منوعات

اين تقع اعمدة الرجاجيل موقع

جدول ال

اين تقع اعمدة الرجاجيل ؟ والتي ربما ارتبط اسمها من كلمة “رجال” باللغة العربية، حيث أنّ المشاهد لها من بعيد يظنّ أنّ هذه الأعمدة ما هي إلاّ رجال واقفون. لقد كتب الكثير عن التاريخ إن كان للحضارات أم للمواقع، لكن تظل لوحة الرجاجيل لغزاً محيراً حتى اليوم.

اين تقع اعمدة الرجاجيل

تقع اعمدة الرجاجيل في المملكة العربيّة السعوديّة، وتحديداً في حافة صحراء النفوذ الشماليّة الغربيّة. على مساحة 10 كيلو متر إلى الجنوب الشرقي من مدينة سكاكا في منطقة الجوف في ضاحية قارة. حيث السهل القاحل الذي يضم مجموعات من الحجارة المشذّبة القائمة وعددها خمسين، ومكوّنة من حوالي خمسة أعمدة. يعتقد أن عمرها يزيد عن 5000 عام، ووزن كلّ منها 5 أطنان. وقد عثرت البعثة السعوديّة الألمانيّة للتنقيب في موقع الرجاجيل على مكتشفات أثريّة في الموقع تعود إلى العصر النحاسي. ربما تكون أقدم المعالم البشريّة في شبه الجزيرة العربيّة ولا أحد يعرف حقاً لماذا تتجمع بها الشكل. [2]

صفات اعمدة الرجاجيل

تتّصف اعمدة الرجاجيل التي تقع في المملكة العربيّة السعوديّة بأنّها مكوّنة من الأحجار الرفيعة الطويلة، التي يصل ارتفاعها إلى 10 أقدام، لها نقوش ثموديّة ومحاذاة لشروق الشمس وغروبها. إنها نوع من الغموض، ومع قطع الفخار والمنحوتات الصخرية القريبة تجعل المنطقة نقطة جذب لعلماء الآثار. خلال العصر النحاسي، قبل حوالي 6000 – 7000 عام، أقام سكان الجوف 54 مجموعة من الأعمدة الحجرية المربّعة، يصل ارتفاع بعضها إلى 3 أمتار. اليوم، تظهر الأعمدة للمراقب العرضي وكأنها موضوعة بشكل عشوائي، على الرغم من أن النظرة الشاملة تظهر أنّها موضوعة في خطوط متوازية تقريباً بين الشرق والغرب. تشكل حجارة رجاجيل نمطاً مدهشاً مقابل سماء الصحراء الصافية، والألواح الرمليّة المتساقطة والمنحدرة التي تستحضر رؤى ستونهنج الإنجليزي. تقول الأسطورة المحليّة إنهم قبيلة ضائعة يعاقبها الله. [1]

إقرأ أيضاً: اين تقع مدين

آثار اعمدة الرجاجيل

صرحت الإدارة العامة للآثار والمتاحف في المملكة العربيّة السعوديّة عن وجود العديد من المكتشفات الأثريّة التي تقع في مكان أعمدة الرجاجيل. ومن خلال الحفريّات التي تمّت في عام 1396 حتّى عام 1397 للهجرة، تمّ العثور على كاشطات، ومظلات، وشفرات، وبعض القطع الفخاريّة. [2]

وثيقة متحف دومة الجندل

يوجد وثيقة في متحف مدينة دومة الجندل، تشير إلى أنّ الشكل الحجري المكوّن لاعمدة الرجاجيل قد يكون مرتبطاً بطقوس إيديولوجيّة في معظم الحالات، أو أنّه أحد الأشكال الاستنتاجيّة مع القواعد في النحو وعلم الفلك. كما تشير إلى أنّه في حوالي 4000 قبل الميلاد، دخل تأثير حضارة العصر الحجريّ الحديث (الفخار) إلى شمال شبه الجزيرة العربيّة، حيث كان يستخدم الفخار ويمارس الزراعة البسيطة والصيد والرعي. كما امتدّت هذه الحضارة إلى سيناء وشرق الأردن، وجنوب سوريا، وغرب العراق، وأطلق عليها اسم حضارة العصر الحجري المعدني لاكتشافها طريقة صهر النحاس. وتتميّز هذه الحضارة بأشكال قُراها الدائريّة الحجريّة، والتي ربّما تمّ استخدامها للإسكان الموسمي. وتشير الوثيقة إلى موقع الرجاجيل بالقول: “هناك مجمع مثير من الحجارة والأنقاض بالقرب من سكاكا، والمعروف باسم اعمدة الرجاجيل. وكان مركزاً مهماً مع نظائرها في سيناء”. [2]

أقوال في اعمدة الرجاجيل

هنالك العديد من الأقوال الصّادرة عن المؤرّخين وعلماء الآثار والمكتشفين لموقع اعمدة الرجاجيل. والتي جميعها تقريباً تُشير إلى غموض هذه الأعمدة، نذكرها على سبيل المثال:

  • تعتقد إحدى الباحثات في مجال الآثار بأن هذه الأعمدة قد استُخدمت لمعرفة الفصول الأربعة.
  • يقول بعض المؤرخين أن أعمدة الرجاجيل قد تنتمي إلى معبد بني قبل الألف الرّابع قبل الميلاد.
  • قيل أيضاً أن هذه الأعمدة ما هي إلاّ شواهد على قبور علية القوم من الشعوب القديمة التي سكنت منطقة الجوف.
  • يرى بعض الباحثين بناء على ملاحظتهم للموقع أنّ دائريّة المجموعات الحجريّة تضفي بعداً جدارياً للمكان. وقد يوحي ذلك بأنّه كانت ربما جزءاً من سور طويل ملتف بالقرية. وذلك بناء على فرضيّة ما تعنيه الحجارة المتكسّرة والمتكوّمة في دائرة منتصف الموقع. مما يشير إلى أنّها ربما كانت مذبحاً تقدم فيه القرابين أو غير ذلك.

دراسات سعودية عن الرجاجيل

كشفت دراسة سعودية حديثة أن الأعمدة الحجرية المسماة باعمدة الرجاجيل، والتي خلّفتها الحضارات السابقة، التي تقع شمال غربي السعودية، كانت تمثل مراصد فلكيّة واستشفائية في أواخر العصور الحجرية، فترة ما قبل الألف الرابع قبل الميلاد. وأوضحت الدراسة أن هذه الأعمدة الحجرية تعكس هندسة معماريّة متقدّمة، وقدرات ذهنيّة متطوّرة للأشخاص الذين قاموا بإنشائها. وتعد أعمدة الرجاجيل من أقدم المواقع الأثريّة في منطقة الجوف، إذ يوجد 50 مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة في دائرة كبيرة غير منتظمة، يبلغ نصف قطرها 400 متر تقريباً. وتتوزع المجموعات في تلك الدائرة الكبيرة التي تشرف على سهل رملي واسع، وتضم كل مجموعة من عمودين إلى عشرة أعمدة، ارتفاع الواحد منها ثلاثة أمتار تقريباً. [2]

رويترز واعمدة الرجاجيل

جاء بحسب رويترز، أنه كانت الجوف مركزاً للحضارة العربية المبكرة، حيث سيطرت عليها ملكات قويات مدرجات في سجلات الغزاة الآشوريين. كانت المنطقة أيضاً نقطة انطلاق للغزو العربي للشرق الأوسط في القرن السابع. لا تزال مدينة دومة الجندل القديمة، حيث سجل الآشوريون كلمة “عرب” لأول مرة، واقفة بالقرب من سكاكا وهي اعمدة الرجاجيل. ويُشار إلى أن المعلم الأثري يتألف من 3 إلى 7 أعمدة، يزيد طول كل منها عن الـ 3 أمتار. وتُعرف ليس فقط بمنظرها “الغريب” وتوزيعها “المذهل”، وإنما تتميّز أيضاً بالكتابات غير الواضحة التي سُطرت على حجرها. حافظت هذه الآثار المنقوشة على الجدران الثموديّة القديمة، على ثقافة منقرضة منذ فترة طويلة، تمتد لمدة ستة آلاف عام. لقد سقط الكثير منها بينما اتجه البعض الآخر إلى زوايا عشوائيّة غريبة. [1]

إقرأ أيضاً: اين تقع جبال رضوى

آراء خبراء سعوديين عن الرجاجيل

هنالك العديد من الأقوال الصّادرة عن المؤرّخين وعلماء الآثار والمكتشفين لموقع اعمدة الرجاجيل. والتي جميعها تقريباً تُشير إلى غموض هذه الأعمدة، نذكرها على سبيل المثال:

