شركات سعودية تطور تقنيات البناء السريع بالذكاء الاصطناعي وتصدرها للخارج
فيما تشهد السعودية تحولا كبيرا في قطاع البناء ضمن سعيها في الاعتماد على تقنيات حديثة تسهم في إعادة تشكيل ملامح المدن والمشاريع العمرانية الحديثة، بزغت شركات محلية مختصة في هذا المجال تعمل على تطوير برمجيات خاصة بالبناء السريع عبر الذكاء الاصطناعي وتطوير خطوط الإنتاج بفكر سعودي لتواكب الطلب السريع ومن ثم تصديرها خارجيا.
كمال العناني رئيس مجلس إدارة شركة الأبنية السريعة للصناعة يؤكد عبر حديثه لـ “الاقتصادية”، نمو الطلب على استخدام تقنية البناء السريع بالسعودية، وهو ما دفعهم للعمل على تطوير هذه التقنية عبر عمل منهج تقني حديث بفكر سعودي لتطوير برمجيات واستخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم والتنفيذ، وتجهيز عقود قانونية لعمل هذا التقنيات وتدريب الكوادر الوطنية لتصديرها للخارج.
ويرى العناني أن تقنية الجيبكريت البناء السريع بدأت تسجل نمو طلب عال بالسوق السعودية نظرا لجودة المنتج، إضافة إلى سرعة البناء لأكثر من 60 % مقارنة مع البناء التقليدي، بجانب خفض التكلفة، التي تسهم في ترشيد الموارد وتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث يستطيع فريق عمل واحد مكون من 6 أشخاص وونش واحد بناء 3 طوابق بمعايير عالية وعمر افتراضي يصل إلى 75 سنة وتسليما متكاملة خلال ثلاثة أشهر.
ونوه بنظام الجيبكريت أحدث أنظمة البناء الخرساني السريع كونه يعمل بطريقة الحوائط الحاملة المسلحة -حديد وخرسانة- وهو صديق للبيئة، كما أنه يوفر 45 % من حديد التسليح والخرسانة و90 % من المياه، ويعد نسبة الهادر الملوث للبيئة 0.01% وكذلك الترشيد في الانبعاثات الكربونية بمناسبته 90% وهذا التوجه الأساسي في رؤية 2030 لترشيد الانبعاثات الكربونية.
وقدر رئيس شركة الأبنية السريعة للصناعة التكلفة التقديرية للبناء بأنها قريبة إلى حد ما للبناء التقليدي، حيث يراوح سعر المتر ما بين 1950 و5500 ريال بحسب المواصفات، لكنها تعد اقتصادية على المدى البعيد، وبالذات للمشاريع الكبيرة وكذلك للأفراد، كما أنها لا تحتاج إلى صيانة دورية، والعمر الافتراضي لها أعلى من البناية التقليدية، حيث يبلغ العمر الافتراضي لها (75 عاما) مقارنة بالتقليدي 50 عاما.
وتوقع العناني أن ينمو الطلب على هذه التقنيات بوتيرة أسرع، وقال “هناك توسع خارج السعودية إلى عمان وتركيا ومصر ونتطلع لدخول في أسواق دولية أخرى، وهناك تنافسية تشهدها السوق المحلية بين الشركات السعودية مع الشركات الأجنبية التي تستخدم التقنيات الحديثة، وهو أمر طبيعي، لكن يبقى الأسرع والأقوى والأوفر والأكثر اقتصاديا هو المطلوب.
وختم حديثه “نقوم بتطوير برمجيات خاصة بالتصميم السريع المعتمد على الذكاء الاصطناعي، وكذلك تطوير خطوط الإنتاج لتتواكب مع الطلب السريع وبفكر سعودي مع التجهيز لأكاديمية (تمرا) التي ستعنى بتدريب وتهيئة الشباب والشابات السعوديين للعمل في نظام الجيبكريت السريع مع تهيئتهم ليكونوا رواد أعمال ووكلاء تركيب وبناء لنظام البناء السريع جيبكريت”.