08:45 م
الجمعة 16 فبراير 2024
وكالات
توفي زعيم المعارضة في روسيا أليكسي نافالني، عن عمر 47 عامًا بعقب إصابته بجلطة مفاجئة لم تنجح معها جميع محاولات الإسعاف، إثر عودته من نزهة بسيطة، إلى زنزانته في إحدى المناطق الروسية النائية.
ولد أليكسي أناتولييفيتش نافالني، في 4 يونيو 1976 هو محام وناشط سياسي روسي بارز، ويصفه البعض بأنه أحد أشد معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أنه لم يكتسب شهرة تذكر سوى عام 2009، حين بدأ يذيع صيته إعلامياً.
وخلال انتخابات عمدة موسكو التي جرت يوم في 8 سبتمبر 2013، اتهم المعارض الذي لا يكل بالتخطيط لسرقة 16 مليون روبل من شركة أخشاب مملوكة للدولة أثناء عمله مستشارًا لحاكم منطقة كيروف عام 2009، وطالب ممثلو الادعاء حينها توقيع عقوبة السجن لمدة ست سنوات لهذه التهمة.
وفي 18 يوليو حكمت إحدى محاكم كيروف بسجنه 5 سنوات مع دفع غرامة قدرها 500 ألف روبل.
إلا أن متاعبه لم تتوقف. ففي 20 أغسطس 2020، وبينما كان يستقل طائرة من سيبيريا إلى موسكو، فقد وعيه واضطرت الطائرة للهبوط، حيث نقل إلى مستشفى الطوارئ بمدينة أومسك الروسية ووضع بعدها على جهاز تنفس اصطناعي.
ثم سمح أطباء المستشفى بنقل نافالني على متن طائرة إلى ألمانيا لتلقي العلاج، وذلك بناء على طلب من زوجته يوليا تقدمت به إلى الرئيس الروسي، فنقل على متن سيارة إسعاف من المستشفى ترافقها سيارات الشرطة إلى المطار، وكان في استقبالهم حينذاك أطباء ألمان لنقله إلى عيادة “شاريتيه” في مدينة برلين.
لكنه سرعان ما تعافى، وعاد في 17 يناير 2021 إلى بلاده، فكان الأمن بانتظاره. حيث اعتقلته مصلحة إنفاذ القانون الروسية فور وصوله مطار شيريميتييفو الدولي في العاصمة بموجب مذكرة سابقة صادرة بحقه بتهمة الاحتيال.
وحينها قال نافالني :”أنا لست خائفا. أنا أعرف أني على حق.. وأن القضية الجنائية المرفوعة ضدي ملفقة”، لكنه أدين في فبراير 2021 في قضية احتيال واختلاس أموال من شركة “إيف روشيه”، وكانت العقوبة في البداية مع وقف التنفيذ، إلا أنها استبدلت بالسجن بسبب انتهاكه نظام المراقبة.
ثم في مارس 2022 أدين بتهمة ازدراء المحكمة والاحتيال في جمع أموال الحملة الانتخابية، وفي أغسطس 2023، بتهمة العمل على إنشاء جماعة متطرفة، وعلى الرغم من ظهوره متعباً في الكثير من الأحيان خاصة أثناء جلسات محاكمته ، وقد فقد الكثير من وزنه، إثر معاناته جراء إضرابه بشكل متتال عن الطعام، وجه رسائل سياسية إلى مناصريه.
وفي رسائله عبر الإنترنت كان يسخر من العقوبات التي تفرضها عليه إدارة السجون.
أما آخر رسائله فكانت في الأول من فبراير، وبثها فريقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا إلى تظاهرات في كل أرجاء روسيا خلال الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 مارس إلى 17 منه، بينما كان آخر ظهور مصور له في يناير الماضي، من داخل قاعة المحاكمة.
