منوعات

خطيب المسجد الحرام: رمضانُ رياضة تجرد النفس من شهواتها.. ولهذا السبب أعلى اللهُ شأنَ الصيام


05:22 م


الجمعة 15 مارس 2024

كـتب- علي شبل:

أكد الشيخ بندر بليلة، خطيب المسجد الحرام، أن رمضان رياضةٌ للنفس بالتجرُّد عن شهواتها، وسموٌ بالروح إلى السماء، وتقريبٌ لما بَعُد بين الموسِرِ والفقيرِ بالرأفة والشفقة.

وتحدث في خطبته الأولى بالمسجد الحرام عن شهر رمضان وما فيه من الفضائل. وقال: هذا شهرُ رمضانَ قد عَمَّنا سَناهُ الوضَّاح، وعَبَقُهُ الفوَّاح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجنة، وغُلِّقَتْ أبوابُ جهنم، وسُلسِلَت الشياطين) أخرجه البخاريُّ ومسلم.

وتابع: يأتي رمضانُ على الناس ولابُد لهم منه، ولا غِنى لأرواحهم عنه؛ ليُجريَ روافدَ الخير في قلوبهم، ويُوقِظَ ما غفا من أحاسيسِ البرِّ في نفوسهم، ويَستَحِثَّ ما رَقَد من دواعي الاتصال بالله في أذهانهم، ويُعيدَ فِطَرهم إلى ما فُطرت عليه من الطُّهْرِ والزَّكاء.

وأضاف خطيب المسجد الحرام: رمضانُ رياضةٌ للنفس بالتجرُّد عن شهواتها، وسموٌ بالروح إلى السماء، وتقريبٌ لما بَعُد بين الموسِرِ والفقيرِ بالرأفة والشفقة. ورأسُ الأعمال في رمضانَ الصيام، قال الحقُّ سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، والثمرةُ الأولى منه حصولُ التقوى للصائم، وكفى بها من ثمرة، وإنما نالها الصائمُ لِمَا للصوم عليه من أثر في قمع شهوتِه، وانكسارِ نفسِه، واضمحلالِ هواه، وبُعْدِه عن الأشر والبطر.

وتحدث فضيلته عن شأن الصائم مع الله فقال: لقد أعلى اللهُ شأنَ الصيام، وجعل أجرَه وافرًا جزيلا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كلُّ عملِ ابن آدم يُضاعَف، الحسنةُ عشرُ أمثالِها إلى سبعِ مئةِ ضِعف، قال اللهُ عزوجل: إلا الصومَ فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوتَه وطعامَه من أجلي) أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ واللفظ له. وللصائمين بابٌ خاصٌ يدخلون منه إلى الجنة، لا يدخل منه أحدٌ سِواهم، عن سهلِ بنِ سعدٍ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة بابًا يُقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخلُ منه أحدٌ غيرُهُم، فإذا دخلوا أُغلِقَ فلم يدخُل منه أحد) أخرجه البخاريُّ ومسلم. ومِن أعظمِ ما يُفيده الصائمُ من مدرسة الصومِ تحقيقُ الإخلاصِ لله تعالى، وتعميقُ مراقبته سبحانه، فالصومُ عبادةٌ خفية لا يطلع عليه إلا الله تعالى، فيسري أثرُه إلى نفسِ الصائمِ وأحوالِه وأيامِه.

وفي خطبته الثانية قال: لقد تَفضَّل عليكم ربُّكُم في هذا الشهر بعظيم هِباتِه، وكريمِ عطاءاتِه، فمَن لم يَربَح في هذا الموسمِ الرابح ففي أي موسِمٍ يَربح؟ ومَن قَعَد عن التزوُّدِ فيه من الخيرِ فمتى يُفلِح؟ ومَن لم يتُب إلى ربه فإلى كم يَتمادى ومتى يَصلُح؟ وفي الحديث: (رَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثم انسلخ قبل أن يُغفَرَ له) أخرجه الإمامُ أحمدُ والترمذي.

اقرأ أيضًا:

عن الحب والعرش والجنة.. 5 أسئلة جدلية طرحها الأطفال على الشيخ علي جمعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى