أسواق النفط .. مخاوف الركود العالمي تتغلب على التوترات الجيوسياسية
واصلت أسعار النفط انخفاضها في بداية الأسبوع مع انخفاض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتهما منذ يناير، حيث كان انهيار أسعار النفط، الذي بدأ يوم الجمعة مدفوعا بتصريحات أمريكية جديدة، تعزز مخاوف من الركود بسبب تقرير الوظائف الضعيف لشهر يوليو، وقد أثرت مخاوف الطلب من الصين في أسعار النفط لبعض الوقت.
واستمرت العقود الآجلة للنفط في خسائرها خلال جلسة متقلبة، اليوم، إذ تغلبت المخاوف من ركود في الولايات المتحدة على القلق من أن يؤثر تصاعد التوتر في الشرق الأوسط في الإمدادات من أكبر منطقة لإنتاج النفط في العالم.
وبحسب أحدث تقارير “أويل برايس”، فإن المخاوف بشأن الولايات المتحدة لها أصداء واسعة في الاقتصاد العالمي في جميع أنحاء العالم، وقد تراجعت الأسهم الآسيوية بما يفوق الانهيار الذي حدث في أكتوبر 1987 في أعقاب الاثنين الأسود.
وعد التقرير، أن المخاوف المتعلقة بالطلب هي التي تحرك المعنويات في سوق النفط، إلا أن الأخطار الجيوسياسية تظل حقيقية للغاية.
ويقول مختصون ومحللون نفطيون لـ”الاقتصادية”، إن الخام الأمريكي واصل خسائره إلى أدنى مستوياتها في 6 أشهر في بداية الأسبوع ومع ذلك، فإن الجانب السلبي لأسعار النفط قد يكون محدودا بسبب ارتفاع أخطار العرض بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وذكر المختصون أن أسعار النفط الخام تلقت الدعم من الصراع المستمر في غزة، حيث أصابت غارة جوية إسرائيلية مدرستين وأسفرت عن إصابة 30 شخصا على الأقل .
وأشار المختصون إلى انخفاض أسعار النفط الخام بسبب تزايد المخاوف من الركود في الولايات المتحدة وقد تأثر هذا الانخفاض ببيانات سوق الوظائف الأمريكية المخيبة للآمال يوم الجمعة والانكماش الأكبر من المتوقع في نشاط المصانع .
وهنا قال سوون يونج مدير سابق في شركة “فيتنام بتروليوم”: إن المنتجين في تحالف أوبك + ملتزمون بخطتهم لإنهاء تخفيضات الإنتاج الطوعية تدريجيا بدءا من أكتوبر، ورغم ذلك أشارت بيانات دولية إلى أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع في يوليو حتى مع تخفيضات إنتاج المجموعة.
فيما ذكر روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن تجار الخام عالي الكبريت والمستخدمين النهائيين الآسيويين رحبوا بأسعار البيع الرسمية للنفط الخام لشركة أرامكو السعودية في سبتمبر التي جاءت أقل من المتوقع للشحنات المتجهة إلى آسيا، حيث كانت بعض أسعار البيع الرسمية بمنزلة إشارة إلى السوق الآسيوية التي لا تزال تكافح بسبب ضعف الهوامش والطلب وكذلك في ضوء توقع زيادة وشيكة في إنتاج مجموعة أوبك+.
بدوره، قال ألكسندر بوجال مستشار شركة “إنرجي جي بي” الدولية، إن خطط أوبك + الحالية تدعو إلى البدء تدريجيا في التخلص التدريجي من 2.2 مليون برميل يوميا من تخفيضات الإنتاج الطوعية بين أكتوبر 2024 وسبتمبر 2025، لافتا إلى أنه لا تزال هوامش التكرير الآسيوية تحوم عند مستويات ضعيفة نسبيا على الرغم من تعافيها من أدنى مستوياتها في سنوات عدة في مايو الماضي.