منوعات

الشهر الأول لاقتتال العسكر بالخرطوم بحري.. كيف صارت منطقة كوارث؟

تحولت مدينة الخرطوم بحري لـ”منطقة كوارث”، وصار الخراب والموت السمة الأبرز للمدينة التي تمثل الضلع الثالث لـ”العاصمة المثلثة”، ويقطنها مليونا نسمة تقريبًا.

بعد مضي شهر على اقتتال العسكر بالسودان منتصف أبريل الماضي، صارت بعض الأحياء السكنية هناك شبيهة بـ”بيوت الأشباح”، ومعظم المنازل هناك هُجرت، والقلة الباقية سكنتها الوحشة والكآبة.

أما الشوارع والطرقات فصارت شبه خالية من المارة والسيارات، حتى أوراق الشجر ذبلت وجفت أغصانها لانعدام الماء31 يوما بالتمام والكمال.

دمار في الخرطوم بحري

حتى أوراق الشجر جفت!

رصدت “العربية.نت” معاناة حقيقية لسكان مدينة الخرطوم بحري بسبب نقص الخدمات الأساسية، فالمياه الصالحة للشرب انعدمت تماما، بعد توقف محطة المياه الرئيسية بالخرطوم بحري منذ اليوم الأول لبدء الاقتتال، وتأثر كل الأحياء السكنية من وسط المدينة حتى ضاحية الدروشاب شمالا. انعدام الماء جعل المدينة تواجه مخاطر الموت عطشا، أما الأشجار فبدأت أوراقها بالذبول وجفت أغصانها.

زادت وطأة الأزمة بقطع الكهرباء وشح الوقود في غضون الأيام الماضية، الأمر الذي أدى لتوقف رفع المياه من الآبار الجوفية باستخدام المولدات الكهربائية ليصير الأمر يدويا بالدلاء وهي مهمة يومية شاقة. أما المياه الباردة هناك فأضحت ترفا حيث يضطر المواطنون لقطع مسافات طويلة للحصول على قطعة ثلج، وأحيانا ينتظرون ساعات طويلة لأجل ذلك.

الحياة أصبحت جحيما

الحياة أصبحت جحيما

مطاردة شارة الاتصال من أسطح المنازل

الوضع الكارثي بالأحياء السكنية بمدينة الخرطوم بحري، لم يتوقف عند حد انعدام الماء والكهرباء، خدمات الاتصالات تدهورت أيضا جراء احتدام المعارك والقصف المتبادل حيث تأثرت شبكات الاتصال وأبراج التقوية لانقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود لتشغيل المولدات. وتسببت تلك الأزمة الخانقة في حجب الاتصالات عن الغالبية العُظمى من الهواتف النقالة وخروجها تماما عن الخدمة سواء خدمة الإنترنت أو الاتصالات، ما حال دون تواصل طيف واسع من السودانيين بالداخل والخارج مع أقاربهم هناك للاطمئنان عليهم، خاصة مع تدهور الأوضاع الأمنية الراهنة.. وازداد الوضع سوءًا مع انتشار عصابات السلب والنهب والسرقة.

بالسياق، ذكر أحد مواطني الصافية شمال، الذين تبقوا هناك، لـ”العربية.نت” أنه يضطر إلى الصعود للسطح طوال الأيام الأخيرة لمطاردة شارة الاتصال التي تظهر وتختفي بسرعة البرق. في المقابل أكد آخر أنه استغنى عن هاتفه المتحرك تماما بعد أن تحول لقطعة جامدة لا طائل منها.

دفن الموتى.. مهمة عسيرة

معاناة الخرطوم بحري لم تقف عند تدهور الأوضاع الأمنية وانعدام الماء والكهرباء، فقد أصبح دفن الموتى مهمة عسيرة وشاقة، وهناك أحياء سكنية تغص طرقاتها بالجثث البشرية الملقاة على قارعة الطريق، وانتشار الروائح الكريهة حيث بدأت تلك الجثث في التحلل في مشاهد مؤلمة تعكس واقعاً مأساوياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button