منوعات

هل توافق ليلة 27 رجب ليلة الإسراء والمعراج؟.. باحث شرعي يعرض آراء الفقهاء


09:51 م


الأربعاء 07 فبراير 2024

كتب – علي شبل:

هل توافق ليلة 27 رجب ليلة الإسراء والمعراج؟.. قضية فقهية ناقشها الدكتور عبدالرحمن الفخراني، الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية، عارضا آراء الفقهاء والأئمة في تلك المسألة.

يخلص الفخراني إلى أنه ليس على تعيين ليلة الإسراء والمعراج دليل ناهض، أو نقل يحتج به، أو اتفاق معتبر على ضبط تاريخها بين جمهور أهل العلم، مستشهدًا بقول شيخ الإسلام ابن تيمية، كما نقل عنه تلميذه النجيب ابن القيم الجوزية رحمهما الله تعالى: (لم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها ، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ، ليس فيها ما يقطع به ..) ا.هـ (زاد المعاد، 1/57) .

وقول الشيخ العلامة أبو أمامة بن النقاش رحمه الله تعالى: (أما ليلة الإسراء ، فلم يأت في أرجحية العمل فيها حديث صحيح ولا ضعيف ، ولذلك لم يعينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه، ولا عينها أحد من الصحابة بإسناد صحيح ، ولا صح إلى الآن، ولا إلى أن تقوم الساعة فيها شيء ، ومن قال فيها شيئاً ، فإنما قال من كيسه لمرجع ظهر له استأنس به ، ولهذا تصادمت الأقوال فيها وتباينت ، ولم يثبت الأمر فيها على شيء) ا.هـ (المواهب اللدنية، 2/431).

كما استشهد الفخراني، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى : (أما الإسراء ، فقيل : كان في رجب ، وضعّفه غير واحد ، وقيل : كان في ربيع الأول ، وهو قول إبراهيم الحربي ، وغيره) ا.هـ (لطائف المعارف، ص 140).

وبعامة يقول الباحث الشرعي؛ فإن هناك بان الإسراء والمعراج : ثوابت يقينية ، آراء ظنية ، وادعاءات وأباطيل الثابت باليقين القطعي:

1- حدوث الرحلتين بنص القرآن ، في سورتي ( الإسراء والنجم ) ، وما ورد في السنة الصحيحة ، في صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، ومسند احمد بن حنبل ، والمعجم الكبير للطبراني ، والمستدرك على الصحيحين النيسابوري .

2- حدوثها قبل هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام .

أما المختلف فيه :

3- العام الذي حدثت فيه : فقد ذكر ابن هشام في السيرة النبوية عدداً من الآراء في تلك المسألة، منها أن الإسراء قد وقع في العام السابق للهجرة، أو أنه قد وقع قبل الهجرة بثلاثة أعوام أو بستة أعوام.

ولفت الدكتور عبدالرحمن الفخراني إلى أن الراجح أن تلك المعجزة قد وقعت في العام العاشر من البعثة النبوية، وهو العام المعروف بـ”عام الحزن”.

اما الآراء الظنية، فيقول الفخراني:

1- أنها في ليلة السابع والعشرين من رجب : وقد تقدم بيانه.

2- هل بالروح فقط أم بالروح والجسد معاً ، يقظة أم منامًا ؟

قال بعض العلماء إن الإسراء والمعراج كان بالروح، منامًا، مستدلين بما روي عن معاوية وعائشة رضي الله عنهما أن الإسراء كان بالروح فحسب. ومعلوم أن معاوية رضي الله عنه – أوانئذ – كان مشركاً، وعائشة رضي الله عنها يومئذ لم تكن بعد زوجًا للنبي صلى الله عليه وسلم، بل كانت صغيرة.

كما استدلوا: بتأويل الحسن البصري لقوله تعالى : ” وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ” على أنَّ المراد بها ما رأى ليلة الإسراء، والرؤيا ما يُرَى في المنام، واستدلالاً ببعض الروايات التي يدلُّ ظاهرها على أنه كان في المنام.

وجمهور العلماء ان قول الحسن البصري مرجوح لا دليل عليه، ولم يصح في ذلك شيء.

ولفت إلى أن العجيب أن القائلين بذلك لم ينكروا ( البراق) ، فلم تحمل الروح على البراق؟ فالدواب للأجساد لا الأرواح.. وما يوشك أن ينعقد عليه الإجماع انها كانت بالجسد والروح معًا يقظة.. يقول ابن حجر: “وقد اختلف السلف بحسب اختلاف الأخبار الواردة؛ فمنهم من ذهب إلى أن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسد النبي وروحه بعد المبعث، وإلى هذا ذهب الجمهور من علماء المحدِّثين والفقهاء والمتكلِّمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك؛ إذ ليس في العقل ما يحيله حتى يحتاج إلى تأويل”

والادعاءات الأباطيل:

1- مسار الإسراء : الثابت أنه كان من مكة، من بيت أم هانئ بنت أبي طالب، إلى المسجد الأقصى. والادعاء أن المسجد الأقصى ليس ببلاد الشام ، إنما هو مكان في شبه الجزيرة العربية وبالتحديد بالقرب من مكة نفسها. و أول من ادعى ذلك المستشرق الصهيوني ( موردخاي كيدار) ، وتبعه يوسف زيدان ، في كتابه (شجون تراثية)، وبرر ذلك ببعض الروايات في مغازي الواقدي، والتي فهم منها زيدان أن المسجد الأقصى المشار إليه في القرآن يقع في قرية الجعرانة التي تقع على بعد 20 كيلومتر شمال شرق مكة.

2- معراج إدريس (عليه السلام) : وأصل هذا الدعاء في سفر أخنوخ الثاني ، وفيه يروي أخنوخ (النبي إدريس)، كيفَ رُفع إلى السماء، وما شاهده في الفردوس والجحيم، وفي السماوات السبع، ولقائه بالله في السماء السابعة.

واستدلوا بما رواه الطبراني في ” الأوسط ” ( 2 / 177 / 1 / 7406 ) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، والألباني في السلسلة الضعيفة الحديث رقم 339 ” إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان صديقا لملك الموت ، فسأله أن يريه الجنة و النار ، فصعد بإدريس فأراه النار ، ففزع منها و كاد يغشى عليه ، فالتف عليه ملك الموت بجناحه ، فقال ملك الموت : أليس قد رأيتها؟ قال : بلى ، و لم أرك اليوم قط ، ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها … “

يقول الذهبي في (ميزان الاعتدال) عن المصيصي: ” هذا رجل كذاب ، قال الحاكم : أحاديثه موضوعة “.

اقرأ أيضاً:

هل تجوز شرعًا؟.. أمين الفتوى يوضح حكم الصلاة في المنزل خلف إمام المسجد

تزوجت بعد الطلقة الثالثة لكنه توفي قبل الدخول فهل يجوز الرجوع للزوج الأول؟.. ازهري يجيب

ما حكم إخراج الزكاة بمقدار 10% من عائد الوديعة البنكية؟.. مجدي عاشور يوضح

حكم إجراء ليزر فى أماكن العورة عند طبيب؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

هل يجوز وضع المصحف تحت الوسادة لإبعاد الكوابيس والشياطين؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى