الذكاء الاصطناعي.. طوق نجاة لفئات لا يأبه بها أحد
دفعت التكنولوجيا جزءا كبيرا من نمو آسيا على مدى العقود الأخيرة، لكنها تركت المجموعات المهمشة في الخلف.
لهذا السبب يعتقد أحمد مزهري، رئيس منطقة آسيا في “مايكروسوفت” أن شركات التكنولوجيا تتحمل مسؤولية المساعدة في معالجة هذا الانقسام. بداية، ساعدت التكنولوجيا في جلب الفرص الاقتصادية إلى كل من الفئات المحرومة في منطقة فيها واحد من كل أربعة فتيان بلا تعليم أو عمل، وفقا لـ”موقع المنتدى الاقتصادي العالمي”.
مع ثورة الذكاء الاصطناعي ظهرت إحدى أبرز ميزاته، وهي أنه قادر على فتح باب الاقتصاد الرقمي أمام الفئات المحرومة التي لا يأبه بها أحد.
“جيدابا نيتيويراكون” امرأة تايلاندية تبلغ من العمر 21 عاما تعاني ضمور العضلات، كانت تستخدم دائما كرسيا متحركا وتفقد قوة عضلاتها تدريجيا كل عام، خلال نشأتها، لم تكن مسارات العمل المتاحة لها واضحة دائما.
عبر الذكاء الاصطناعي تدربت في برنامج Skills for Jobs من مايكروسوفت على المهارات الرقمية، ما مهد لها طريق العمل عن بعد والعيش بشكل مستقل ودعم أسرتها ماليا.
قصة أخرى، كانت بطلتها هيرومي سويدا، التي كافحت طوال حياتها للحفاظ على وظيفتها في صالون لتصفيف الشعر وفي مصنع وفي عدد من المطاعم.
في سن الـ46، تم تشخيصها باضطراب المعالجة السمعية، وهي حالة غير مفهومة جيدا حيث يواجه الدماغ صعوبة في فهم الأصوات وتفسيرها، بما في ذلك الكلمات المنطوقة.
مثل كثير من الأشخاص الذين يتم تشخيصهم في عمر متأخر من حياتهم، فهمت سويدا أخيرا سبب ابتعاد أصحاب العمل والزملاء والعائلة والأصدقاء عنها، إذ إنهم خلطوا بين عدم فهمها لهم واللامبالاة.
يعيش نحو 690 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومع ذلك، قد لا يعكس هذا الرقم الذين لم يتم تشخيصهم بعد أو الذين لا يمكن تحديد ما يعانونه بسهولة.
قد يغير اعتماد الذكاء الاصطناعي حياة هذه المجموعات، تكنولوجيا تحويل النص إلى كلام تسمح للأشخاص بالاستماع إلى المقالات المكتوبة أو التقارير الأكاديمية، كما تتيح تكنولوجيا تحويل الكلام إلى نص قراءة التعليقات التوضيحية المباشرة أثناء الاجتماعات عبر الإنترنت أو البث الإخباري، وتتيح تكنولوجيا تحويل الصورة إلى نص فهم محتويات الصور التي قد لا يتمكنون من رؤيتها.
تغيرت حياة سويدا عندما استخدمت تطبيق YYProbe لتحويل الكلام إلى نص، أنشئ التطبيق في البداية كأداة لتلخيص اجتماعات العمل، وكان مفيدا بشكل خاص للموظفين الصم أو ضعاف السمع، ما أدى إلى انتشاره على نطاق واسع.
يوفر الذكاء الاصطناعي للدول الآسيوية فرصة لتعزيز حيوية المجتمع، وعكس التفاوتات بين السكان.
وفي حين يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي فقدان الوظائف بحلول 2025، فإنه يرجح أيضا استحداث 97 مليون وظيفة تعتمد على المهارات الرقمية. من مسؤوليتنا الجماعية ضمان قدرة القوى العاملة على المشاركة في هذه الوظائف الجديدة.
ولفعل ذلك، نحتاج إلى استثمار شركات التكنولوجيا والحكومات والصناعات في المهارات الرقمية. إنها قوة مضاعفة لضمان وصولنا إلى كل شخص في هذه المنطقة سريعة النمو.