قسم المصريين.. قرار الصلاة على النبي بين المقاطعة والتبرير وصمت الأزهر
03:27 م
الخميس 25 مايو 2023
كـتب- علي شبل:
ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي مؤخرا بالحديث عن دعوة وزارة الأوقاف المصريين إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالمساجد عقب صلاة الجمعة غدا، وبشكل جماعي، ورغم تبرير الأوقاف المتكرر لـ”القرار” وتأييد الإفتاء للفكرة وتأكيدها أن الصلاة الجماعية على النبي جائزة شرعًا، إلا أن كثيرا من المصريين انقسم بين مؤيد للفكرة وبين معارض يرى أنها بدعة في الدين لم يأت بها النبي ولا الصحابة الكرام
في هذا التقرير يرصد مصراوي رأي المعارضين والمؤيدين وتبرير الأوقاف القرار، ولماذا صمت الأزهر عن التعليق.
(1) قرار الأوقاف
جاء في البيان الذي حمل دعوة وزارة الأوقاف، منذ نحو أسبوع، أنه “تقرر أن تصدح جميع المساجد عقب صلاة الجمعة في هذا اليوم بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمدة ثلاث إلى خمس دقائق بالصيغة التالية:
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد”.
(2) تفسير
بمجرد صدور دعوة الأوقاف خرجت بعض الأصوات التي تنادي ببدعية الاجتماع والذكر الجماعي، إلا أن وزير الأوقاف وعبر صفحته الرسمية على فيسبوك وكذلك الصفحة الرسمية للوزارة عل مواقع التواصل الاجتماعي لم تكف عن تفسير وتبرير الدعوة، ففي منشورات متعاقبة أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مشروعية الدعوة مستندا إلى آراء تدعم وتؤيد ما ذهب إليه، عبر أكثر من 15 منشورا.
وأوضح الوزير: “مقصدنا أن نملأ الدنيا كلها تلاوة وذكرا وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم اللهم بلغنا القصد وتقبل منا يا رب العالمين“.
ومنذ قليل، استعان الدكتور مختار جمعة برأي فضيلة المفتي، حيث نشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، فتوى شوقي علام، والتي جاء فيها: “أجاب فضيلة المفتي أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية بأن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد صلاة الجمعةِ جهرًا واجتماعُ الناس على ذلك هو أمرٌ مشروعٌ”.
ورغم صمت جهات الفتوى في الأزهر الشريف عن الإدلاء بالرأي الشرعي وحسم الجدل الدائر، خرج مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف عقب دعوة الأوقاف يؤكد أن الصلاة على النبي من السنن المهجورة، ناصحا بتخصيص وقت كل يوم وليس يوما بعينه للصلاة على النبي، قال فيها: “من السنن المهجورة: جعل وِرْد للصلاة والسلام على سيدنا رسول اللهِ -ﷺ- لذا علينا أن نخصص في كل يوم جزءًا من الوقت للصلاة والسلام عليه”.
يأتي هذا فيما طالب الدكتور الأزهري محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، طالب “الأزهر الشريف، بوصفه قبلة المسلمين العلمية – وهو يرى هذا الضجيج والصخب أمامه؛ حول مدى شرعية أو بدعية الاجتماع للصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بطريقة جهرية جماعية، عقب صلاة الجمعة القادمة – أن يبدي للمسلمين رأيه الشرعي في ذلك، كما فعلت دار الإفتاء المصرية، قياما بواجب البيان؛ فإن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وبالله التوفيق”.
(3) الإفتاء تؤيد.. والأزهر صامت
بعد أيام قليلة من دعوة الأوقاف، خرجت دار الإفتاء المصرية بفتوى رسمية توضح حكم الدعوة للصلاة على النبي يوم الجمعة. وأكدت أن “الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد صلاة الجمعةِ جهرًا واجتماعُ الناس على ذلك هو أمرٌ مشروعٌ على سبيل الاستحباب يَجمَعُ الناسَ على قربة من أجلِّ القربات”.
