هل يعتبر إدراج المؤشر هو كل ما نتوقعه؟
إن إدراج شركة في مؤشر أسهم رئيسي مثل مؤشر داو جونز الصناعي غالبا ما ينظر إليه على أنه علامة مميزة للنجاح، حيث يشير إلى السوق أن الشركة حققت مستوى معين من الاستقرار المالي والنمو.
ومع ذلك، يشير المحللون في شركة ستراتجاس للأوراق المالية في مذكرة إلى أن الواقع قد لا يكون واضحا كما يبدو.
أحد النتائج الأكثر إقناعا من تحليل شركة ستراتيجاس للأوراق المالية هو الفرق الكبير في أداء الشركات قبل إدراجها في مؤشر S&P 500 مقارنة بأدائها بعد ذلك.
وفحصت الدراسة 160 شركة أضيفت إلى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بين عامي 2015 و2024. وقال محللون من شركة ستراتيجاس للأوراق المالية: “في المتوسط، تفوقت الأسماء على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو +4800 نقطة أساس، وهو أفضل قليلاً من -66 نقطة أساس من الأداء الضعيف الذي حدث بعد 12 شهرًا من الإدراج كما هو مذكور في النقطة السابقة”.
ويمكن أن يعزى هذا الأداء المتفوق إلى ظاهرة “شراء الشائعة”، حيث يتوقع المستثمرون إدراج شركة ما في المؤشر ويرفعون سعر سهمها في الأشهر التي تسبق الإعلان الرسمي.
وكثيراً ما يُنظر إلى الإدراج في حد ذاته باعتباره تأكيداً على نمو الشركة واستقرارها، مما يؤدي إلى زيادة اهتمام المستثمرين، وبالتالي ارتفاع أسعار الأسهم.
ولكن الصورة تتغير بشكل كبير بعد الإدراج. فقد وجدت الدراسة نفسها أنه خلال الاثني عشر شهراً التي أعقبت إدراج هذه الشركات، كان أداء هذه الشركات الجديدة أقل من أداء المؤشر الأوسع بمتوسط 66 نقطة أساس.
ويعد هذا الأداء الضعيف مفاجئًا، خاصة بالنظر إلى أن الشركات عادة ما تحتاج إلى إظهار تحسن في الأساسيات لتلبية متطلبات الأهلية لإدراجها في المؤشرات.
إن ضعف الأداء بعد الإدراج يثير تساؤلات حول الفوائد طويلة الأجل المترتبة على إضافة دولة ما إلى مؤشر رئيسي. ويشير هذا إلى أن قدراً كبيراً من التأثير الإيجابي للإدراج أصبح محسوباً بالفعل بحلول الوقت الذي يحدث فيه الإدراج.
وعلاوة على ذلك، فإن الارتفاع المفاجئ في أسعار الأسهم قبل الانضمام إلى القائمة قد يؤدي إلى المبالغة في تقييمها، مما يجعل من الصعب على السهم الحفاظ على أدائه بعد ذلك.
كما استكشف التحليل أداء الشركات التي تم إخراجها من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، باستثناء تلك التي تم الاستحواذ عليها. وقال المحللون: “في المتوسط، كان أداء هذه الأسماء أقل من المؤشر بنحو -825 نقطة أساس في الأشهر الاثني عشر التي أعقبت خروجها”.
وهذا ليس أمراً غير متوقع تماماً، إذ إن الخروج من المؤشر غالباً ما يعكس تدهوراً في أساسيات الشركة، والذي يستمر عادة بعد الخروج.
إن الاستثمار في مؤشر ما لا يضمن تحقيق أداء متفوق على نحو مستدام، كما توضح شركة ستراتيجاس للأوراق المالية. ويبدو أن ظاهرة “شراء الشائعات وبيع الإدراج” تلعب دوراً كبيراً، حيث يكون رد فعل السوق على الإدراج المتوقع أكثر إيجابية من الفوائد الفعلية للإدراج نفسه.
وبالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، يشير هذا إلى الحاجة إلى توخي الحذر واتباع نهج أكثر دقة عند تقييم تأثير إدراج المؤشر على الأداء المستقبلي للسهم.
وعلاوة على ذلك، فإن ضعف أداء الشركات بعد الخروج يؤكد أهمية الحفاظ على الأساسيات القوية.
ورغم أن الإدراج في مؤشر رئيسي قد يوفر دفعة قصيرة الأجل، فإن الشركات تحتاج إلى مواصلة إظهار الصحة المالية القوية لدعم النجاح على المدى الطويل.