تعد نيويورك ولندن من أكثر المدن المرغوبة للعيش فيها نظراً لكمية فرص العمل وخيارات الترفيه النابضة بالحياة – لكن السكان يدفعون علاوة على هذه الميزة.
تعادلت نيويورك مع سنغافورة باعتبارها أغلى مدن العالم في عام 2022، وفقاً لمؤشر تكلفة المعيشة العالمي التابع لوحدة الاستخبارات الاقتصادية. بينما احتلت لندن المرتبة 28، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
لوسي وونغ من سكان نيويورك الأصليين انتقلت إلى لندن في فبراير. لقد تحدت نفسها مؤخراً للحد من إنفاقها الأسبوعي إلى 150 دولاراً فقط، وهو ما فعلته أثناء إقامتها في مدن مختلفة حول العالم.
وقالت “وونغ” إن تتبع إنفاقك “يجعلك تدرك حقاً مقدار ما تنفقه”. “لقد أنفقت الكثير من المال عندما كنت في نيويورك.”
بينما، قالت ليلي سلاتر، التي نشأت في لندن وانتقلت إلى نيويورك للدراسات العليا في عام 2017: “نيويورك أغلى بكثير من لندن”. “أعتقد أن شهية التلاعب في الأسعار أقوى بكثير هنا”.
أحد هذه العناصر باهظة الثمن هو الإيجار. تبلغ تكلفة استئجار شقة مكونة من غرفة نوم واحدة بالقرب من وسط المدينة حوالي 3700 دولار في نيويورك، وفقاً لمشروع جمع بيانات تكلفة المعيشة “Numbeo” اعتباراً من 21 يونيو، في حين أن شقة مماثلة في لندن ستكلف حوالي 2600 دولار.
علاوة على دفع الإيجار الأكبر، فإن أسعار البقالة في نيويورك أغلى بنسبة 70% تقريباً، وفقاً لـ Numbeo.
كيف تؤثر الأرباح والضرائب على القوة الشرائية؟
قد تكون نيويورك أكثر تكلفة، لكن السكان يميلون إلى جني المزيد من المال وتخضع للضرائب أقل من سكان لندن. يبلغ دخل المواطن العادي المقيم في نيويورك أقل بقليل من 1400 دولار في الأسبوع اعتباراً من ديسمبر بينما المتوسط في لندن حوالي 970 دولاراً، وفقاً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس ومكتب المملكة المتحدة للإحصاءات الوطنية.
وبسبب هذا، فإن القوة الشرائية المحلية في نيويورك أعلى بحوالي 23% مما كانت عليه في لندن، حسب تقديرات “نومبيو”.
وقالت سلاتر: “عندما حصلت على آخر وظيفة لي وحصلت على راتب كبير جداً”. “أبي، الذي يعيش في جنوب لندن، اندهش [من] مقدار الأموال التي كنت سأجنيها.”
تشترى سلاتر، وصديقتها القهوة، مقابل 15 دولاراً لفنجانين فقط من القهوة.
وعلى الرغم من الأسعار الأعلى، إلا أن الناس لا يزالون يرغبون في العيش في كلتا المدينتين. كانت نيويورك هي المدينة الأولى التي يحلم بها قراء المدينة، تليها لندن، وفقاً لاستطلاع أجرته مجلة تايم أوت مؤخراً.
وقالت سلاتر: “لقد كنت متحمسةً جداً للمجيء إلى نيويورك عندما انتقلت إلى هنا، وقد فهمت ذلك، لكنني أعتقد أن الناس لا يشعرون بهذه الطريقة تجاه لندن”. “هناك شيء ما في نيويورك حيث يكون الناس مهووسين بالعيش هنا لدرجة أنهم جميعاً يتحملون مدى جسامة الأمر ومدى صعوبة ذلك ومدى تكلفت”. “وأنا لا أشعر أن هذا صحيح في لندن.”
