لماذا نصوم يوم عرفة وحكم صيام يوم عرفه
جدول ال
لماذا نصوم يوم عرفة حيث أن اليوم التاسع من شهر ذي الحجة هو يوم عرفة، وهو من أفضل أيام المسلمين خلال العام على الإطلاق، لما فيه من فضل كبير، ففي هذا اليوم يقف الحُجّاج على جبل عرفة، والوقوف يعد من أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة في مكة، ففي هذا اليوم فضل كبير بدليل ما قاله الله عنه في كتابة العزيز ( والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود ).
لماذا نصوم يوم عرفة
نصوم يوم عرفة لأن في يوم عرفة فضل كبير وثواب كثير لا يعلمه اغلب الناس، ففيه يضاعف الله للناس الأعمال الصالحة، ويعتق رقابهم من النار، ويقبل دعواتهم، حيث أن في صيام يوم عرفة يحظى المسلمون بكفارة لذنوبهم عن سنة مضت وسنة قادمة وذلك ما قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم أن (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)، وقد بيّن لنا أيضا فضل العمل الصالح فيها فقال: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ).
نبذة عن يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجّة، ويليه مباشرة العيد الأضحى المبارك، وهو اسم للجبل الذي يقف فيه الحجاج أثناء تأدية مناسك الحج، ويقع موقع الوقف بعرفة عرفة مكانيًّا من الجبل الذي يُطِلّ على عُرَنَة، ويبدأ الوقوف بعرفة منذ فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجّة، وحتى بزوغ فجر اليوم الذي يليه؛ اليوم المسمى بيوم النحر، وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ويُنهي الحُجّاج في أول يوم من أيام العيد وقوفهم على عرفة، والمكان هذا له مكانة عظيمة، لتعلُّقه بشعيرة فضيلة من شعائر الإسلام، وهي الوقوف بعرفة من ضمن مناسك الحج، وقد ورد لفظ عرفات في قوله تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ).[1]
شاهد أيضًا: شروط صيام يوم عرفة ولماذا نصوم يوم عرفه
حكم صيام يوم عرفة
أفضل صيام النوافل هو صيام يوم عرفة، ويوم عرفة هو اليوم التاسع من أيام العشر من ذي الحجة، ومن المستحب صيامه لغير الحاج، ففي هذا اليوم يكون الحاج واقفًا على جبل عرفات في مكة المكرمة، يقوم بتأدية مناسك الحج، ويستحب صوم يوم عرفة.
والدليل لما ورد في قول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه أن ” صيام يوم عرفة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها ” ولكن هذا الاستحباب لغير الحاج، فمن المكروه للحاج الصيام في هذا اليوم لأن الحاج حينها يكون مشغول بالوقوف بعرفة، حيث إنّ الصيام في هذا الوقت يضعف الحاجة عن الذكر والعبادة في ذلك اليوم.
وقد ورد النهي عن الصيام للحاج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ورد ان أبي هريرة قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات).
وقد استحب الفقهاء والعلماء صيام هذا اليوم، وذلك بالنسبة لغير الحاج أم بالنسبة للحاج فهو مكروه بدليل أم الفضل: (أنهم شكوا في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلت إليه بلبن، فشرب، وهو يخطب الناس بعرفة)، وعن صحابي جليل قال: (كنا عند أبي هريرة في بيته فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة).
وسبب كراهية صيام يوم عرفة للحاج أنه الصيام يؤدي إلى الضعف عن الدعاء والذكر يوم عرفة، والدليل ما أخرجه أبو داود في سننه (عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشرب).
حُكم صيام يوم عرفة للحاجّ عند الفقهاء
اختلف فقهاء الشريعة الإسلامية في تحديد حكم صيام يوم عرفة للحاج، فمنهم من قال بكراهة الصيام للحاج ومنهم من قال باستحباب الصيام، حيث تختلف الآراء على النحو التالي:
- الإمام أبو حنيفة والإمام مالك: ذهب كل منهم إلى كراهة الصوم للحاجّ في هذا اليوم، وقيَّد الإمام أبو حنيفة الكراهة على شرط أن يُضعِف الصيام الحاج ويصيبه بالهزل والوهن.
- الإمام الشافعي: ذهب إلى جواز صيام عرفة للحاجّ، ولكنه اشترط أن يكون هذا الحاجّ مُقيمًا في مكّة، وذهب إلى عرفة أثناء الليل، أمّا إذا كان قد ذهب إلى عرفة من مكّة في النهار فصيامه مُخالف ومكروه، حيث يسَنّ الفِطْر للمسافر مُطلقًا عند الشافعية.
- الحنابلة: قال باستحباب الصوم ومن الجائر أن يصوم الحاجّ يوم عرفة، إلّا أنّهم اشترطوا أن يكون وقوفه في عرفة في ليلًا، وليس نهارًا.
والسبب الذي من خلاله قال العلماء باستحباب الفِطر في يوم عرفة هو أنّ الحاجّ بفِطره يقوى على الطاعة والدعاء، فالصوم قد يُتعِب الحاجّ ويُضعِفه عن الدعاء ويصيبه بالوهن والضعف، وقد أفطر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم عرفة، قالت لبابة بنت الحارث أنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ علَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ).
شاهد أيضًا: دعاء يوم عرفة اسلام ويب … أفضل أدعية يوم عرفة
فضل صيام يوم عرفة
اتّفق العلماء على استحباب وفضل صيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيامه أفضل من صيام غيره من أيام العام باستثناء صيام شهر رمضان الكريم، ويغفر الله تعالى للعبد غيه ذنوب سنة قبله وسنة بعده، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).
ويُستحَبّ في هذا اليوم الإكثار من الأعمال الصالحة، كالحرص على أداء صلاة النوافل والإكثار منها، وذِكر الله كثيرًا، والتصدق في سبيل الله تعالى، وقد بيّن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فضل العمل الصالح في هذه الأيام.
حيث قال (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ)، وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (ما مِن يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيهِ، عبدًا أو أمةً منَ النَّارِ، مِن يومِ عرفةَ، وأنَّهُ ليَدنو، ثمَّ يُباهي بِهِمُ الملائِكَة).[2]
وفي النهاية نكون قد عرفنا لماذا نصوم يوم عرفة حيث أن لفضل يوم عرفة ثواب كبير ومغفرة كثيرة للمسلمين وعتق من النار، وذلك يتحقق بصيامه والكرة من العمل الصالح فيه، فلقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذا اليوم، لما فيه من أجر عظيم، وتقوب لله سبحانه وتعالى.