ما هو القتات في الإسلام

ما هو القتات في الإسلام ؟ هو عنوان هذا المقال، والذي سيتمُّ فيه الإجابة على السؤال المطروح في بداية هذه المقدمة، كما سيتمُّ بيان شرح الحديث الشريف المذكور في عاقبةِ القتَّاتِ، وبيان ما إن كانَ مخلدًا في النار أم لا، كما أنَّ القارئ سيجد في هذا المقال طرح للتعامل مع الشخص القتَّات كما سيتمُّ بيان كيفيةِ معالجةِ القتَّات لنفسه.

ما هو القتات في الإسلام

إنَّ القتَّات في الاصطلاح الإسلامي يعني كلَّ نمامٍ ونقَّال كلامٍ على وجه الإفساد وهو الذي يتسمع كلامَ النَّاس،[1] وقد ورد هذا المصطلح في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث رُوي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنَّه قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ”.[2]

شاهد أيضًا: الفرق بين الغيبة والنميمة وكيفية التوبة منهما

شرح حديث لا يدخل المسلم قتات

يُوضح الحديث الشريف المذكور في الفقرة الأولى صفةً من الصفاتِ المذمومة في الإسلام، وهي الاستماع إلى الكلام ونقله إلى الغير بقصد الفتنة والفساد بينهما، فيبيّن الحديث أنَّ من فعلَ ذلك فهو فاسقٌ وعاصٍ لله عزَّ وجلَّ وأنَّه محرومٌ من الجنةِ حتى يُعاقب في النار على قدرِ ذنبه.[3]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

هل القتات يُخلد في النار

الرغمِ من أنَّ الحديث بيَّن عقوبةَ النمَّام والقتَّات، لكن لا بدَّ من توضيح أنَّ القتَّات لا يُخلد في نار جهنم، بل إنَّ مقصود الحديث أنَّه لا يدخل الجنةَ ابتداءً، فيدخل النار ويعذب على قدر ذنبه ثمَّ يدخل الجنة إذا كان مسلمًا من أهل التوحيد، كما هو حالُ المسلم الذي  يعمل أيِّ ذنبٍ آخر.[4]

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف

آداب التعامل مع القتات

هناك آدابًا يُمكن للمسلم أن يتعامل بها مع الإنسان القتات، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكرها، وفيما يأتي ذلك:[5]

• عدم تصديق القتّات.
• أن يتمَّ نصح القتَّاتِ ويبيِّن له قبح فعله.
• أن يُبغَض القتَّات في اللهِ؛ إذ أنَّ الله يبغضه، ومن يبغضه الله وجب على المسلم أن يبغضه.
• ألَّا يظنَّ المسلم بأخيه الغائب السوءَ الذي قيل فيه.
• ألَّا يسعى المسلم الذي نُقل الكلام إليه للتجسس على والبحث عمَّا نُقل له من كلام.
• أن يُقف الكلام الذي وصلَ إليه عنده، ولا ينقله هو بدوره إلى غيره من الناس.

شاهد أيضًا: الصحابي الجليل الذي صلى بالناس في مرض الرسول صلى الله عليه وسلم هو

كيف يعالج القتات نفسه

على القتَّات أن يعلم أنَّه فاعلٌ لكبيرة من كبائر الذنوب وأنَّ معصيته تعرضه لسخطِ الله عزَّ وجلَّ وأنَّها سببٌ من أسباب إباط عمله الصالح، وعليه أن ينظر في نفسه ويتدبر في عيوبه، وأن يدرك أنَّ الكلام الذي يُقل عن غيره يُؤذيه، كما يؤذيه الكلام الذي ينقله الغير عنه،[6] لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف النميمة تعدُّ من الكبائر والنبيُّ قال عن صاحب القبرين إنَّهما ليعذبان وما يُعذبان في كبير؟ هذا ما سيتمُّ بيانه في الفقرة التالية:

شاهد أيضًا: ما حكم من فاته صيام تاسوعاء وعاشوراء

التوفيق بين كون النميمة من الكبائر وبين قول النبيِّ ولا يعذبان في كبير

إنَّ المراد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صاحب القبرين اللذان كانا يُعذبان: “عَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ ثُمَّ قالَ: بَلَى، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ”،[7] أنَّه ليس بكبيرٍ عليهما ترك هذان الذنبان، وبذلك يتمُّ التوفيق بين الحديث الشريف المذكور وبين كون النميمة من كبائر الذنوب.

شاهد أيضًا: تفسير آية وقرن في بيوتكن

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال ما هو القتات في الإسلام، كما تمَّ بيان شرح الحديث المذكور في عاقبةِ القتاتِ، ثمَّ تمَّ بيان أنَّ القتَات لا يُخلد في النار، ثمَّ تمَّ ذكر طرق التعامل مع القتَّات وكيفية معالجةِ القتَّات لنفسه، وفي ختام هذا المقال تمَّ التوفيق بين كونِ النميمةِ كبيرةً، وبين قول النبيِّ وإنَّهما لا يعذبان في كبير.