ورغم صمت جهات الفتوى في الأزهر الشريف عن الإدلاء بالرأي الشرعي وحسم الجدل الدائر، خرج مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف عقب دعوة الأوقاف يؤكد أن الصلاة على النبي من السنن المهجورة، ناصحا بتخصيص وقت كل يوم وليس يوما بعينه للصلاة على النبي، قال فيها: “من السنن المهجورة: جعل وِرْد للصلاة والسلام على سيدنا رسول اللهِ -ﷺ- لذا علينا أن نخصص في كل يوم جزءًا من الوقت للصلاة والسلام عليه”.
يأتي هذا فيما طالب الدكتور الأزهري محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، طالب “الأزهر الشريف، بوصفه قبلة المسلمين العلمية – وهو يرى هذا الضجيج والصخب أمامه؛ حول مدى شرعية أو بدعية الاجتماع للصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بطريقة جهرية جماعية، عقب صلاة الجمعة القادمة – أن يبدي للمسلمين رأيه الشرعي في ذلك، كما فعلت دار الإفتاء المصرية، قياما بواجب البيان؛ فإن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وبالله التوفيق”.
(4) رافضون وحملات مقاطعة
أطلق نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية دعوات لمقاطعة قرار وزارة الأوقاف، بتخصيص للصلاة على النبي. ورفع عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منشورات وتغريدات، يحثون بعضهم بعضا على مقاطعة تنفيذ ذلك، وترك المسجد فور انتهاء الصلاة، بدعوى أن هذا التصرف بدعة ولا يمت للدين بصلة، وأن الإقدام عليه ضلال ومخالف لما أمر به الله تعالى وجاء به رسوله، بل وصل الأمر بالبعض أن يعلن محاربة القرار إن تم تنفيذه.
اعتمد كثير من المهاجمين في منشوراتهم على قول الإمام مالك -رضي الله عنه-: “من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة؛ فقد زعم أن محمدًا خان الرسالة؛ لأن الله يقول: “اليوم أكملت لكم دينكم”؛ فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دين”.
يقول أحد مستخدمي فيسبوك يدعى محمد الهوارى: “الصلاة على حضرة سيدنا النبي عمل قلبي طوعي، يصدر عن المؤمنين من باب الحب طوعًا وعفوًا وذكرًا واختيارًا حرًا تلهج به قلوبهم من تلقاء أنفسهم دون أوامر من خارجهم”.
(5) إعلاميون على خط الأزمة
دخل إعلاميون على خط الأزمة، منهم الكاتب الصحفي محمد الباز والإعلامي إبراهيم عيسى، حيث علق الباز على قرار وزارة الأوقاف، خلال لايف البساط أحمدي، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قائلًا إن “المصريين طوال الوقت يصلون على النبي، وإن الصلاة على النبي جزء من عقيدتنا وجيناتنا المصرية”، منتقدا توقيت الدعوة، قائلًا: “له أثر نفسي سلبي، ويوفر مناخًا للشائعات، وأن الحكومة فقدت الأمل في حلول الأرض، فلجأت للسماء، وهو غير صحيح على الإطلاق”.
وأردف الباز: “مكنتش أفضل إنه تبقى الصلاة على النبي بقرار، إحنا بنصلي على النبي طول الوقت، المصريين لسانهم مرتبط بذكر الله والصلاة على النبي”.
أما الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، فخرج بتعليق مثير على دعوة الأوقاف، قائلًا “ده جهل بالدين”، مضيفا: “لا أحد يقف أمام الصلاة على النبي، ولكن لا يصح أن يكون هذا بقرار حكومي”.
وأضاف “عيسى”، خلال تقديم برنامج “حديث القاهرة”، عبر شاشة “القاهرة والناس”، الأربعاء، أن إصدار قرار حكومي يوجّه بالصلاة على النبي 5 دقائق عقب صلاة الجمعة، شيء يدعو للدهشة.
وأضاف: “الصلاة على النبي لا تحتاج لأي قرار، والسلفيون نجحوا في أن يحولوا الدين إلى رسائل بالصلاة على النبي، والرسائل التي تصل لنا في هواتفنا المحمولة، وهذا هو جهل تام ومطلق بالدين”.