حوار| مريم نعوم: أوجه التحية لـ”نتفليكس” على مبادرة (لأنها أبدعت).. وهذه نصيحتي للمتدربات
06:50 م
الثلاثاء 04 يوليو 2023
حوار- منى الموجي:
بعد خمسة أشهر من التدريب، ومعسكر أقيم في سبتمبر الماضي ضم المتدربات في برنامج “لأنها أبدعت” الذي تنظمه “نتفليكس”، انتهت رحلة 22 فتاة التقين خلالها بعدد من المؤلفين في ورشة “سرد” تحت إشراف الكاتبة مريم نعوم، “مصراوي” التقى بـ مريم وحدثتنا عن تفاصيل الورشة والمراحل التي مرت بها الفتيات، وعن أهمية قيام المؤسسات سواء الكبيرة أو الصغيرة بالاهتمام بالتنقيب عن المواهب الشابة وتنميتها، إلى الحوار..
كيف ترين اهتمام منصة عالمية بحجم نتفليكس باكتشاف المواهب الشابة وتنميتها؟
الأمر يجب أن يكون في ثقافتنا كلنا وضمن أولوياتنا، لأنه جزء أصيل من الفن والعملية الإبداعية، من المهم منح فرص للمواهب والتنقيب عنهم، لأن الموهبة غير مرتبطة بمكان أو فئات معينة، وأحيي “نتفليكس” على ذلك.
حدثينا عن تفاصيل التعاون بين ورشة “سرد” ومنصة نتفليكس تحت مظلة برنامج (لأنها أبدعت)؟
البرنامج تقدمه منصة نتفليكس، بدأته بعقد لقاءات أشبه بـ ماستر كلاس مع مخرجات بينهن المخرجة هالة خليل، ثم حدثت شراكة بين ورشة سرد والمنصة كانت البداية في سبتمبر الماضي، من خلال ورشة مدتها أسبوع أقيمت في القاهرة، استضفنا خلالها متدربات من الصعيد، وكان موضوع الورشة عن الكتابة الإبداعية، قبل الاتفاق على تقديم ورشة أونلاين استغرقت 5 أشهر، كان نتاجها كتابة 3 أفلام قصيرة، بعد تقسيم المتدربات على مجموعات، لتقرر كل واحدة منهن ماذا تريد أن تفعل.
وهل كان لورشة “سرد” تدخل في اختيار المتدربات؟
بالطبع، نحن من اخترنا متدربات (لأنها أبدعت)، البرنامج مبادرة تقوم عليها “نتفليكس”، والورشة التي قدمتها سرد تأتي تحت مظلة المبادرة، التي قد تستمر بأشكال أخرى وفقا لما ستحدده المنصة بعيدا “سرد”، نحن قمنا بشراكة تمثلت في ورشة الكتابة الإبداعية ووارد يكون الفترة المُقبلة هناك ورش تحت مظلة (لأنها أبدعت) مع جهات أخرى.
وما هي شروط الاختيار التي تم على أساسها تحديد المتدربات؟
المتدربات تم اختيارهن من الصعيد، وكل فتاة كتبت أسباب رغبتها في الحصول على الورشة، لنحدد من الأحق، خاصة وأن البرنامج تقدم للالتحاق به عدد كبير من الفتيات، واخترنا فقط 22، ولم يكن من بين الشروط امتلاك خبرة في الكتابة ولكن كان من الضروري وجود رغبة حقيقية وشغف وقدرة على الخيال، وهو ما حددناه من خلال خضوع المتقدمات لتدريب صغير.
البعض تساءل لماذا تم اختيار فتيات فقط ومن الصعيد دون باقي المحافظات؟
القاهريون وأبناء محافظة الإسكندرية والمحافظات الشمالية محظوظون أكثر، والمسافات أقرب لجهات تقدم مثل هذه الورش والدورات المجانية أو غير المجانية، هناك حرية في الحركة أكثر، لذلك كان الاختيار للأبعد فالصعيد ليس به سوى محافظة المنيا تقريبا التي بها مدرسة الجيزويت وتقوم بأنشطة ثقافية، واقتصار الأمر على الفتيات، يرجع إلى خصوصية الجنوب والصعيد، حتى يوافق الأهالي على سفر البنات إلى القاهرة والتواجد لفترة في معسكر بها، فكان لابد من مراعاة الأمر لفتح مجال لتقدم عدد أكبر من البنات، فعند تقديم خدمة اجتماعية لمكان علينا مراعاة خصوصيته.
