اقتصاد

بسبب التشديد النقدي.. عمليات الإفلاس عند أعلى مستوى منذ 2010

يخطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع معدلات الفائدة لوقف التضخم، مما يعني أنه من المحتمل زيادة عمليات التخلف عن السداد من قبل الشركات خلال الأشهر المقبلة.

وارتفع معدل التخلف عن السداد للشركات في مايو/أيار، في إشارة إلى أن الشركات الأميركية تكافح مع معدلات فائدة أعلى تجعل إعادة تمويل الديون أكثر تكلفة، بالإضافة إلى توقعات اقتصادية غير مؤكدة.

ومنذ بداية العام، حصل 41 عملية تخلف عن السداد في الولايات المتحدة وعملية واحدة في كندا، وهو الأعلى في أي منطقة على مستوى العالم وأكثر من ضعف مستويات 2022 للفترة نفسها، وفقًا لـ “Moody’s”.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إنه يتوقع المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة هذا العام، وإن كان ذلك بمعدل أبطأ، حتى يتم إحراز مزيد من التقدم في محاولة خفض التضخم.

ويقول الخبراء إن أسعار الفائدة المرتفعة هي أبرز الضغوطات على الشركات خاصة تلك التي في حاجة إلى المزيد من السيولة أو تلك التي لديها بالفعل أعباء ديون ضخمة وتحتاج إلى إعادة التمويل.

في هذا السياق، قال الشريك المؤسس لشركة “M3 Partners” لإعادة الهيكلة والاستشارات محسن مغجي: “رأس المال أغلى بكثير الآن”. “انظر إلى تكلفة الديون. يمكنك الحصول على تمويل دين معقول بنسبة 4% إلى 6% في أي وقت في المتوسط على مدار الـ15 عامًا الماضية. والآن ارتفعت تكلفة الدين إلى ما بين 9% و13%”.

وأضاف مغجي، بحسب “CNBC الأميركية”، أن شركته كانت مشغولة بشكل خاص منذ الربع الرابع في العديد من الصناعات. في حين أن الشركات الأكثر اضطراباً قد تأثرت في الآونة الأخيرة، إلا أنه يتوقع أن تواجه الشركات التي تتمتع بمزيد من الاستقرار المالي مشاكل في إعادة التمويل بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

حتى 22 يونيو/حزيران، كان هناك 324 ملف إفلاس، وهي ليست بالمستويات البعيدة عن إجمالي عمليات الإفلاس التي حصلت في عام 2022 البالغة 374، وفقًا لـ “S&P Global Market Intelligence”. وكان هناك أكثر من 230 ملف إفلاس حتى أبريل/نيسان من هذا العام، وهي أعلى معدل منذ عام 2010 للفترة نفسها.

تعتبر حالة إفلاس “Envision Healthcare” لخدمات الطوارئ الطبية، هي أكبر عملية تخلف عن السداد في شهر مايو/أيار. كان لديها أكثر من 7 مليارات دولار من الديون عندما قدمت طلبًا للإفلاس، وفقًا لـ”Moody’s”.

ومن من بين أكبر طلبات الإفلاس حتى الآن هذا العام، بحسب “S&P Global Market Intelligence”: شركة الأمن وإنذار المنزل “Monitronics International” والمؤسسة المالية الإقليمية بنك “Silicon Valley” وسلسلة متاجر التجزئة “Bed Bath & Beyond” ومالك الشبكة الرياضية الإقليمية “Diamond Sports”.

في هذا الإطار، قال الرئيس المشارك لتحويل رأس المال واستشارات الديون في بنك الاستثمار “Solomon Partners” تيرو يان، إنه في كثير من الحالات، تتطلب حالات التخلف عن السداد أشهرا، إن لم تأخذ ربعًا كاملا.

قال يان: “معدل التخلف عن السداد هو مؤشر متأخر للضغوطات”. “في كثير من الأحيان لا يحدث هذا التخلف عن السداد إلا بعد مرور وقت طويل على عدد من المبادرات لمعالجة الميزانية العمومية، ولن يحدث ذلك إلا بعد الإفلاس.”

تتوقع الوكالة أن يرتفع معدل التخلف عن السداد العالمي إلى 4.6% بنهاية العام، وهو أعلى من المتوسط طويل الأجل البالغ 4.1%. ومن المتوقع أن يرتفع هذا المعدل إلى 5% بحلول أبريل 2024 قبل أن يبدأ في التراجع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى