تركيا تستعد للانتخابات.. وهذه أهمية تصويت الأتراك في الخارج
أنهى مليون و642 ألفاً و721 ناخباً تركياً التصويت في الخارج أمس في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا الأحد المقبل، فمتى سيتم الإعلان عن نتائج التصويت في الممثليات التركية في الخارج؟ وهل أنهت “اللجنة العليا للانتخابات” التحضيرات النهائية أمام مشاركة الناخبين داخل البلاد في الانتخابات التي تأتي قبل أشهر من ذكرى مئوية تأسيس الجمهورية؟
أكد المحلل السياسي التركي المعروف مراد يتكين أن “اللجنة العليا للانتخابات أنهت جميع متطلبات الانتخابات ونحن مستعدون للتصويت يوم الأحد المقبل”، مضيفاً لـ”العربية.نت” أن “نتائج التصويت التي تمّت في ممثليات تركيا في الخارج سيتمّ الإعلان عنها عقب انتهاء عملية التصويت وإغلاق مراكز الاقتراع يوم 14 مايو/أيار المقبل”.
وتابع أن “التصويت في الخارج لا يعد هاماً بالنسبة للانتخابات النيابية، فهي يمكن أن تغير مقعداً واحداً أو اثنين في الانتخابات النيابية، لكنها مهمة للغاية بالنسبة للانتخابات الرئاسية، وحتى الآن من الصعب معرفة من حصل على أكثر الأصوات في تلك الانتخابات”.
كما شدد المحلل التركي على أنه “في الانتخابات السابقة كان التصويت في الخارج لصالح الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، لكن هذه المرة النتائج غير معروفة بعد ولا يمكننا أن نعرف من حصل على أغلبية تلك الأصوات فيما لو كان أردوغان أو منافسه كمال كليتشدار أوغلو”.
ويخوض السباق الرئاسي 4 مرشحين، وهم أردوغان وكليتشدار أوغلو الذي يتزعّم حزب “الشعب الجمهوري” ويقود أيضاً تحالف “طاولة الستة” المعارض، ومحرّم إينجه الذي استقال من حزب كليتشدار أوغلو وأسس لاحقاً حزباً بمفرده، وسينان أوغان المرشح اليميني المناهض لتواجد اللاجئين في بلاده.
وكان التصويت في الممثليات التركية في الخارج قبل نحو أسبوع من موعد الانتخابات في الداخل التركي، التي باتت بمثابة استفتاء على حكم الرئيس الحالي أردوغان.
تجمع انتخابي لكليتشدار أوغلو الأسبوع الماضي في اسطنبول
وأفادت اللجنة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة الرسمية الثلاثاء الماضي في صباح اليوم الأخير من التصويت في الخارج، وصلت إلى 51%، وهي نسبة أقل بقليل من الانتخابات السابقة، الأمر الذي يعدّ مصدر قلق محتمل بالنسبة لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم وزعيمه أردوغان.
وبحسب اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، فقد أدلى مليون و642 ألفا و721 ناخباً بأصواتهم في صناديق اقتراع أقامتها الممثليات التركية خارج البلاد، و120 ألفاً و640 شخصاً في البوابات الحدودية منذ 27 أبريل/نيسان. بينما تجري الانتخابات في الداخل الأحد في 14 أيار/مايو.
وتعتبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجرى الأحد، بمثابة حكم على الزعيم التركي الذي أمضى الفترة الأطول في السلطة. وتُظهر استطلاعات الرأي أن أردوغان يخوض معركة متقاربة مع منافسه العلماني كليتشدار أوغلو وتحالفه الواسع والمكوّن من ستة أحزاب تعكس التنوع الثقافي والسياسي في تركيا.
وترافق التصويت في الخارج مع موجة من أعمال العنف التي تعكس الغضب السائد في المجتمع التركي المستقطب، في مواجهة أعمق أزمة اقتصادية يشهدها منذ التسعينيات. وقالت الشرطة الهولندية، الأحد الماضي، إنها اضطُرّت إلى فض “شجار كبير شارك فيه حوالي 300 شخص” في مكتب اقتراع في أمستردام.
كذلك، استخدمت الشرطة في مدينة مرسيليا الفرنسية، الغاز المسيل للدموع لفض شجار مماثل بين أنصار أردوغان ومعارضيه الأسبوع الماضي.