“تستوجب حالة عقلية متعمّدة”.. ذاكرة بايدن تنقذه من تهمة الاحتفاظ بوثائق سرية
12:23 ص
الأحد 11 فبراير 2024
كتب- محمود الطوخي
مع تتابع سقطات الرئيس الأمريكي، ذهب البعض إلى التشكيك في قدراته الذهنية، والتي قابلها بايدن باستنكار ونفي قاطع، لكن هذه المرة قد صبت هذه المزاعم في صالحه، بعد أن أوصى المحقق الخاص روبرت هور بعدم توجيه اتهامات جنائية إليه كونه “رجل مسن ذو ذاكرة ضعيفة”.
وكان المحقق الخاص روبرت هور تم تكليفه قبل أشهر بالتحقيق في ادعاءات بإساءة تعامل الرئيس الأمريكي مع وثائق سرية تتضمن معلومات عن السياسة العسكرية والخارجية المتعلقة بأفغانستان، التي وُجدت بمكتبه في واشنطن وجراج منزله في ويلمينجتون بولاية ديلاوير.
وأوضح هور في تقريره الذي تخطى 300 صفحة، أنه سيَصعب إقناع هيئة المحلفين بإدانة بايدن بارتكاب مخالفة جنائية تستوجب حالة عقلية مقصودة؛ كونه رجل مسن وذاكرته ضعيفة.
وأشار إلى أن الرئيس بايدن البالغ من العمر 81 عاما، لم يستطع تذكر بعض التفاصيل الأساسية خلال عمليات استجوابه، مثل الفترة التي قضاها كنائب للرئيس، كما لم يتمكن كذلك من تذكر تاريخ وفاة ابنه الأكبر “بو” الذي قضى في عام 2015، موضحا أن ذاكرته بدت ضبابية عندما تحدث عن أفغانستان.
وكشف تقرير هور، عن أن المحققين الذين قاموا بتفتيش منزل بايدن في ديلاوير، عثروا على الوثائق السرية المرتبطة بأفغانستان محفوظة في جراج المنزل الذي بدا غير مرتب ومُهمل، مشيرا إلى أن تلك المستندات كانت “ملفوفة بالبلاستيك بالقرب قفص كلب خرب، وفراش الكلب، يكسوها التراب”.
وأظهر التقرير أن المحلّفين لم يتمكنوا من فهم أن المكان ليس مناسبا ليقوم شخص بحفظ وثائق تتصف بالسرية وذات أهمية له”، ما جعل المحقق الخاص يشكك في ذاكرة الرئيس بايدن مصوّرا الأمر بأنه موقع لتخزين وثائق تم نسيانها، ولم يعد يعلم صاحبها بوجودها.
كذلك يبيّن التقرير أن بايدن كانت لديه دوافع للاحتفاظ بالوثائق المتعلّقة بأفغانستان، عبر تدوينها في مذكراته اليومية تمهيدا لإطلاقها في كتاب؛ إذ كان يرغب في إثبات معارضته لقرار الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بإيفاد مزيد من الجنود إلى كابول.
لكن وبالرغم من كل ما سرده هور في تقريره، فإنه أظهر قدرا من الإنصاف للرئيس الأمريكي، إذ أكد أن بايدن هَمّ بتسليم المستندات إلى المحققين فور العثور عليها.
وذكر أن بايدن سلم وثائق سرية لوزارة العدل ودار المحفوظات الوطنية، إضافة إلى موافقته على تفتيش بعض المواقع التي تضمنت منازل تعود ملكيتها إليه، إلى جانب تعاونه مع المحقق الخاص روبرت هور خلال الاستجواب.
وإلى جانب ذلك، قارن هور في تقريره بين تعامل بايدن والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ذات الشأن، حيث أشار إلى أن الأخير يواجه عدة اتهامات بإعاقة عمل المحققين في تهمة تخزينه لوثائق سرية بمنزله في فلوريدا مخالفا القانون، والتي ينفيها ترامب برمّتها.
ولفت التقرير إلى أن ترامب رفض مرارًا على مدار أشهر، إعادة الوثائق السرية تجنبا للمحاكمة رغم إعطائه الكثير من الفرص، كما يعيق سير القضية باستئجار بعض الشهود.
وتطرق التقرير إلى أن بايدن اعتاد تدوين اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين حينما شغل كان نائبا للرئيس أوباما لمدة 8 سنوات، حتى تقارير مجلس الأمن القومي الأمريكي واللقاءات السرية.