المخرجة السعودية أفنان باويان: فيلم “سليق” يحمل التعايش الثقافي
تصدر فيلم أنيميشن سعودي قصير “سليق” للمخرجة أفنان باويان، قائمة مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة، والذي نظمته جمعية السينما وبالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم هيئة الأفلام في وزارة الثقافة، واختير لعرضه في افتتاح حفل التدشين المهرجان لأول مرة لما يحمله الفيلم رسالة التعايش والانفتاح الثقافي على الآخر.
بطلة الفيلم تواجه موقفاً محرجاً وتضطر للتفاهم مع جاراتها اللاتي لا يتحدثن لغتها العربية، فضلاً إلى أن الفيلم يطرح مفهوم الطعام والطبخ كلغة ووسيلة للاندماج بين الحضارات.
وفي حديثها مع “العربية.نت” أشارت المخرجة أفنان باويان، أن فيلمها الأول “سليق” من نوعية “ستوب موشن أنيميشن” تم اختياره لعرضه في افتتاحية مهرجان أفلام السعودية، لموافقته شروط ومعايير التحكيم وبكونه سعودياً وعالي الجودة.
وقالت: بدايتي في عالم الإخراج من خلال فيلم “سليق” وهو أول فيلم من كتابتي وإخراجي بعد أربع سنوات من التجربة في عالم إخراج الأفلام، وبعد العمل في 7 أفلام سعودية طويلة، كمشرفة نص سينمائي، وعملت في فيلم طويل ككاتبة نص، وكمشرفة ثقافة، وكذلك في الفيلم السعودي “قندهار” الذي تم تصويره في العُلا كمساعدة مخرج.
من فيلم سليق
قصة الفيلم
واستطردت أفنان حديثها: فيلم “سليق” يحكي قصة امرأة كبيرة في السن اسمها هاجر من مدينة (جدة )، تعيش وحيدة بعد أن غادرها أبناؤها إما للزواج أو العمل أو الدراسة، وقد اعتادت من ابنها الكبير زيارتها مع حفيدتها (لولو) التي تحب طبق السليق، وفي اليوم المتوقع قدومهم تبدأ هاجر بإعداد السليق، لكن اتصالاً مفاجئاً من ابنها يعتذر عن زيارتها لظرف طارئ أحزنها كثيراً، وعليها أن تواجه طبيعتها المستقلة بعناد عندما تتسبب بطريق الخطأ دخول طيور إلى المطبخ أثناء انشغال هاجر بالمكالمة، وتسقط الأرز من قدر السليق ويتراكم فائض قدر الأرز المغلي، ويتحول إلى فيضان يهدد منزلها، وتقع كارثة في منزلها، فكيف ستحل هاجر المشكلة وهي تقطن في حي رحل عنه معظم سكانه المحليين وتسكنه جاليات من جنسيات مختلفة مليء بالغرباء، مما جعل التواصل معهم صعب لاختلاف اللغة، فهذا ما سوف يطرحه الفيلم.
من فيلم سليق (2)
تقنية ستوب موشن انميشن
وقالت المخرجة افانان: إن طريقة عرض الفيلم تمت من خلال تقنية ستوب موشن انميشن، وهذا النوع من الأفلام هو فيلم انميشن غير مرسوم وغير مصنوع بالكمبيوتر، ويعتمد على تقنية صناعة مواقع تصوير حقيقية مصغرة ودمى مصنوعة من البلاسيتكك مصغرة، ويتم تحريكها لعمل حركات معينة، ويتم تصويرها كل ثانية، وبالتالي يتم تجميع هذه الصور تكون حركة أو توهم بحدوث حركة، وتم اختتام أفلام السعودية في الدورة التاسعة، وهذه المرة الأولى يتم فيها افتتاح أفلام مهرجان السعودية في الدورة 9 بفيلم انميشن.. وسعدت بتفاعل الجمهور مع الفيلم أثناء العرض بشكل كبير مع مشاهد الفيلم إضافة إلى ردود الأفعال المميزة.
وتابعت حديثها: سبب توجهي لأفلام الانميشن، أن هذا العالم يضم كمية ومساحة من الخيال والحرية الإبداعية التي تمكن الشخص من الدخول في عالم آخر، فالقصة لا يمكن تنفيذها إلا في هذا العالم الذي يضيف إلى مصداقيتها.
مبينة أن لديها مشاركة في فيلم “أغنية الغراب” من إخراج محمد السلمان، كمشرفة نص سينمائي على هذا الفيلم الطويل، والذي يمثل السعودية في الأوسكار، وكذلك شاركت كمترجمة حوار في فيلم انميشن اسمه “وحش من السماء” من إخراج مريم خياط.
العادات والتقاليد
وحول فكرة الفيلم، تقول: استلهمتُ فكرت الفيلم من الواقع بعد وفاة والدي -رحمه الله- والتحول الكبير في شخصية والدتي “هاجر” القوية، وأن تمسك بزمام الأمور، ولكنني صدمت بأنها تغيرت وأصبحت أكثر عناداً وتمسكاً بالعادات والتقاليد ومقاومة للتغييرات الجديدة، حينها تأملت كثيراً وتساءلت حول لماذا الكبار في السن أقل مرونة في التكيف والتأقلم مع المتغيرات الجديدة، وهكذا وضعت الفرضية الأولى للفيلم وبنيت الشخصية الرئيسة “هاجر” تحت ظرف أو حادثة تجعل تغيرها أمراً حتمياً، وصنعت نهاية جميلة أتمنى أن يتعلم ويستفيد منها في الواقع”.
وختمت حديثها: أحلم بالاستمرار في تقديم أفلام قادمة من عالم الانميشن الطويل، وتطوير فيلم جديد وإنتاجه في المستقبل.