ملكية المساكن لجيل الألفية و”زد” في أمريكا تنفخض.. الشباب في مأزق
الشباب ليسوا بخير، فأسعار المساكن والرهن العقاري لا تزال مرتفعة، هكذا أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.
معدل ملكية المساكن للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما، وهم عموما من جيل الألفية الأصغر والجيل زد الأكبر سنا، انخفض في الربع الثاني إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات.
ووفقا لتحليل أجراه موقع Realtor.com لهذه البيانات: “لا يزال معدل ملكية المساكن للذين تبلغ أعمارهم 35 عاما أو أقل، أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، لكنه أقل من أعلى مستويات عصر الجائحة، عندما سهلت أسعار الرهن العقاري المنخفضة شراء المنازل”.
أدت الجائحة إلى طفرة في الإسكان، ويرجع ذلك في الغالب إلى أن أسعار الرهن العقاري كانت في أدنى مستوياتها على الإطلاق، لكن أيضا لأن الناس يمكنهم العمل من أي مكان.
وبسبب ذلك، ارتفعت أسعار المساكن نحو 50% منذ بداية الجائحة. لكن بعد ذلك وصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 4 عقود، ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عدة مرات، ما أدى بشكل غير مباشر إلى رفع أسعار الرهن العقاري. وقتل هذا المزيج قدرة الناس على تحمل التكاليف، بحسب “فورتشن”.
في الربع الثاني من هذا العام، كان معدل ملكية المساكن الإجمالي في الولايات المتحدة دون تغيير نسبيا عند 65.6%. وهو أقل من معدل الأشهر الأولى من الجائحة، وقد انخفض بشكل مطرد منذ ذلك الحين.
ويقل عدد الناس الذين يشترون المنازل ويبيعونها، وفي العام الماضي وحده، انخفضت مبيعات المساكن القائمة إلى أدنى مستوى منذ نحو ثلاثة عقود. وفي يونيو انخفضت 5.4% عن العام السابق.
معدل ملكية المساكن بين الفئات العمرية الأصغر سنا آخذ في الانخفاض، لأن الراتب المطلوب لشراء منزل لأول مرة تضاعف تقريبا منذ الجائحة إلى ما يقارب 76 ألف دولار سنويا.
قالت هانا جونز، معدة تقرير Realtor، في بيان: “على مدار العامين الماضيين، عانى المشترون الأصغر سنا وطأة ارتفاع الأسعار ومعدلات الرهن العقاري أكثر من أي مجموعة أخرى. كثير من المشترين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما هم مشترون لأول مرة، بالتالي ليس لديهم قيمة عقارية لمنزل قائم للاستفادة منها في شراء منزل، مثل كثير من الأجيال الأكبر سنا”.
بينما شهدت المجموعة الأصغر سنا انخفاض معدل امتلاكها للمساكن على أساس ربع سنوي وأساس سنوي، شهدت مجموعتان، الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 35 و44 عاما وبين 45 و54 عاما، زيادة في معدل امتلاك المساكن من الربع الأول إلى الربع الثاني من العام.
كانت النتائج مختلفة حسب الدخل، كما هو متوقع. في الربع الثاني، شهدت الأسر التي حققت دخلا أكبر من متوسط الدخل، أو مساويا له، زيادة في معدل امتلاك المساكن من 78.8% إلى 79.2% في الربع الأول من هذا العام.
بينما شهدت الأسر التي يقل دخلها عن المتوسط انخفاض معدل امتلاكها للمساكن من الربع الأول إلى الثاني إلى 52.1%، كما انخفض عن العام السابق أيضا.
“نظرا لأن أسعار المساكن وأسعار الرهن العقاري لا تزال مرتفعة، فإن تمويل شراء منزل سيظل مكلفا للغاية لكثير من الأسر، خاصة التي تكسب أقل من متوسط الدخل الوطني”، وفقا لموقع Realtor.
مع ذلك، الأمور قد تتحسن وسط تباطؤ تضخم أسعار المساكن، وأسعار الرهن العقاري آخذة في التراجع، والمخزون آخذ في التزايد. لكن هذا لا يعني أن شراء منزل سيكون في متناول اليد مجددا، بل إن الأوضاع قد لا تسوء أكثر.