الدير المُحرّق بأسيوط.. أهم المحطات في مسار رحلة العائلة المقدسة – صور
07:18 م
الثلاثاء 16 يناير 2024
أسيوط ـ محمود عجمي:
احتمت فيه العائلة المقدسة بعد أن تركت فلسطين الوطن، في رحلة الهروب من بطش الرومان والملك هيرودس لمدة 185 يومًا، وهي أطول فترة قضتها في مصر.. هو دير السيدة العذراء “الدير المُحرّق” بمحافظة أسيوط، والذي يُعد من أهم المحطات في مسار رحلة العائلة المقدسة، ومن أشهر الأديرة القبطية في مصر، التي أطلق عليه “أورشليم الثانية”.
“قم وخذ الصبِي وأُمه واهرب إِلى مصر، وكن هناك حتى أَقول لك، لأَن هيرودس مزمع أَن يطلب الصبِي ليهلكه” هكذا جاءت الرسالة ليوسف النجار، وفق إنجيل متى، والتي تحثه على الهروب بالطفل يسوع وأمه مريم العذراء، من بيت لحم في فلسطين إلى مصر، بعيدًا عن خطر يحيط بالعائلة المقدسة من قبل الملك اليهودي هيرودس.
ويعتبر مذبح كنيسة العذراء الأثرية في وسط أرض مصر، حيث تقول نبوءة عمرها أكثر من 700 عام “في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أَرض مصر”.
الأنبا بيجول، أسقف ورئيس دير السيدة العذراء المحرق بالقوصية في أسيوط، قال لـ”مصراوي”، إن دير السيدة العذراء الدير المحرق العامر، يقع بجبل قسقام على بعد 12 كيلو مترًا غرب القوصية، وترجع أهميته لاحتماء العائلة المقدسة في أوائل القرن الأول الميلادي، بداخل بيت مهجور الذي عاشت فيه العائلة المقدسة فترة 185 يومًا، ومنذ أواخر القرن الأول الميلادي، واستخدم كـ”كنيسة” من منتصف القرن الرابع الميلادي مع ابتداء الحياة الرهبانية داخل الدير.
وأضاف أن الدير المحرق عمره 2000 عام، وتبلغ مساحته نحو 20 فدانًا، ويُعد أحد أكبر أديرة الصعيد من حيث عدد الرهبان، إذ يسكنه نحو 134 راهبًا يعيشون بين الأسوار العالية ومنهم من يخدمون داخل مصر وآخرين في أوروبا وأمريكا، كما أن الدير شهد أعمال تجديد وترميم وتوسعات حتى الوصول للوضع الحالي.
وأوضح الأنبا بيجول، أن الدير المحرق يحتوي على 8 كنائس، وهي من حيث الأقدمية الكنيسة الأثرية للسيدة العذراء، تم بناؤها في القرن الأول الميلادي، ومذبح الكنيسة هو حجر كان يجلس عليه المسيح، لذلك الأقباط المصريين والأحباش يعتبرون أن الكنيسة الأثرية بالدير هي “القدس الثانية” أو “قدس مصر” لكون السيد المسيح عاش فيها وهو رضيعًا وعاد إليها برفقة تلاميذه الإثنى عشر ودشنوا المذبح وهو المكان الوحيد في العالم الذي قدسه المسيح بنفسه، حسب تقليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الحبشية والكنيسة السريانية.
وتابع: “كما يوجد بالكنيسة 3 خوارس، للسامعين والباكين والتائبين والمؤمنين، كما أنشئت الصالة الخارجية يتوسطها عمودان ومغطاة بسقف خشبي وأنشئت على سطحها الكنيسة الحبشية”.
واستطرد في حديثه قائلاً: “يحتوي الدير المحرق على الحصن الأثري ويرجع للقرن السابع الميلادي، وكنيسة مارجرجس القرن التاسع عشر الميلادي، وكنيسة العذراء الجديدة القرن العشرين”، مشيرًا إلى أن المنطقة الأثرية 6 أفدنة من 20 فدانًا هي مساحة الدير المحرق داخل الأسوار”.
وأشار الأنبا بيجول إلى أن الدير المحرق يحتفل في شهر يونيو من كل عام لمدة أسبوعين بتذكار تكريس أول كنيسة للسيدة العذراء بالدير المحرق، إذ يستقبل عشرات آلاف الزائرين من مصر وأجانب أثيوبيا وأمريكا اللاتينية وروسيا وأوربا الذين يأتون للزيارة ونيل البركة، والتعرف على المكان الذي لجأت إليه العائلة المقدسة واحتمت داخله.
وقال إن الدولة المصرية وضعت الدير المحرق من أهم مناطق إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر وأكبرها وأكثرها تاريخيًا وعمقًا وثباتًا في التقليد القبطي.