الإفراط في الإنفاق الحكومي يضع الولايات المتحدة على طريق الإفلاس السريع، بحسب إيلون ماسك
في الآونة الأخيرة، أعرب إيلون ماسك، مالك شركة إكس والرئيس التنفيذي ومهندس المنتجات في شركة تيسلا، عن مخاوفه بشأن التضخم. وقد برزت هذه المناقشة بشكل خاص بعد أن أجرى مقابلة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. قبل يومين فقط، لجأ ماسك إلى إكس، معلنًا أن الولايات المتحدة “تتجه بسرعة نحو الإفلاس” بعد نشر منشور يتعلق بالعجز الوطني.
مالك شركة X إيلون ماسك يواصل انتقاد الإنفاق الحكومي الأمريكي
في الأسبوع الماضي، كرر إيلون ماسك موقفه بأن الإنفاق الحكومي المتفشي هو المحرك الرئيسي وراء التضخم الشديد الذي أزعج الأمة. خلال برنامج X Spaces حيث أجرى ماسك مقابلة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، أعرب عن قلقه، وأخبر ترامب أنه يرى الإنفاق الحكومي المفرط كمشكلة كبيرة. كما أكد ماسك أن “الكثير من الناس لا يفهمون من أين يأتي التضخم”، مما يؤكد على الافتقار الواسع النطاق للوعي بهذه القضية.
في 30 أغسطس، لجأ ماسك إلى X مرة أخرى للتأكيد على وجهة نظره، قائلاً:
بالمعدلات الحالية للإنفاق الحكومي، فإن أميركا تتجه بسرعة نحو الإفلاس. والإفراط في الإنفاق الحكومي هو ما يسبب التضخم.
أدلى ماسك بهذا التعليق ردًا على منشور على موقع X يعرض ميزانية حكومة الولايات المتحدة للسنة المالية 2025، والتي تكشف عن خطط لإضافة 16 تريليون دولار أخرى إلى العجز الوطني بحلول عام 2035. ورد حساب X “Being Libertarian” على تعليق ماسك قائلاً: “قرن من الديمقراطيين والجمهوريين يتعاونون لتدمير أمريكا. يبدو من المستحيل إصلاحه في هذه المرحلة”.
لا ينفرد مالك شركة إكس بالقلق إزاء الاقتصاد الأميركي. بل تشير عدة مؤشرات إلى أن البلاد قد تتجه نحو مشاكل مالية كبيرة. ويرسم مزيج مقلق من التضخم المرتفع باستمرار والديون الوطنية المرتفعة صورة قاتمة. ففي عام 2023، أنفقت الحكومة في المتوسط 12.65 مليار دولار أسبوعيا على الفائدة على الدين الوطني فقط. وبالنظر إلى المستقبل، يقدر مكتب الميزانية بالكونجرس أن تكاليف الفائدة هذه سترتفع إلى 17.15 مليار دولار أسبوعيا في عام 2024.
كما عانى الاقتصاد الأميركي من تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي، مع احتمال تفاقم الوضع في ظل سيناريوهات مختلفة. وتشمل هذه التحديات المتعلقة بالسيولة، وخطر خرق عهود الديون، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، والأكثر إثارة للقلق، الخسارة المحتملة لمكانة الدولار الأميركي كعملة احتياطية أساسية في العالم. وقد يحدث مثل هذا الحدث إذا بدأت الحكومات الأجنبية والبنوك المركزية في التخلص بسرعة من احتياطياتها من الدولار، مما يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار المالي الأميركي.
مع تردد صدى مخاوف إيلون ماسك في الخطاب الاقتصادي، فإنها تسلط الضوء على قلق أوسع نطاقا بشأن مسار السياسة المالية الأميركية. ويشير التقاطع بين الإنفاق الحكومي غير المنضبط، والديون المتصاعدة، والضغوط التضخمية إلى أن الأمة ربما تقترب من مفترق مالي حرج. وقد يجبر هذا السيناريو صناع السياسات والمواطنين على حد سواء على مواجهة الحقائق الصارخة المتمثلة في سوء الإدارة الاقتصادية.