مرحلة ما بعد الهدنة.. كيف تخطط إسرائيل للقضاء على حماس؟
04:19 م
الأربعاء 22 نوفمبر 2023
كتب- محمد صفوت:
بعد 46 يوم من المعارك والقصف المتواصل لقطاع غزة، نجحت الوساطة المصرية القطرية، في التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في غزة، يقتضي بالإفراج عن عدد من الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس، مقابل وقف إطلاق النار بشكل مؤقت وزيادة في تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
وعن موعد بدأ الهدنة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة سيبدأ في الساعة العاشرة صباح الغد الخميس. فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين: “عملية استعادة الأسرى بموجب اتفاق الهدنة مع الحركة، ستبدأ الخميس”.
الاتفاق الذي ربما يمتد لمدة 10 أيام على أقصى تقدير، حيث قالت وسائل إعلام إسرائيلة، أن اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة، أمامه فرصة ليمتد لمدة تصل إلى 10 أيام كحد أقصى، ويشمل الإفراج عن 300 أسير أمني فلسطيني، مقابل 100 أسير إسرائيلي لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاتفاق، بـ”القرار الصعب” مضيفًا في الوقت نفسه: “لكنه الصحيح”. وأكد نتنياهو أن القيادات الأمنية تدعم القرار بالكامل، والذي سيسمح للجيش بالاستعداد لمواصلة القتال.
وتعهد بالمضي قدمًا في المعارك، قائلاً: “نحن في حالة حرب، وسنواصل الحرب. سنستمر حتى نحقق جميع أهدافنا”.
مرحلة أكثر صعوبة من الحرب
تصريح نتنياهو يؤكد استمرار الحرب بعد الهدنة، حتى إن طالت ووصلت إلى المدة القصوى، في هذا الشأن كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها، عن استعداد إسرائيل لبدء مرحلة جديدة من الحرب، وصفتها بأنها “ستكون أكثر صعوبة” في الحرب المشتعلة منذ 6 أسابيع.
تشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن إسرائيل، نجحت إلى حد كبير في فرض سيطرتها على شمال قطاع غزة، لكنا لم تدمر سوى جزء صغير من قدرات حماس العسرية، ولم تقتل أو تأسر العديد من قادتها التي وضعتهم على قائمة الاغتيالات.
واستندت الصحيفة في تقريرها، إلى محللين وقادة عسكريين إسرائيليين كبار، الذين أكدوا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لبدء عملية أوسع لمطاردة مقاتلي حماس في جنوب قطاع غزة المكتظ بالسكان الذين فروا من الحرب المستعرة.
يقول المحللون والضباط، إن هدف إسرائيل إعادة الأسرى، والقضاء على مقاتلي حماس الذي بعضهم إلى جنوب القطاع أو لجأوا إلى الأنفاق، وأشاروا إلى أن ورقة الأسرى هي أفضل الأوراق في يد حماس للضغط على إسرائيل للبقاء على قيد الحياة.
التحول نحو الجنوب
يتحدث المسؤولون الإسرائيليون، عن قلة الخيارات أمامهم، ويؤكدون ضرورة الهجوم البري على وسط وجنوب غزة للقضاء على حماس.
يعتقد المحللون أن الخطة في جنوب القطاع ستكون كمثيلتها في شمال غزة، وستبدأ بقصف عنيف ثم توغل بري بحثًا عن مقاتلي حماس، مؤكدين أن الأمر سيكون معقدًا حيث يكتظ جنوب القطاع بالسكان.
الخطط التي تحدث عنها مسؤولين ومحللين إسرائيليين، ترجح قصف رفح وخان يونس، في جنوب القطاع، ويعتقد أنها مليئة بالأنفاق.
يزعم بعض المسؤولين في إسرائيل، أن هناك مناقشات في إسرائيل حول إغلاق الحدود مع مصر في تلك المرحلة، بهدف تطويق حماس، ومنع هروب قادتها أو مقاتليها. بعد القصف المقرر برًا وبحرًا وجوًا، سيبدأ التوغل البري، من عدة اتجاهات، لعزل مقاتلي حماس والقضاء عليهم.
خلال الفترة الماضية واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، دعواته لسكان غزة، بالتوجه جنوبًا نحو منطقة المواصي ويسميها “المنطقة الإنسانية” وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومترًا وتقع على الشريط الساحلي، يحدها من الغرب البحر الأبيض المتوسط ومن الجهات الثلاث المتبقية هي محاطة بمدن جنوب القطاع.
أزمة الأنفاق أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي
أشارت الصحيفة، إلى أن إسرائيل فجرت مداخل للأنفاق في شمال القطاع، لمنع مقاتلي حماس من استخدامها لنصب الكمائن للجنود الإسرائيليين. مع استمرار البحث عن الأسرى في الجنوب، فإن تحديد الأنفاق التي يمكن تدميرها دون تعريض الأسرى إلى الخطر سيكون أمرًا صعبًا.
ونقلت عن مسؤول أمريكي، قوله، إن المرحلة الحالية من الحرب في شمال القطاع ستستمر لأسابيع قبل توجه جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبًا، موضحًا أن هذا وفقًا لتقييم استخباراتي أمريكي. وقال إن إسرائيل تسعى لدفع الجميع إلى الجنوب، لذا ستواجه وضعًا أكثر صعوبة في فصل المدنيين عن مقاتلي حماس.
هذا وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 14128 شهيد بينهم أكثر من 5840 طفلاً و3920 امرأة بحسب وزارة الصحة الفلسطينية وتجاوز عدد الماصبين حاجز الـ 33 ألف شخص.