ما الذي تغير في المتدربات بعد فترة من وجودهن في الورشة؟
أعتقد اكتسبن خبرة العمل الجماعي، فهذا أمر لم تتمتعن به في بداية الورشة، تعلمن التواصل معا والوصول لنقطة مشتركة ترضيهن حتى في حال اختلافهن في الرأي، كذلك اكتسبن الثقة، المتواجدات اليوم أصبحن على صورة مختلفة عن تلك التي بدأن بها الورشة، بات لديهن قدر أكبر من الثقة وخبرة في حرفية كتابة السيناريو مبدئية تسمح لهن باتخاذ الخطوة الأولى إذا أردن السير في هذا الطريق، لكن الورشة لن تخرجهن سيناريستات، لا أحد يصبح سيناريست بعد كتابة فيلمه القصير الأول، ولكن بداية لتتأكد كل منهن إذا كانت تريد أن تشق طريقها في هذا المجال أم لا.
ما هي طرق مساعدة المشتركات في الورشة بعد انتهائها؟
لا يمكنني التصريح بما سيحدث مع المشتركات في الورشة بعد انتهائها دون الاتفاق مع “نتفليكس”، لكن يمكنني القول إن بعد انتهاء كل مرحلة منذ بداية الورشة وتعاوننا في برنامج “لأنها أبدعت” كنا نعود للبنات ونسألهن عما تحلمن به، وما تنتظرن الفترة المُقبلة، وندرس ما الذي نستطيع أن نقدمه لهن، ومن البداية اتخذنا قرار سننفذه الفترة المُقبلة وهو اختيار بنت أو اثنتين تحصلان على التدريب في “سرد” بعد انتهاء المبادرة، وذلك عندما تتواجد مشاريع نشعر أن من المناسب تواجدهما فيها، وأنهما سيشكلان إضافة فيها، كونها تشبه أفكارهما أو البيئة التي ينتميان إليها، عمل يكون حاضن لأفكارهما، حتى لا يقتصر الأمر على استماعهما لأفكار الورشة دون مشاركة حقيقية منهما.
ألم يحدث هذا الدمج بين الفتيات وورشة سرد أثناء فترة التدريب؟
لم يحدث، الورشة كانت عبارة عن تقسيم البنات لمجموعات، وكل مجموعة يشرف عليها كاتب من سرد، وكان علينا الانتهاء من المراحل المحددة، وبعدها نقوم بتقييم البنات، لنحدد من فيهن لديها الموهبة وتتسم بالالتزام المطلوب للحضور والحصول على تمرين مع سرد.
هل وجدتِ من بينهن من تستحق؟
هناك أكثر من واحدة تستحق الحصول على التدريب مع “سرد”.
بشكل عام ولا أقصد بسؤالي فتيات “لأنها أبدعت”.. ما الذي ينقص المواهب الجديدة؟
الرغبة في التعلم بجد، لا أعرف من أين يأتي البعض احساس أن الكتابة سهلة، ولا تحتاج إلى تعلم عكس الإخراج تجدهم يعرفون أنه بحاجة للتعلم، هناك من يعتقد أن أي شيء يكتبه يصلح للترجمة على الشاشة، وهذا غير حقيقي، الكتابة حرفة والسيناريو والحوار حرفة، وأكثر شيء يشبه الحرب هو اقناع من يريدون الدخول مجال الكتابة أن الأمر ليس سهلا ويحتاج تعلم باستمرار.
في نهاية الورشة هل تم إعلان مراكز المشاريع؟
حصل تقييم للمشاريع وهي كما ذكرت 3 أفلام قصيرة من خلال لجنة مُشكلة من أحمد شرقاوي من نتفليكس والمنتج محمد حفظي والمخرج كريم الشناوي وأنا كسيناريست، لكن ليس هناك مراكز، فهي ليست مسابقة لها نتائج، الأمر كان عبارة عن مرحلة تقوم فيها الفتيات بتقديم أفكارهن لتخوضن الرحلة كاملة.
وماذا كانت تعليقات اللجنة على المشاريع؟
ردود أفعالهم كانت إيجابية، وكانوا سعداء بالبنات، خاصة وأنها التجربة الأولى لهن، مع مراعاة عدم دراستهن وأن الأمر تم في وقت قصير جدا.
ما هي النصيحة الأخيرة التي نصحتِ بها المتدربات مع انتهاء الورشة؟
نصيحتي أن من تريد استكمال مشوارها في هذا المجال، يجب عليها الاستمرار في التعلم، ولا تظن أنها حصلت على الخبرة الكافية، فالورشة ليست نهاية الرحلة ولكن البداية التي سيبنون عليها الأعوام المُقبلة.