يجب على العبد عند نزول المصيبة أن يتأدب مع الله تعالى في قضائه، وقدره فيصبر
جدول ال
يجب على العبد عند نزول المصيبة أن يتأدب مع الله تعالى في قضائه، وقدره فيصبر هو عنوان هذا المقال، الذي سيتطرَّق إلى التعريف بالطريقة الصحيحة التي يجب على العبد أن يتعامل بها مع البلاء والمصيبة، فإنَّ حياة كل إنسان لا تخلو من الابتلاء أو المصائب أو المحن، ومن الجدير بكلِّ مُسلم أن يعرف الطريقة التي يجب أن يتعامل من خلالها مع المصائب، ومن خلال سطور هذا المقال سنُعرِّف بالابتلاء في الإسلام، وأسباب نزول البلاء، كما سنذكر ما يجب على المسلم أن يفعل عند نزول المصيبة.
الابتلاء في الإسلام
إنَّ الابتلاء أو نزول المُصيبة في الإسلام هو أحد السُبل التي يختبر الله تعالى من خلالها عباده، ويختبر صبرَّهم وقوَّة إيمانهم، وقد ورد ذكر الابتلاء في عدد من النصوص الشريعة، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ”[1]، كما ورد ذكر الابتلاء في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قوله: “إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالَى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرضا، ومن سخطَ فله السُّخْطُ“[2]، وفي الحديث السابق إشارة إلى كون الابتلاء في الإسلام هو دليل على حبِّ الله تعالى للعبد، وهو أمر فيه الكثير من الجزاء والأجر في حال رضي العبد بقضاء الله تعالى وصبر على ما ابتلاه الله عزَّ وجل.[3]
يجب على العبد عند نزول المصيبة أن يتأدب مع الله تعالى في قضائه، وقدره فيصبر
يجب على العبد عند نزول المصيبة أن يتأدب مع الله تعالى في قضائه، وقدره فيصبر على ما أنزل الله تعالى عليه من البلاء، فلا يعترض أو يتذمَّر من أمر الله تعالى وقدره، فإنَّ الصبر على المصائب هو أمرٌ يُؤجر عليه المُؤمن، وإنَّ الصبر عند نزول المصيبة هو سبيل لتكفير الذنوب والخطايا في الدنيا، وهو خيرٌ من ادِّخار هذه الذنوب والسيئات للآخرة، وقد وضَّح ذلك حدث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ”[4]، والله أعلم.[5]
أسباب نزول البلاء على المسلم
إنَّ للابتلاء في الإسلام الكثير من الأسباب التي تستوجب حدوثه ووقوعه على المُؤمن، وإنَّ واجب المؤمن في كل الحالات هو أن يصبر ويحتسب أمره عند الله تعالى، ومن أبرز أسباب الابتلاء نذكر:[6]
- تكفير الذنوب: حيث أنَّ المصائب مهما كبُرت أو صغرت فإنَّ فيها سبيلٌ لتكفير الذنوب والخطايا والسيئات.
- رفع درجة العبد: فإنَّ الابتلاء قد يكون هو سبيل لرفع درجة العبد عند الله تعالى، ومن الجدير بالذكر أنَّ أكثر الناس ابتلاءً في الدنيا هم الأنبياء.
- عقاب على الذنوب: فقد يكون الابتلاء هو عقاب من الله تعالى على ذنب أو خطيئة اقترفها، إنَّ واجب المُسلم في كل الأحوال هو الصبر على المصيبة.
- اختبارٌ لإيمان العبد: في المصائب والابتلاء يظهر مدى قوة إيمان العبد، حيث أنَّ المصائب تكشف المُنافق من المؤمن الصادق الصابر.
شاهد أيضًا: حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن أنَّه يجب على العبد عند نزول المصيبة أن يتأدب مع الله تعالى في قضائه، وقدره فيصبر، كما عرَّف بالابتلاء في الإسلام، وذكر أبرز أسباب نزول البلاء على المسلم.