جدول ال
ما معنى شخص روحاني من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير أنه قد أتت الشّريعة الإسلاميّة بكمال أحكامها وتمامها لتعالج كلّ أمور حياة الإنسان ومظاهرها المتغايرة، ومن ضمنها المنحى الجوهري والجانب الرّوحي، فالجانب الجوهري هو كلّ ما يتعلّق بأمور المادّة وتنطبق على كلّ ما في الحياة من شهوات ومتاع وزينة، أمّا الجانب الرّوحي فهو جزء يرتبط بروح الإنسان وما يتعلّق بها من خفايا وغيبيّات.
ما معنى شخص روحاني
الإنسان الروحاني هو من يكون أكثر وأعمق تفكيرًا عمن سواه حيث أنه يمكن أن يشعر بكل أمر سيحصل معه، مثلما ترافق اصطلاح الروحانية مع التصوف والباطنية، واكتسب معنى سلبياً، وطورت المفاهيم الجديدة للروحانية أثناء القرنين الـتاسع عشر والعشرين، فدمجت بين الأفكار المسيحية، والتقاليد الغربية الباطنية، وعناصر من الأديان الآسيوية، ولاسيماً الهندية، وصعود انفصال الروحانية عن المنظمات والمؤسسات الدينية الكلاسيكية، مثلما تترافق الآنً مع حركات فلسفية أو اجتماعية أو سياسية في بعض الأحيان، كالليبرالية، واللاهوت النسوي، والسياسة الخضراء.
عقب الموقعة الدولية الثانية، صعود انفصال الروحانية عن الدين الموحّد، فاتجهت الأولى أكثر باتجاه المحاولة الشخصية خلفاً عن مسعى تموضع الذات في إطار سياق وجودي أوسع، فتطورت تعاليم حديثة اندمج فيها جميع من علم السيكولوجي البشري، والتقاليد التصوفية والباطنية، والأديان الشرقية، وهذا للوصول للذات الحقيقية بالإفصاح عنها، والتعبير الحر، والتأمل.
وبات الاختلاف بين الروحاني والديني مألوفاً أكثر عند الشعب أثناء أواخر القرن العشرين، تزامناً مع نشوء العلمانية وحلول حركة العصر الجديد، ويُستخدم إصطلاح “روحاني” اليوم كثيرًا في سياقات كان يوظّف فيها إصطلاح “ديني” سابقاً، وقد انتقد جميع من الموحدين والملحدين ذلك التحول.[1]
معنى الروحانية
إن نمو معنى الروحانية وامتد عبر الدهر، ومن الممكن إيجاد دلالات مغايرة له مع بعضها، فتقليدياً نوهت الروحانية إلى:
- عملية إرجاع تكوين دينية تقصد “لاسترجاع المصلحة الرسمية للإنسان”، بالتوجه “لصورة الإله”، مثلما بيّن مؤسسو أديان العالم ونصوصها المقدسة، مثلما استُخدم إصطلاح الروحانية في المسيحية المبكرة للدلالة على الحياة الموجهة للروح المقدسة، وبالتالي امتد أثناء أواخر العصور الوسطى ليتضمن الجوانب الفكرية للحياة.
- تشعب وتوسّع عقب هذا ذلك إصطلاح في العصور الجديدة لتقاليد دينية أخرى، وامتد ليشير إلى ميدان أضخم من الخبرات، بما يحتوي التقاليد الباطنية والدينية.
- تميل استخداماته الجديدة للدلالة على محاولة شخصية ذات بُعد مقدّس، وعلى القيم والمعاني العميقة التي يقطن بموجبها الإنس، وهذا في إطار سياق مستقل عن الشركات الدينية المنظمة كثيرا ماً، كالإيمان بعالم جبار للطبيعة، أو النيافة الذاتي، أو البحث عن معنى مقدس أو مطلق، أو المحاولة الدينية، أو مؤتمر البُعد الداخلي للذات.
شاهد أيضًا: ما هو السمو الروحاني
علامات الإنسان الروحاني
في الحقيقة أنّ الطّريق إلى الرّوحانيّة لا يتأتّى بمجرّد الأماني وإنّما يفتقر إلى مجهودٍ وعمل وولاء خالص من القلب، وهنالك عددٌ من الوسائط التي تعاون الإنسان إلى أن يصير روحانيّا ومنها نذكر:[2]
- أن يتقرّب الإنسان إلى ربّه عزّ وجلّ بالعبادات، فالعبادة بأشكالها المتغايرة من قيامٍ وصيامٍ وصدقة ترتفع بروح الإنسان، وكلما ارتفع المسلم من اجتهاده في العبادة كلّما ارتفعت روحانيّاته وإيمانيّاته واقترب إلى الله عزّ وجل إلى أن يستشعر برفقتيّة الله له وحفظه وتوفيقه في الموضوعات كلّها .
- الحذر والتدقيق على صدق اللّسان، فالصّدق من أعظم القيم العاملة على تدعيم المنحى الرّوحي في الإنسان، ففي الحوار أصدقكم عصريًا أصدقكم منام، ولاشكّ بأنّ الرّؤيا هي منحى هام من جوانب حياة الإنسان الرّوحيّة إذ يشاهد الإنسان في منامه رؤى تتحقّق في الواقع، فكلّما ارتفع صدق الإنسان وتحرّيه لهذا كلّما ارتفعت روحانيّاته وبالتّالي ارتفعت رؤاه الصّادقة.
