التوترات الجيوسياسية ومخاوف النمو الاقتصادي العالمي تتجاذب أسعار النفط

ذكر “كومرتس بنك” أن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة JMMC التابعة لأوبك+، لم تقرر تغيير سياسة الإنتاج في اجتماعها الافتراضي استجابة لحالة عدم اليقين في الأسواق وفي ظل بيانات عن تعثر الطلب الصيني.

وأوضح البنك أن هذا كان متوقعا بالفعل من التصريحات التي أدلت بها مصادر مطلعة في الفترة التي سبقت الاجتماع، وهذا يعني أن الزيادة التدريجية المخطط لها في إنتاج النفط بدءا من الربع الرابع فصاعدا ستظل قائمة في الوقت الحالي.

ورجح أن يكون انخفاض أسعار النفط بنسبة 8% منذ منتصف يوليو الماضي، بسبب مخاوف الطلب قد جعل أوبك+ تدرك مدى مردود الزيادة المقصودة في العرض، إذا نما الطلب بقوة أقل من المتوقع.

ومال مختصون ومحللون نفطيون إلى الاعتقاد أن سعر النفط الخام يجد الدعم من مخاطر العرض الناشئة عن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، رغم المخاوف العالمية المستمرة بشأن الطلب على النفط.

وقال المختصون لـ”الاقتصادية”، “إن الشرق الأوسط ينتج أكثر من 20 % من إنتاج النفط في العالم، محذرين من أن أي انقطاع في هذا الإنتاج أو تعطيل القدرة على تصدير النفط الخام إلى السوق سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.

وفي هذا الإطار، قال روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش إيه لخدمات الطاقة، “إن صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحرا تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 12 شهرا في يوليو وسط تقلص الخصومات على نفط موسكو، وتحسن الامتثال لتخفيضات إنتاج أوبك+، وانتعاش التكرير المحلي، والانخفاض الموسمي في الطلب من مصافي التكرير الهندية”.

من جانبه، ذكر دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية، أن أسعار النفط تتجاذبها ضغوط هبوطية وصعودية متزامنة، لافتا إلى بقاء الأسعار تحت الضغط الهبوطي للأسبوع الرابع على التوالي.

وأرجع ذلك إلى ضعف الطلب العالمي على الوقود إلى جانب البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال من الصين وانخفاض نشاط التصنيع في جميع أنحاء آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، في المقابل يعوض ذلك التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط.

بدوره، قال ارفي ناهار مدير النفط والغاز في شركة “ناهار” الدولية للطاقة، “إن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط عادة ما يكون لها تأثير مؤقت محدود في سوق النفط الخام”.

وأشار إلى أن الأسعار سترتفع في البداية بشكل حاد إذا حدث اتساع في الصراع ثم تتحرك نحو مستوى يحتفظ بعلاوة مخاطر أعلى، لكنه أقرب إلى المستوى الذي يعكس التغيرات الفعلية في إنتاج النفط أو تدفقاته.