من الأساليب النحوية هي موقع
جدول ال
من الأساليب النحوية هي أساليب كثيرة من الأساليب التي يستخدمها المتكلم لإيصال ما يريد قوله فيصبح لكلامه معنى، ولعل اللغة هي أهم ما في حياة البشر فبها يتحدثون وينقلون المعارف بين بعضهم البعض وعبر الأجيال الأخرى أيضًا عن طريق تحويل اللغة الصوتية إلى لغة منقوشة أي مكتوبة كما أنها طريقة الإنسان في التعبير عن ما يختلج نفسه من مشاعر أو أفكار أو إرادات لذلك فقد اهتم بها السابقون واللاحقون وأحاطوها بقواعد تحول دون فسادها.
من الأساليب النحوية هي
إن الأساليب النحوية تتنوع بين أسلوب إنشائي طلبي، وأسلوب إنشائي غير طلبي، وأسلوب خبري، وفيما يلي بعض الأساليب الخاصة التي تندرج تحت هذه القوائم العامة:
- أسلوب التعجب: هو أسلوب يستعمله الأشخاص عندما يرون ما يثير دهشتهم أو عندما يريدون المبالغة في إبراز صفة شيء ما سواء أكان هذا الشيء جيدًا أو سيئًا قاصدين بهذا إيصال فكرة أن صفته أقوى من اللازم فيه، فمثال الدهشة أن تقول الأم لابنها بدهشة ما هذا الذي تحمله بيدك؟!! إذا رأته يمسك بشيء غير مألوف أو لا يمتلكه، ومثال المبالغة في إبراز صفة الشيء أن يقول المرء ما أجمل الشمس!!، ومثال محاولة إيصال أن صفة الشيء أقوى من اللازم فيه أن يقول المرء ما أشدّ الحر!!، فكل واحد من هذه الأساليب هو تعجب فإذا جاء التعجب ممزوجًا بسؤال فيجب أن توضع علامة الاستفهام قبل علامة التعجب، هذا وأسلوب التعجب هو أسلوب إنشائي غير طلبي.
- أسلوب القسم: وهو أسلوب يستعمله الأخرون عندما يرغبوا في التأكيد على كلامهم ونزع الشك منه فيقسمون بالذات الإلهية كنوع من أنواع الدعم لكلامهم إذ يطلبون أن ينزل عليهم غضب من السماء إن كانوا كاذبين، وأسلوب القسم هو أسلوب إنشائي غير طلبي يقصد به التوكيد على الكلام فقط، وللقسم صيغ كثيره منها “الباء، التاء، اللام، الميم المكسورة” ومن أمثلة القسم قوله تعالى “تالله لأكيدن أصنامكم” على لسان سيدنا إبراهيم.
- وأسلوب التشبيه: وهو يقوم على تشبيه شيء بشيء أخر لاتفاق بينهما في المعنى وهو من الأساليب الخبرية ويكثر استعماله في الأدب والشعر بصفة عامة ومن أمثلة هذا الأسلوب قولنا “الرجل كالأسد” فهنا قد قمنا بتشبيه الرجل بالأسد لاتفاقهما في معنى فيهما سويًا وهو الشجاعة.
- أسلوب المدح: وهذا الأسلوب يفترض وجود شخص جيد في شيًء ما يريد المتكلم الثناء عليه وهذا الشخص هنا يسمى الممدوح أي من يقع عليه الثناء ويكون الثناء بألفاظ كثيرة مثل نِعم وحبذا، فنقول نِعم النساء السيدة خديجة بنت خويلد وهذا أيضًا من الأساليب الإنشائية الخبرية.
- أسلوب الذم: وهنا يفترض وجود شيء أو شخص ما يمتلك صفة سيئة نريد أن نعبر عن ذمها أو رفضها أو إظهار الشعور بالاستياء منها، والواقع عليه الذم هنا يسمي المذموم وللذم نستعمل أدوات مثل ساء، وبئس، ومن أمثلة أسلوب الذم قوله تعالى “فبئس مثوى المتكبرين”.
- أسلوب الأمر: وهذا الأسلوب هو أسلوب إنشائي طلبي حيث يقوم فيه الشخص الذي يأمر بطلب فعل لا يقبل الرفض من الشخص المأمور وغالبًا ما يكون ذو سلطة عليه، ويمكن أن يكون الأمر عن طريق تحويل الفعل المطلوب إلى فعل أمر فإن أرادت الأم من ابنها المذاكرة أمرته أن ذاكر دروسك، ويمكن أن يكون فعل الأمر أيضًا عن طريق إدخال اللام على الفعل المضارع كما في قوله تعالى” لينفق ذو سعة من سعته”.
- وأسلوب النهي: وهو أسلوب إنشائي طلبي يقوم على إخبار أحدهم بالامتناع عن القيام بفعل معين ويوجد أساليب كثيرة للنهي أشهرها استعمال لفظة لا كما في قوله تعالى “ولا تقربا هذه الشجرة”.
