من الأسباب المُعينة على الخوف
جدول ال
من الأسباب المُعينة على الخوف من الله هي مما يفكر به الكثير من الناس لترويض النفس على طاعته وحسن عبادته والتزام فرائضه، ومما لا شك فيه أن العبد إذا خاف ربه وعمل صالحًا دخل الجنة فقد قال الله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِير”.
من الأسباب المُعينة على الخوف
توجد العديد من الأسباب التي إن عرفها الإنسان حق المعرفة أعانته على الخوف من الله و رجاء ثوابه والخوف من عقابه وهي كما يلي:
- قراءة القرآن ومعرفة ما أعده الله من العذاب لأهل معصيته والثواب والنعيم لأهل طاعته فقد استفاض القرآن الكريم ومن بعده الأحاديث الشريفة في شرح جزاء أفعال الإنسان في الدنيا التي بناء عليها يلقى جزاؤه الأخروي، فقد قال الله في كتابه الكريم متحدثًا عن عذابه لأهل معصيته ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)” “سورة البقرة”، والآية هنا يقصد بها أن من يكفر بالله يخلد في جهنم لا مفر له منها ولكن أيضًا توعد الله المارقين من المسلمين ممن لا يقيمون شعائره ولا يلتزمون فرائضه عذاب النار فقال تعالى “فويل لِّلْمُصَلِّينَ(4)الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون (٧)” “سورة الماعون”، ففي هذه الآيات الكريمة توعد الله عباده من المسلمين الغير ملتزمين بطاعته المتهاونين بشأن فرائضه بالويل فإذا قرأ المسلم هذا ينبغي عليه أن يخشى ربه ويتجنب معصيته حتى لا ينطبق عليه وعيده عز وجل.
- معرفة عذاب القبر والفزع الذي يشعر به العبد في أولى درجات الحساب بعد رحيل الأقارب عنه وحساب الملكين، فقد روي في هذا الأمر أنه قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولى درجات الحساب قبل يوم القيامة “إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة فيراهما جميعًا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس قال: وأما المنافق والكافر، فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين”.
شاهد أيضًا: الصبر على اقدار الله يدل على
كيف يكون الخوف من الله
يكون الخوف من الله عن طريق الخوف من بأسه وبطشه فقد قال الله في كتابه الكريم ” نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ49 وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الألِيمُ50″ سورة الحجر، وقد ورد أيضًا عن رسول الله قوله ” لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام، ولو يعلم قدر عقابه لبخع نفسه” وهذا كله يحدثنا عن أن الطريق الأمثل لخشية الله هو الاعتقاد بتمام رحمته والاعتقاد بتمام بأسه سواًء بسواء .
فائدة الخوف من الله في الدنيا والآخرة
توجد العديد من الفوائد للخوف من الله في الدنيا وهي كما يلي:
- فائدة الخوف من الله في الدنيا هي إن الذين يخافون ربهم يرضونه وإذا أرضى العبد ربه وتغلغل الإيمان داخله اطمأنت نفسه وروحه بالإيمان فاصبح أكثر هدوءً وأكثر قدرة على تقبل أحداث حياته ثقًة منه فيما كتبه الله له، ويصبح أقل عرضة للشعور بالحقد والحسد على الآخرين مما يمكنه من فعل المزيد من الطاعات، كما أنه وأيضًا نتيجة لتغلغل الإيمان داخل النفس البشرية يصبح أكثر قدرة على تقبل القدر بخيره وشره من موت ومرض وخلافه غير معترضًا على قضاء الله ولا يخفى على أحد أنه إذا ضعفت النفس استسلمت لأي شيء وقد تصل للكفر والعياذ بالله.
- وأيضًا قال الله تعالي في كتابه الكريم أنه ” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبه ” سورة الطلاق، ومن خشي الله في الدنيا لم يهتم بما سواه من الخلائق لعلمه أنهم جميعهم عباد الله يملك أمرهم وليسوا بضارينه شيئًا إلا أن يكون بأمر من الله فيتوكل عليه ويدبر الله له أمره.
- هذا بالإضافة إلى أن خشية الله تدفع البشر لفعل الخير خالصًا لوجهه الكريم فلا يرغبون في رد ثواب ولا غيره من البشر لعلمهم أن الجزاء عند الله مما يصفي النفس، وينشر روح التعاون والإخاء في المجتمع نتيجة لأن كل فرد يساعد أخيه لا لشيء إلا بهدف رضوان الله فيزدهر المجتمع، وقد قال الله تعالى واصفًا هذا في القرآن الكريم ” إِنّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً* إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيرًا “.
فائدة الخوف من الله في الآخرة
كما توجد العديد من الفوائد للخوف من الله في الدنيا توجد أيضًا العديد من الفوائد للخوف من الله في الآخرة منها دخول العبد الخائف من ربه إلى الجنة فقد قال تعالى في كتابه الكريم “إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْر كَبِير”وقد ورد أيضًا في الأحاديث القدسية أنه تعالى قال” وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة”، فالخوف من الله في الدنيا يهب الإنسان الأمن يوم القيامة كجزاء من الله لمتقينه.
شاهد أيضًا: فوائد الاكثار من قول حسبي الله ونعم الوكيل
ما الأسباب التي قد تجعل الإنسان يخاف من الله
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الإنسان يخاف من الله ويجتنب الشبهات وهي كما يلي:
- لا ريب أن للإنسان عمر محدد في هذه الحياة لا يتخطاه ولا يعلم متى قد توافيه المنية، ولذلك يخشى الإنسان من الموت المفاجئ وغلق باب التوبة في وجهه قبل الموت لذلك يخوف نفسه من لقاء الله حتى يدربها على الابتعاد عن المعاصي، وفي هذا قال الله تعالى” ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا” فالجميع لا يريد أن يموت علي المعصية.
- يخاف البشر عمومًا أيضًا الوقوع في المعصية نتيجة لاتباع الهوى بغير علم مفترين بذلك على الله وقد قال الله سبحانه وتعالي أنه من يضله يجعل إلهة هواه لذلك فتذكير الإنسان بالخوف من الله يساعده على محاربة نفسه الأمارة بالسوء.
مقامات الخوف من الله سبحانه وتعالى
للخوف من الله تعالى نوعين من المقامات هما كما يلي:
- النوع الأول: وهو الخاص في العادة بغالبية البشر حيث يعتمد هذا النوع على الخوف من عقاب الله وعذابه ولا يتعلق به أي نوع من المعرفة وهذا النوع هو الأدنى في مقام الخوف من الله لأنه قائم علي مجرد الابتعاد الغريزي عن الأذى لا علي العلم بالله أو بصفاته.
- النوع الثاني: من الخوف من الله هو النوع الذي ذكره جل وعلا في كتابه الكريم بقوله ” وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ” سورة فاطر، وهذا النوع لا يدري به غير العلماء الذين عرفوا الله حق قدره فهابوه وأجلوه حيث أنهم بعلمهم استوعبوا عظمة خالقهم وكونه ليس كمثله شيء فخشوه لهيبته وعظمته لا لأخطائهم.
وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه من الأسباب المُعينة على الخوف قراءة القرآن حيث أن الله هو خالق الكون ومنظمه وواضع قانونه القادر القوي العليم الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض وكما أنه هو الغفور الرحيم فهو أيضًا العزيز الجبار فيتوجب على الإنسان أن يطمع في رحمة الله ومغفرته وفي نفس الوقت ألا يتوقف عن خشيته طمعًا في مغفرته فيوازن بين الاثنين طمعًا في خير الدنيا والآخرة.