- التأمل في خلق السّموات والأرض والنّظر في الكون والآفاق، ولاشك بأن التّأمل والنّظر والتّبال في الحياة وكيف خلق الله ذلك الكون بما فيه من آياتٍ كبيرة جدًا تضيف إلى روحانيّات الإنسان وتجعله منشغلًا بإنماء جانبه الرّوحي بعيدًا عن الماديات الفانية الزّائلة.
كيف تجعل شخصيتك روحانية
من المعلوم أنه في قلب كلّ إنسان ثقب يدعى ثقب الله، لا يملؤه سوى الله وتلك المقولة تتفق كلياً مع ما ذكرته الأديان السماوية، فالله تعالى هو الخالق الموجد الذي يحاول كلّ إنسان نحوه، حتى من ينكرون وجوده يسعون نحوه دون أن يدرون، فإذا كان المنكر بسبب وجود الله سبحانه وتعالى غير معني بالإيمان، فلماذا يستمر مصراً على الحوار في مثل ذلك الشأن للقاصي والداني؟ ولماذا يستهزئ بالآخرين إذا ما رآهم يتحدثون عن الله؟ من لا يقتنع بفكرة برفقيته لا يجعلها محور تفكيره ليل نهار حتى وإذا كان هذا على الدرجة والمعيار الداخلي.
متى ما كان الإنسان روحانياً أكثر، علا وارتقى بشخصه، وجسده أكثر، وانعكس هذا على الآخرين حوله، الذين يتفاعلون برفقته بما ينتج ذلك عنه من داخله من قناعات، وأفكار، وأخلاق، وتلك الموضوعات الثلاثة يمكن أن تشكل انعكاساً للروح السامية التي يملكها الإنسان.
الشخصية الروحانية الدينية تفتقر إلى عمل، وبذل، وجهد، وتحتاج كذلكً مثلما ذكرنا إلى التديّن بالدرجة الأولى، فالإيمان بالدين صميم، والتشبع بالتعاليم وآراء الدينية هو السبيل العريق لارتقاء شخصية الإنسان روحانياً، وفي السطور التالية عدد محدود من ما يمكن للإنسان أن يزيد به روحانيته إذا ما تشبّع بجوهر الدين وبأفكاره السامية العالية.[3]
شاهد أيضًا: معنى ما اخس من قديد الا عسفان
علامات الشخص الروحاني الرباني
إن التصرف الروحاني موجود عند العديد منّا، إلا أن الأغلب يتجاهل الشأن ولا يُحسن من ذاته ومن سلوكه حتى يحصل على الصواب واليقين، فهناك علاماتٌ لهذا منها الحدس الصادق، والشعور الفطري بالشيء قبل حدوثه، وغيرها من الإشارات.
ما يحدث في سفينة الأفلاك والروحانيات لا يمكنه معرفته أكثر الناس، فهو متخصص بالبعض عن القلة الآخر، لذلك تبقى هنالك إشارات الفرد الروحاني الرباني تميزه عن غيره، نذكرها إيجازًا وفي السطور التالية:
- تجد الفرد الروحانيّ الربانيّ يحب التأمل عديدًا، يميل إلى الهدوء، فلا يضيع زمانه في الحوار بما لا يفلح، مثلما أن تأمله نابع من إيمانه بقدرة الله سبحانه وتعالىّ في خلقه.
- تجد أن الحيوانات تُحبه وتتقرب منه.
- إن أصابه الفرح يجد الفرح يعمّ المقر حوله، والضد إذا كان إرتباكًا.
- ودودٌ جدًا مع الأطفال، يحب مخالطتهم ويعطف عليهم.
- في بَعض الأحيان يكون له التمكن من التنبؤ بالأحداث، علاوةً على الرؤى والأحلام الصادقة.
- يكون ملازمًا لشروط الطاعة الربانية، فيعمل بما يفلح لاغير.
- إن طاقته تجعل حوله هالة الأمر الذي يجعل له هيبة يمتاز بها عن غيره، مثلما يبقى يملك شعورًا بالأشياء والقدرة على النفوذ.
- نجده صادقًا هادئًا، لا يتسرع في الحكم، يملك حكمة في تصريحه وفعله، حريصٌ على الطهارة أينما كان، فهو فردٌ يسمو عن الشهوات.
- يملك من الرؤية ما يستطيع من التمييز بين الأفراد، من إذ إنهم على النقاء والطيبة أم الضد.
- تحول المزاج والحالة في خلال اكتمال القمر، مع الانشغال بهذا الشأن.
شاهد ايضًا: ما هو معنى كلمه تايلاند
أجبنا في هذا المقال على سؤال: ما معنى شخص روحاني ؟ وتبين أن الروحانية تنقسم إلى علاقة العبد بربه وهذا الذي يكون أكثر تقربًا منه، والجانب الآخر يكون متعلقُ بالسحر والجنّ.