- أسلوب التحذير: وهو أسلوب إنشائي طلبي يقوم على تنبيه المخاطب بالبعد عن شيء ما سوف يسبب له الأذى وللتحذير طرق كثيرة فقد يستعمل ألفاظ مثل إياك وغيرها وقد يتم التحذير عن طريق تكرار الكلمة أكثر من مرة وقد يكون أيضًا مفهومًا من سياق الكلام،فمثال الأول قولنا إياك واللعب بالنار، ومثال الثاني قولنا الزجاج الزجاج مما يلفت نظر المستمع إلى وجود خطب ما في الاسم المشار إليه ومثال الثالث قولنا مازٍ رأسك والسيف، أي يا مازن احذر أن يقطع السيف رأسك فحذف منتصف الجملة وترك الباقي على اعتبار أنه مفهوم من الكلام واعتمادًا على نباهة المستمع.
- أسلوب النداء: وهو أسلوب إنشائي طلبي وفيه يتم توجيه الكلام للمخاطب بعد النداء عليه عن طريق أحرف النداء مثل يا، وأيا، وهيا، وغيرها وغالبًا ما يتم طلب فعل أمر بعد النداء مباشرة لذلك اعتبر النداء أسلوب إنشائي طلبي.[1]
شاهد أيضًا: أسلوب المدح والذم : الأركان وأمثلة للإعراب
أسباب تدوين علم النحو
إن مُدون علم النحو هو أبو الأسود الدؤلي وقد دونه في عهد سيدنا علي بن أبي طالب حيث أنه نتيجة لاتساع حدود الدولة الإسلامية واختلاط العرب بالعجم بدأ اللحن يظهر في لسان العرب وقد لاحظ أبو الأسود الدؤلي ذلك حين دخل على ابنته فقال ما اشدّ الحر!!! فقالت له أشد الحر شهر ناجر غير مدركة لأسلوب التعجب في كلامه فحينها بدأ العرب يدونون النحو وأساليبه صونًا له من الضياع وحفظًا للغة من التحريف.
شاهد أيضًا: أداة التمني في اللغة العربية هي
مميزات اللغة العربية
إن لغة أي شعب تعبر عن ثقافته وهويته وتشكل وجدانه ولا تختلف لغتنا العربية في هذا عن اللغات الأخرى ومع ذلك فقد احتوت اللغة العربية على مميزات وهي:
- اللغة العربية واحدة من أقدم اللغات على كوكب الأرض وبرغم كل التغييرات والظروف التاريخية فقد تمددت وانتشرت بصورتها التي كانت عليها منذ القدم.
- واللغة العربية قد تعني فيها الكلمة الواحدة عدة معان قد تكون متضادة مثل الجون فهو يعني الأبيض والأسود والقرء فهو يعني الحيضة والشهر.
- اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم الذي وعد الله بحفظه وتم اختيار اللغة العربية كلغة للقرآن تأكيدًا من الله عز وجل على بلاغتها.
- تمتاز اللغة العربية بعدد كبير من المفردات مما يجعل الكتابة الأدبية سهلة بها حيث أنه من السهل إيجاد الكاتب للعديد من المفردات لمعنى واحد في ذهنه يختار أيهم شعر أنه الأنسب لما يشعر أو يفكر به، كما أنه من المعلوم أنه كلما زادت عدد المفردات في لغة ازدادت قدرة مستعمليها على إدراك الكون والأشياء من حولهم.
- اللغة العربية وعلى عكس اللغات الأخرى تحتوي على التشبيهات المركبة مما لا يتوافر في معظم اللغات الأوروبية وهذا ما يجعل تعلم اللغة العربية صعبًا إلى حد ما لغير أهلها ولكن في نفس الوقت يمنح أهل اللغة سعة ضخمة في تركيب الكلمات على الكلمات لخلق فكرة جديدة لم يتطرق لها شاعر ولا أديب من قبل.
- اللغة العربية بجانب أنها هي التي تحتوي على تراث الأمة العربية والإسلامية فهي من أهم ستة لغات في العالم ولا يمكن نكران ذلك أو تجاهله.
- تتميز اللغة العربية بوجود علم بداخلها يسمى بعلم العروض وهو علم يحتوي على كل ما يخص الشعر العربي من أوزان وقوافي حتى يخرج الشعر إلى النور مكتمل الأركان تطرب النفس لسماعه.
وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه من الأساليب النحوية هي أسلوب التحذير والأمر وغيرها من الأساليب حيث أن اللغة العربية ليست فقط واحدة من أهم لغات العالم بل هي تكاد تتفوق على أغلب اللغات بسعة مفرداتها والقدرة على تركيب تلك المفردات سويًا لإخراج صور بيانية تخطف الأنفاس، لذلك فقد استحقت عن جدارة أن تكون لغة حفظها الله للأبد عن طريق تنزيل قرآنه الكريم بها.