علماء يجيبون: هل كان هناك بشر عمالقة في العصور القديمة؟
01:33 م
الإثنين 24 يونيو 2024
يروي البشر قصصًا عن العمالقة منذ آلاف السنين، بدءًا من سايكلوب الأساطير اليونانية وحتى جوليات المذكور في التوراة الييهودية. فهل كانت هذه مجرد روايات دينية وشعبية، أم أن البشر العمالقة كانوا يعيشون على هذه الأرض حقًا؟
إذا كنت تعتبر إنسانًا يبلغ طوله 274 سنتيمترا تقريبًا عملاقًا، فإن روبرت وادلو، كان بالفعل أطول شخص مسجل، إذ وصل طوله إلى 272 سنتيمترا قبل وفاته عن عمر يناهز 22 سنة في عام 1940، وفقا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية.
كان وادلو أعلى بكثير من متوسط طول الذكور عالميا، والذي يبلغ حوالي 185 سنتيمترا وحتى أطول من بعض التفسيرات للأوصاف الكتابية لجوليات.
قالت مارتا كوربونيتس، أستاذة الغدد الصماء في جامعة كوين ماري في لندن، لموقع لايف ساينس: “يعاني غالبية المرضى العمالقة من مشكلة هرمون النمو.. هذا ما كان يعاني منه روبرت وادلو”.
وتوضح أن السبب الرئيسي للعملقة هو ارتفاع مستويات هرمون النمو الذي تنتجه الغدة النخامية في الدماغ. في معظم الأحيان، تكون هذه المستويات المرتفعة ناجمة عن ورم حميد. أحد الأسباب وراء عدم احتمال رؤية شخص آخر بطول وادلو مرة أخرى هو أن الأطباء يمكنهم الآن إزالة الورم واستخدام الأدوية لوقف النمو، حيث أن العملقة والورم يعرضان صحة الشخص للخطر.
يمكن أن تتسبب حالات أخرى في أن يكون الأشخاص طوال القامة بشكل غير عادي. وأوضحت كوربونيتس أن هذه تشمل متلازمة مارفان، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى نمو العظام لفترة أطول.
ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص يستمرون في النمو إلى أطوال كبيرة دون وجود حالة طبية معروفة؛ ومن بينهم أطول رجل في العالم سابقًا، باو شيشون، الذي يبلغ طوله 236 سنتيمترا. وقالت كوربونيتس إنه من المحتمل أن يتكون لديهم مجموعة من المتغيرات الجينية التي تجعلهم يتمتعون بقامات طويلة.
في حين أنه من الأسهل على الباحثين دراسة العمالقة الذين يعيشون في العصر الحديث، فمن المرجح أن الأشخاص طوال القامة كانوا موجودين دائمًا. أقدم حالة معروفة للعملقة تأتي من البقايا المزعومة لملك مصري قديم، الذي كان طوله حوالي 187 سنتيمترا، في حين وجدت أبحاث كوربونيتس أن العديد من العمالقة الأيرلنديين الحقيقيين ورثوا طفرة جينية من شخص ما، عاش قبل 2500 سنة.
وقالت كوربونيتس: “منذ وجود البشرية، كنا نعاني من هذه الأمراض، لذلك لا يوجد سبب لعدم وجود هؤلاء العمالقة في مصر القديمة أو في أي وقت آخر من تاريخ البشرية”.
وتتحد الوراثة مع العوامل البيئية، مثل النظام الغذائي في بداية الحياة، لتحديد الطول، وغالبًا ما يزداد طول السكان بمرور الوقت مع تقدم الحضارة. لكن هذا لا يمثل قاعدة ثابتة.
يقول بافيل جراسجروبر، الباحث في جامعة ماساريك في برنو بجمهورية التشيك، لموقع لايف ساينس، إن بعض الهياكل العظمية للذكور من المرحلة المتأخرة من ثقافة صيد الماموث، قبل حوالي 29000 عام، تتميز بطولها الاستثنائي، وساعدت في انتشار أساطير عن العمالقة. أطول هذه الهياكل العظمية السبعة، التي تم التنقيب عنها في نظام كهف جريمالدي في إيطاليا في مطلع القرن العشرين، يُقدر أن يبلغ طولها 196 سنتيمترا.
يضيف بافيل جراسجروبر: “ضع في اعتبارك أنه في وقت العثور على هذه الهياكل العظمية، كان معيار طول الذكور في أوروبا أقل من 170 سم.. لا عجب أن هؤلاء الناس بدوا مثل العمالقة للعلماء في ذلك الوقت”.
وأشار جراسجروبر إلى أن الذكور طوال القامة كانوا نموذجيين لسكان العصر الحجري القديم الأعلى في فرنسا ومنطقة مورافيا التاريخية (جمهورية التشيك الحديثة)، حيث حققوا أطوالا لم تصل إليها الدول الصناعية الحديثة حتى منتصف القرن العشرين.
وقال جراسجروبر “السبب في هذه الحالة البدنية الجيدة للصيادين في العصر الحجري القديم الأعلى هو انخفاض الكثافة السكانية ووفرة الطرائد على شكل الماموث والثدييات الكبيرة الأخرى”.