اقتصاد

هيئة المسح الجيولوجي الأميركي تتوقع خسائر “جسيمة” جراء زلزال المغرب

ضرب زلزال قوي نادر المغرب في وقت متأخر مساء الجمعة، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وإلحاق أضرار بالمباني من قرى جبال الأطلس إلى مدينة مراكش التاريخية.

قالت وزارة الداخلية المغربية، في وقت مبكر السبت، إن 296 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في الأقاليم القريبة من الزلزال. بالإضافة إلى ذلك، تم إرسال 153 جريحًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وكتبت الوزارة أن معظم الأضرار حدثت خارج المدن والبلدات.

قالت وزارة الداخلية المغربية صباح السبت إن ما لا يقل عن 632 شخصا لقوا حتفهم، معظمهم في مراكش وخمس ولايات قريبة من مركز الزلزال. أصيب 329 شخصا آخرين. من المتوقع أن ترتفع أعداد الضحايا أكثر مع استمرار البحث ومع وصول رجال الإنقاذ إلى المناطق النائية.

عرض التلفزيون المغربي مشاهد من أعقاب الزلزال، حيث بقي الكثيرون في الخارج خوفا من الهزات الارتدادية.

وقفت عائلات قلقة في الشوارع أو متكدسة على الرصيف، وبعضها يحمل أطفالا أو بطانيات أو متعلقات أخرى.

بحث عمال طوارئ عن ناجين وسط أنقاض المباني، وأضاءت ستراتهم الصفراء العاكسة المشهد ليلاً. وأحدث الزلزال فجوة كبيرة في أحد المنازل، وكادت سيارة تدفن تحت أنقاض مبنى منهار.

في أعقاب الزلزال مباشرة، أظهرت صور تم نشرها عبر الإنترنت أشخاصًا يركضون ويصرخون بالقرب من مسجد الكتبية الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر في مراكش، وهو أحد أشهر معالم المدينة.

ذكرت وسائل إعلام مغربية أن المسجد تعرض لأضرار، لكن لم يتضح حجمها على الفور. تُعرف مئذنته التي يبلغ ارتفاعها 69 مترًا (226 قدمًا) باسم “سقف مراكش”.

كما نشر مغاربة مقاطع مصورة تظهر تضرر أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بالمدينة القديمة في مراكش، المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.

قال رئيس بلدة قريبة من مركز الزلزال لموقع إم 2 الإخباري المغربي إن عدة منازل في البلدات المجاورة انهارت جزئيا أو كليا، وانقطعت الكهرباء والطرق في بعض الأماكن.

قال عبد الرحيم آيت داود، رئيس بلدة طلعت نعقوب، إن السلطات تعمل على تطهير الطرق في ولاية الحوز للسماح بمرور سيارات الإسعاف والمساعدات للسكان المتضررين، لكنه قال إن المسافات الكبيرة بين القرى الجبلية تعني أن الأمر سيستغرق وقتا لمعرفة مدى الضرر.

حشد الجيش المغربي وخدمات الطوارئ جهود الإغاثة للمناطق المتضررة، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الطرق المؤدية إلى المنطقة الجبلية المحيطة بمركز الزلزال كانت مزدحمة بالمركبات ومغلقة بالصخور المنهارة، مما أبطأ جهود الإنقاذ.

ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن شاحنات محملة بالبطانيات وأسرة المخيمات ومعدات الإضاءة توجهت إلى المنطقة.

تشتهر الحوز بمناظر جبال الأطلس الخلابة والقرى الأمازيغية المبنية على سفوح الجبال.

في وقت لاحق من صباح السبت في مراكش، تجولت سيارات إسعاف ودراجات نارية على أطراف المدينة القديمة، حيث استؤنفت الأعمال كالمعتاد صباح السبت. عبر السائحون والمارة حواجز الطرق والتقطوا صورا لأجزاء من الجدار الطيني الذي تصدع وتناثرت شظاياه وغباره على الرصيف والشارع.

بدأت رسائل الدعم تتدفق من جميع أنحاء العالم يوم السبت.

كتب المستشار الألماني أولاف شولتس على موقع إكس في وقت مبكر السبت: “هذه أخبار فظيعة من المغرب. في هذه الساعات الصعبة، أفكارنا مع ضحايا الزلزال المدمر”.

قالت الوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة الفنية إنها تستعد لتقديم المساعدة في منطقة المنكوبة بالزلزال، إذا طلب المغرب ذلك.

توجد في ألمانيا جالية مغربية تتكون من أكثر من ربع مليون مهاجر وأحفاد مهاجرين.

بدأت رسائل الدعم تتدفق من جميع أنحاء العالم السبت. نشر المستشار الألماني أولاف شولتس تعازيه على منصة إكس، المعروفة سابقًا باسم تويتر.

كتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يستضيف حاليا قمة مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات في العالم، أن “الهند مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة للمغرب في هذا الوقت العصيب”.

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن “الأمم المتحدة مستعدة لمساعدة الحكومة المغربية في جهودها لمساعدة السكان المتضررين”.

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن قوة الزلزال بلغت 6.8 درجة عندما وقع الساعة 11:11 مساء بالتوقيت المحلي (2211 بتوقيت غرينتش)، مع هزة استمرت عدة ثوان. ذكرت الوكالة الأميركية أن هزة ارتدادية بقوة 4.9 درجة وقعت بعد 19 دقيقة.

كان مركز الزلزال يوم الجمعة بالقرب من بلدة إغيل في ولاية الحوز، على بعد حوالي 70 كيلومترا (43.5 ميلا) جنوب مراكش.

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن مركز الزلزال كان على عمق 18 كيلومترا (11 ميلا) تحت سطح الأرض، في حين حددت وكالة الزلازل المغربية مركزه على عمق 8 كيلومترات (5 أميال). وفي كلتا الحالتين، فإن مثل هذه الزلازل السطحية أكثر خطورة.

وتوقعت هيئة المسح الجيولوجي الأميركي خسائر “جسيمة” جراء زلزال المغرب.

الزلازل نادرة نسبيا في شمال إفريقيا. قال لحسن مهني، رئيس قسم الرصد والإنذار الزلزالي بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، لقناة إم 2 التلفزيونية، إن الزلزال هو أقوى زلزال تم تسجيله في المنطقة الجبلية على الإطلاق.

في عام 1960، ضرب زلزال بقوة 5.8 درجة بالقرب من مدينة أغادير المغربية وتسبب في مقتل الآلاف.

أدى زلزال أغادير إلى تغييرات في قواعد البناء في المغرب، لكن العديد من المباني، وخاصة المنازل الريفية، لم يتم بناؤها لتحمل مثل هذه الهزات.

في عام 2004، خلف زلزال بقوة 6.4 درجة بالقرب من مدينة الحسيمة الساحلية على البحر الأبيض المتوسط أكثر من 600 قتيل.

شعر بالزلزال يوم الجمعة مناطق بعيدة مثل البرتغال والجزائر، وفقا للمعهد البرتغالي للبحر والغلاف الجوي ووكالة الدفاع المدني الجزائرية، التي تشرف على الاستجابة لحالات الطوارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى