أجمل ما في السباق
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
مما نتابعه منذ انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، يتبين لنا أننا سنكون أمام معركة كسر عظم حقيقية من هنا إلى أن تجري الانتخابات في الخامس من نوفمبر .
إن أول استطلاع رأي أجرته ” رويترز _ إبسوس ” بعد انسحاب بايدن لصالح نائبته كامالا هاريس ، أشار الى أن هاريس متفوقة على المرشح الجمهوري دونالد ترمب بنقطتين .. فلقد حصل ترمب على ٤٢ نقطة بينما حصلت هي على ٤٤ نقطة.
وهكذا يتضح أن ما قاله المرشح الجمهوري عن أن هزيمة كامالا أسهل من هزيمة بايدن مجرد كلام، أو تمنيات من جانبه ومن جانب حملته الانتخابية ليس أكثر، وإلا، فما معنى تفوقها بهذه الدرجة منذ اللحظة الأولى حتى ولو كان تفوقاً بسيطاً ؟
صحيح أن استطلاع رأي جرى بعد استطلاع رويترز أظهر العكس، ولكن استطلاعاً ثالثاً جرى بعد الثاني بقليل وأجراه موقع أكسيوس، كشف عن أن ستين في المائة من الشباب في الولايات المتحدة يفضلون التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا !
شيء من هذا سوف يثير جنون ترمب بالتأكيد، وسوف يجعل حملته الانتخابية تشعر بأن الوسادة الحريرية التي كان ترمب ينام عليها فبل انسحاب بايدن لم يعد لها وجود.. فلقد عاش المرشح الجمهوري أياماً سعيدة، وخصوصاً بعد مناظرته الشهيرة مع الرئيس الأمريكي، ولكن سرعان ما انقضت تلك الأيام بمجرد اعلان بايدن عن انسحابه، وعن أنه انسحب حفاظاً على وحدة الحزب الديمقراطي الذي يرى أن البيت الابيض من نصيبه هذه المرة.
وليس سراً أن التبرعات التي تلقاها بايدن لحملته الانتخابية قد تراجعت بعد المناظرة إياها، ولكنه ما كاد ينسحب حتى كانت التبرعات قد عادت تتدفق من جديد، وقد بلغ تدفقها الى حد أن الحملة التي صارت تدعو لهاريس من بعده، تلقت تبرعات قيمتها ٢٥٠ مليون دولار في الأيام الثلاثة التالية لانسحاب بايدن والإعلان عن هاربس مرشحة بديلة !
وهذه النقطة بالذات أثارت غضب ترمب وحملته، لأن التبرعات التي تلقاها هو والحملة شهدت تراجعاً في المقابل !
وإذا كان لكل مرشح من الإثنين حملة انتخابية تدعو له بين الناخبين، فان هاريس تتفوق على ترمب في هذه المسألة، لأن وراءها حملة انتخابية غير عادية .. فوراءها الرئيس بايدن نفسه يدعو لها ويزكيها، وبكل ما له من مساحة لدى قطاع لا بأس به بين الأمريكيين.. ووراءها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، التي اشتهرت بعدائها المعلن لترمب منذ أن كان هو رئيساً، وكانت هي على رأس المجلس.. وقد كانت وقتها لا تترك فرصة تكيد خلالها لترمب إلا وتنتهزها، ولا نزال نذكر الصورة الشهيرة لها وهي تكيد له بيديها معاً في حركة من أعجب ما يكون .
ليس هذا وفقط ، ولكن وراء هاريس الرئيس الأسبق باراك أوباما ، الذي كان يتولى الدعاية بنفسه لبايدن في انتخابات ٢٠٢٠ ، وكان يقاتل من أجل الانتصار له بأي طريقة، وعندما تبين له ضعف فرص الرئيس بايدن لم يتردد في الدعوة إلى انسحابه، وانتقل على الفور من الدعاية له الى الدعاية لهاريس ضد ترمب على طول الخط .
الحرب بين الحزبين تشتد، وسوف تشتد أكثر وأكثر كلما اقتربنا من ٥ نوفمبر، وأجمل ما في السباق أنك لا تستطيع أن تقطع بفوز أي من المرشحين، وهذه أقوى علامات أي سباق انتخابي حقيقي .