الصين تواصل خفض حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية.. أدنى مستوى في 14 عاماً
وسط المخاوف المستمرة بشأن سلامة أصولها في الخارج، وأغلبها مقومة بالدولار الأميركي، خفضت الصين حيازاتها من سندات خزانة الولايات المتحدة للشهر الرابع على التوالي.
ومع ذلك، مع اقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الكبرى الأخرى من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة التي بدأت في مارس 2022، يقول المحللون إن صناع السياسة في بكين قد يحتاجون إلى إعادة تقييم الوضع وإعادة التفكير في قرارهم بالتخلص من سندات الخزانة.
وتخلص ثاني أكبر اقتصاد في العالم من ديون أميركية بقيمة 13.6 مليار دولار في يوليو، ليصبح إجمالي حيازات الصين من الديون الأميركية عند 821.8 مليار دولار، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية.
ويظل إجمالي ما تحتفظ به الصين من ديون الولايات المتحدة عند أدنى مستوياته خلال 14 عاما، بعد أن وصل إلى هذا المستوى في يونيو الماضي.
ظلت بكين تخفض بشكل مستمر حيازات الصين من الديون الأميركية منذ أوائل عام 2022، مع استثناءين ــ في مارس من هذا العام ويوليو 2022، عندما زادت حيازاتها بمقدار 20.3 مليار دولار و320 مليون دولار على التوالي.
ولا تزال بكين ثاني أكبر حائز أجنبي لسندات الخزانة الأميركية بعد أن تجاوزتها اليابان في يونيو 2019.
ويرجع الانخفاض في حيازات سندات الخزانة الأميركية بين مارس 2022 ويوليو الماضي إلى؛ – تخلصت الصين من 191.4 مليار دولار أميركي، وخفضت اليابان 116.5 مليار دولار أميركي، وخفضت أيرلندا 44.4 مليار دولار أميركي، وتخلصت البرازيل من 8.6 مليار دولار أميركي، وتخلصت سنغافورة من 4.8 مليار دولار أميركي – ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى سلسلة الزيادات العدوانية في أسعار الفائدة الأميركية التي أدت إلى انخفاض أسعار السندات.
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بشكل تراكمي بمقدار 525 نقطة أساس منذ مارس 2022، إلى نطاق يتراوح بين 5.25 و5.5%، كما قرر أمس تثبيت أسعار الفائدة عند نفس المستويات. وبالمقارنة، فإن سعر الفائدة على الودائع لمدة عام واحد في الصين في البنوك الرائدة المملوكة للدولة مثل البنك الصناعي والتجاري الصيني، وبنك الصين، والبنك الزراعي الصيني بلغ 1.55% منذ سبتمبر.
كما جردت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية الولايات المتحدة من وضعها الائتماني AAA في أغسطس. واستشهدت وكالة التصنيف بتدهور التوقعات لمدة 3 سنوات للوضع المالي للحكومة الأميركية والمفاوضات المطولة بشأن سقف الديون بين السياسيين.
وتتوقع المؤسسات المالية الكبرى الآن أن تكون دورة التشديد في الولايات المتحدة قريبة جداً من النهاية.
ولطالما انتقدت السلطات الصينية هيمنة الدولار الأميركي على العالم، وتصاعدت مخاوفها بعد أن جمدت واشنطن ما قيمته 300 مليار دولار من احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي وأصولها الموجودة في الولايات المتحدة، بعد غزو أوكرانيا في فبراير 2022.
كانت هناك دعوات متزايدة بين الأكاديميين والباحثين السياسيين الصينيين لتقليل حصة الأصول التي يهيمن عليها الدولار الأميركي لتنويع محفظة الاستثمارات الصينية في الخارج، حيث يزعمون أن واشنطن يمكن أن تستخدم الدولار كسلاح أكثر.
وقال كبير الاقتصاديين في بنك الاستثمار الصيني الرائد سيتيك سيكيوريتيز، مينغ مينغ، إن الصين اتبعت نهجا شاملا للحد من المخاطر وتقليص حيازاتها من الأصول الأميركية.
وكتب في تقرير بحثي صدر في يوليو: “لقد أظهرت الولايات المتحدة أنها قد تفرض تداعيات مالية على دولة تعتبرها خصماً”. “إن سندات الخزانة الأميركية والسوق المالية الأميركية لم تعد على نفس القدر من الأهمية وسط حملة (الصين) للحد من المخاطر والتنويع”.