدم اليقين بشأن الأصول الخطرة، مثل العملات المشفرة، حتى نوفمبر/تشرين الثاني. ربما تقلل الأسواق من تقدير تأثير “الفوز الديمقراطي” المحتمل، والذي قد يؤدي إلى زيادات في معدلات ضريبة الشركات ومكاسب رأس المال.
ومع ذلك، قد يتلخص الأمر كله في أن المناقشة التي جرت اليوم قد تجلب استراحة صغيرة لأسعار العملات المشفرة، وقد يتأثر تقدم هاريس في استطلاعات الرأي بسبب الأداء السيئ.
تشير البيانات الاقتصادية الكلية إلى ضعف في نشاط التصنيع في منطقة اليورو والصين والولايات المتحدة، فضلاً عن تباطؤ سوق العمل في الولايات المتحدة.
وفي حين تظل الخدمات والإنفاق الاستهلاكي مستقرين، فإن تراجع المدخرات بين الأسر الأقل ثراءً قد يؤثر على الاستهلاك في المستقبل.
وهذا يرسم صورة غامضة حيث يصعب تحديد ما إذا كان الاقتصاد العالمي يتحول إلى وتيرة أبطأ من النمو، أو ما إذا كان ينزلق ببطء إلى الركود. وعلاوة على ذلك، فإن تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي، مع تسعير الأسواق لتخفيضات بمقدار 225 نقطة أساس بحلول عام 2026، قد لا تكون كافية لتحفيز النمو في جميع القطاعات.
إن الفجوة بين توقعات أسعار الأصول والتباطؤ المستمر في النمو تشكل مخاطر على المستثمرين، وخاصة في الأسهم ذات القيمة العالية. وبالتالي فإن هذا الغموض يعمل أيضاً على تهدئة شهية المخاطرة في السوق.