منوعات

ما معنى قول النبي لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان؟.. داعية اسلامية توضح


07:19 م


الثلاثاء 24 أكتوبر 2023

كتب-محمد قادوس:

ما معنى قول النبي ﷺ لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الداعية الإسلامية أماني الليثي الحاصلة علي ماجستير في العلوم الشرعية، والذي قالت في ردها لعل السائل يشير إلى ما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، وحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ) .

وروى احمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ ) والسعفة هي الْخُوصَةُ .

قال ابن كثير : إسناده على شرط مسلم اهـ . وصححه الألباني في صحيح الجامع (7422).

فهذان الحديثان يدلان على أن من علامات الساعة تقارب الزمان .

وأضافت الليثي في ردها لمصراوي: قد اختلف العلماء في معنى تقارب الزمان على أقوال كثيرة ، وأقوى هذه الأقوال :

أن تقارب الزمان يحتمل أن يكون المراد به التقارب الحسي أو التقارب المعنوي .

أما التقارب المعنوي ؛ فمعناه ذهاب البركة من الوقت، وهذا قد وقع منذ عصر بعيد .

وهذا القول قد اختاره القاضي عياض والنووي والحافظ ابن حجر رحمهم الله .

قال النووي : الْمُرَاد بِقِصَرِهِ عَدَم الْبَرَكَة فِيهِ ، وَأَنَّ الْيَوْم مَثَلا يَصِير الانْتِفَاع بِهِ بِقَدْرِ الانْتِفَاع بِالسَّاعَةِ الْوَاحِدَة ومن التقارب المعنوي أيضاً : سهولة الاتصال بين الأماكن البعيدة وسرعته مما يعتبر قد قارب الزمان ، فالمسافات التي كانت تقطع قديماً في عدة شهور صارت لا تستغرق الآن أكثر من عدة ساعات .

وأما التقارب الحسي، فمعناه : أن يقصر اليوم قصراً حسياً، فتمر ساعات الليل والنهار مروراً سريعاً، وهذا لم يقع بعد، ووقوعُهُ ليس بالأمر المستحيل “يَحْتَمِل أَنْ يَكُونُ الْمُرَاد بِتَقَارُبِ الزَّمَان قِصَره عَلَى مَا وَقَعَ فِي حَدِيث ” لا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَكُونَ السَّنَة كَالشَّهْرِ”.

وأوضحت الداعية أن الأقوال الثلاثة : “نزع البركة” و “سهولة الاتصال” و “التقارب الحسي” لا تعارض بينها ، ولا مانع من حمل الحديث عليها جميعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى