«العارف بالله» نتنياهو
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
خرج علينا «العارف بالله» نتنياهو مرتديا ثوب الحكمة والوقار في كلمته أمام الكونجرس الأمريكي مساء يوم الأربعاء، ومرددا أكاذيب تلو أكاذيب لا يصدقها طفل، زاعما أن إسرائيل لم تقتل مدنيا واحدا في رفح وكأن الجرائم الإسرائيلية التي يراها العالم على الهواء مباشرة بحق الفلسطينيين «كوابيس جماعية».
ودعا نتنياهو لإقامة «تحالف إبراهيمي» مع شركاء عرب في الشرق الأوسط لمواجهة ما أسماه «تهديد إيران» وذلك برعاية أمريكية!
ما حدث داخل الكونجرس الأربعاء هو بكل المقاييس «تمثيلية سخيفة» فنتنياهو تحدث لمدة 50 دقيقة تقريبا وصف خلالها بطولات وهمية لجيش الاحتلال، وجرائم مفبركة بحق المقاومة الفلسطينية، وردد نفس الأكاذيب الإسرائيلية التي كشفت الصحف الأجنبية فبركتها منذ شهور، والعجيب هو التصفيق الحار الذي تلقاه نتنياهو على كل حرف نطق به لسانه، مهما كان كذبا واضحا، وتكرر الأمر حتى وصل التصفيق إلى قرابة 100 مرة في 50 دقيقة!
ثم طالت اتهامات نتنياهو الجميع، فإيران هي من تمول المظاهرات الطلابية وحركات الاحتجاج العالمية ضد إسرائيل في أمريكا وأوروبا بل والعالم كله، والمحكمة الجنائية الدولية متواطئة ضد إسرائيل، ومنظمات الأمم المتحدة مخترقة من حماس، والرافضون لحضوره للكونجرس داعمون للإرهاب، فالجميع على باطل إلا نتنياهو وإسرائيل!
وكشفت كلمة نتنياهو ما قلته وأعلنته منذ شهور بأن أمريكا هي من تحارب المقاومة الفلسطينية، فنتنياهو أشاد بالرئيس الأمريكي جو بايدن «الصهيوني الفخور بصهيونيته» وبزيارته لتل أبيب وبتحريكه قطعا بحرية لحماية إسرائيل، وبإمداده لها بكل ما تحتاجه من أسلحة وصواريخ.
ولكن العجيب أن نتنياهو الذي تحدث للكونجرس الأمريكي للمرة الرابعة، متجاوزا بذلك عدد رئيس الوزراء البريطاني تشرشل الذي تمت دعوته 3 مرات لإلقاء كلمة في الكونجرس، قدم نفسه كضحية تحتاج إلى دعم أمريكي من أجل تحقيق النصر على الأشرار في فلسطين، وفي نفس الكلمة أكد أن الأراضي المحتلة أراضي يحكمها اليهود منذ 4 آلاف عام!
ويبقى السؤال الهام: ما هو سر عدم حضور نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس لكلمة نتنياهو كما جرت التقاليد في الولايات المتحدة؟
ومن هم الشركاء العرب الذين تحدث عنهم نتنياهو الذين يدعمون إسرائيل في حربها ضد أهلنا في غزة؟!