  • حسين المبارك: مدير المتحف السابق الذي يرأس لجنة لتشجيع السياحة: “يعتقد علماء الآثار أن اعمدة الرجاجيل التي تقع في الجوف تعود إلى ما قبل 3000 قبل الميلاد. عندما بدأت الحضارة الإنسانية في الازدهار لأول مرة في مصر القديمة والعراق. تحتوي الحجارة أيضاً على كتابات على الجدران تربطها بآلهة ما قبل الإسلام مثل الإلهة ود. كما هو الحال مع ستونهنج، لا يوجد إجماع حول ما إذا كان الموقع معبداً أو مقبرة أو مكاناً يستخدم لعلم الفلك أو أي شيء آخر. يعتقد العلماء أن ستونهنج بنيت بين 3000 و1600 قبل الميلاد”. “إن الحجارة وضعت على حافة الصحراء عمداً، ربما لعبادة الشمس. كانت تعبد الشمس في شمال شبه الجزيرة العربية والقمر يعبد في الجنوب. “عادة ما يتم اختيار الأرض المرتفعة للعبادة”. “يقول بعض الناس إنها قبيلة تحولت إلى حجر لفعلها أشياء غير نظيفة، مثل استخدام الخبز في التنظيف باللبن أو الاغتسال به. لكن هذه مجرد أساطير. لا نريد ربط الموقع الآن بالأشياء الدينية لأننا نريد تشجيع السياحة”.
  • مجيد خان: خبير الخط السامي الذي أمضى 30 عاماً في دراسة المواقع العربية: “لدينا العديد من المواقع الغامضة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية… لكننا فشلنا في معرفة سبب صنعها ومن صنعها”. “إن حجارة رجاجيل جزء من اللغز”. “لديهم علاقة بالدين، ربما له علاقة فلكية”. “لا يوجد دليل أثري لإثبات التاريخ”. “قمنا بالتنقيب ولا يوجد فخار”. “يمكن أن يعود تاريخ اعمدة الرجاجيل إلى وقت كانت فيه شبه الجزيرة تتغير من أرض البحيرات والأشجار التي تم تصويرها في مواقع الفن الصخري، إلى المنطقة الصحراوية الجافة اليوم”.
  • عبد الرحمن الأنصاري: الدكتور وعالم الآثار “إن هذا الشكل الحجري قد يكون مرتبطاً بطقوس عقائديّة في أغلب الظن. أو هو بمثابة أحد الأشكال الاستدلاليّة بعلم النحو والفلك”.

لغز اعمدة الرجاجيل

أخفق التنقيب الأثري منذ أكثر من 30 عاماً في قاعدة مجموعة واحدة من اعمدة الرجاجيل التي تقع في السعودية في اكتشاف أي عظام أو قرابين نذريّة، ممّا يشير إلى أن الدوافع الدينية لم تكن هي السبب. الأسباب السياسيّة أو الفلكية هي احتمال، وإن لم يتم إثباتها. من الممكن أن يكون هذا معلماً لطريق التجارة. كانت الجوف نقطة توقف مهمّة على طريق التجارة من اليمن إلى بلاد ما بين النهرين. أحد الطرق التجارية، وهو أقدم طريق بري في التاريخ المسجل، يمتدّ من اليمن ويوازي ساحل البحر الأحمر عبر المدينة المنورة والعلا ومدائن صالح. واتجهت شمالاً إلى الجوف ثم شمالاً باتجاه دمشق وتركيا. تتمتع شبه الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص بثروة أثريّة ثريّة للغاية. [1]

معلومات عن الرجاجيل

لدينا العديد من المعلومات والتي هي بمثابة إضاءة على موضوع اين تقع اعمدة الرجاجيل. نوردها على سبيل المثال: [1]

  • يبلغ سمك اعمدة الرجاجيل حوالي 60 سنتمتر.
  • عثر في المكان الذي تقع فيه اعمدة الرجاجيل على حوالي 50 عمود حجريّ منتصب. إضافة إلى الكثير منها ملقاة على الأرض أو مكسرة.
  • تشير الصور الجوية إلى محاذاة اعمدة الرجاجيل تقريبية لشروق الشمس وغروبها.
  • يوجد في بريطانيا أحجار عملاقة شبيهة بأعمدة الرجاجيل، حيث تعود في تاريخها إلى الألفين الثالث والثّاني قبل الميلاد.
  • تتشابه أعمدة الرجاجيل الموجودة في منطقة الجوف، مع أنماط الدوائر الحجريّة الموجودة في القصيم جنوب شعيب العطشان بالقرب من مركز حنيزال شمال بريدة.

وفي الختام، نخلص في هذه المقالة التي تحمل عنوان اين تقع اعمدة الرجاجيل إلى أنّها بلا شك موقع مهم من المواقع الأثرية في شمال المملكة العربيّة السعوديّة، وهو ينتظر جهود الباحثين والعلماء من أجل فك تلك الرموز والألغاز التي تحيط بوجوده. لاسيما أن كتابات ورسوم متعدّدة توجد على بعض تلك الأعمدة، ويمكن من خلالها الاستدلال على تاريخ هذا الموقع الفريد في شمال الجزيرة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button