ما هي الباقيات الصالحات موقع
جدول ال
ما هي الباقيات الصالحات حيث تُعد الباقيات الصالحات من المفردات التي وردت في قوله تعالي (المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا)، وبالرغم من علم الكثير منا بالجزء الأول من الآية، ولكن لا يعلم الكثيرون بمعنى الباقيات الصالحات، لذلك أعددنا لكم هذه السطور للإجابة على هذا السؤال بمزيد من التوضيح.
ما هي الباقيات الصالحات
الباقيات الصالحات هي العبادات التي يتقرب بها العبد من ربه وتتضمن الأعمال والأقوال التي تكون خالصة إلى وجه الله تعالى، ويفعلها المسلم للحصول على الدرجات العليا والأجر العظيم في الآخرة، وهي التي تبقى له بعد موته، فالعبد المؤمن يكون على يقين بأن كل شيء بيد المولى عز وجل وليس في يده شيء سوى العمل الصالح.
وقد اختلف العلماء منذ القدم حول تفسير معنى هذه الآية، فقال القرطبي في تفسيره أنها الصلوات الخمس، كما قال أنها جميع ما يقوم به المؤمن من أعمال وأقوال للتقرب من الله تعالى وهو القول الصحيح.
ويقول الجمهور من العلماء أن المراد بالباقيات الصالحات هو قول (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم)، وقد أكدوا على ذلك عندما أوردوا الحديث الشريف الذي قال “استكثِروا من الباقياتِ الصّالحات” قيل: وما هنّ يا رسول الله ؟ قال : “التّكبير والتّهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله”.
وعلى ذلك لا يوجد خلاف بين القولين من ناحية المضمون، فعندما نُلخص ما قاله أهل العلم عن الباقيات الصالحات نرى أنها جميع الأعمال التي يقوم بها العبد في الحياة اليومية من مكارم الأخلاق مثل المعاملة الحسنة مع الآخرين وأداء الصلوات الفريضة والنوافل.
وتشمل أيضًا حسن معاملة الوالدين، وذكر الله تعالى والتسبيح بحمده والتهليل والتكبير باسمه الجليل، فهي تشمل كل ما هو صالح من عمل وقول للإنسان وهو على دراية بأن جميع ما يقوله ويفعله سوف يُحسب له أو يحاسب عليه بيوم القيامة.[1]
الأعمال الصالحة التي يجب أن يحرص عليها المسلم
هناك عدد من الأعمال الصالحة التي يجب على كل مسلم الحرص عليها وهي تتمثل فيما يلي:
الصلاة في أوقاتها
فالصلاة هي عماد الدين وهي أهم عبادة في الحياة لأنها الصلة بين الله تعالى والمسلم والدليل على ذلك قوله تعالى، (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، ولكن لا تصح الصلاة بدون الإيمان بالله عز وجل وبجميع رسله وملائكته وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر مهما كان حجم الابتلاء والصبر عليه والاحتساب.
شاهد أيضًا: يشترط لقبول العمل الصالح شرطان ما هما
قراءة القرآن الكريم
وهي من أحب الأعمال الصالحة لأنها تساعد المسلم على التدبر في معاني القرآن الكريم الذي يُعد من أعظم الكتب في الأرض، لأنه كلام الله سبحانه وتعالى والذي لم يُحرف به حرفًا واحدا، فعند قراءة حرف واحد منه يُكتب للعبد حسنة وهي بعشرة أمثالها، فقراءة القرآن بشكل مستمر سواء في المنزل أو العمل من خلال المصحف الشريف أو من خلال الهاتف وفي القيام والجلوس يمنح المسلم حماية من الشرور والمعاصي ويقربه من الله تعالى ويجعله راضيًا عنه وينال خير الدنيا والآخرة ويحصل على الكثير من الحسنات لذلك فقراءة القرآن على رأس الأعمال الصالحة التي يجب أن يقوم بها المسلم.
مساعدة الغير
لقد حثنا ديننا الحنيف وسنة نبينا الكريم على مساعدة الغير فهي من أحب الأعمال لله سبحانه وتعالى، فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن مساعدة الناس وقضاء حاجاتهم أفضل من الجلوس بالمسجد، وليس أدل على ذلك من أهمية هذا العمل الصالح.
وتتمثل مساعدة الغير في الإنفاق على اليتيم وعلى الأرامل، ومساعدة المرضى على العلاج وغيرها من النواحي الطيبة التي حثنا الإسلام عليها بنية خالصة لوجه الله تعالى.
الجهاد
مصطلح الجهاد في سبيل الله من المصطلحات التي ترافقت مع الفتوحات الإسلامية وغزوات الرسول الكريم في الماضي، ولكن يوجد أنواع أخرى من الجهاد يمكن القيام بها في هذه الأيام، وهي أيضًا في سبيل الله تعالى ومنها نشر تعاليم الإسلام السمحة في العالم أجمع عبر القوافل الدعوية.
أو تعليم الناس كيف يؤدون الصلاة على النحو الصحيح، وتعليمهم الكثير من الأمور التي يجهلونها عن دينهم، وتعليمهم التسامح وفضله وقيمة العفو عن الآخرين والتمتع بالصفات الحسنة والأخلاق الكريمة الخاصة بالإسلام.
والعمل على تغيير نظرة العالم للمسلمين التي ثبتت في ذهنهم بسبب بعض الممارسات ممن هم لا يتنمون للإسلام بتاتا وللأسف يُحسبون على المسلمين وهم ليسوا من الإسلام في شيء، فجميع هذه الأعمال من العبادات الصالحة التي تُعد من الباقيات الصالحات وبأدائها ينال العبد أعلى المنازل في الجنة وينال رضى الله تعالى عنه
الصدق والأمانة
وهي من أفضل الصفات والأعمال التي يجب أن يتحلى بها المسلم ويُطبقها في عمله، فالصدق مع الناس يعكس مدى تمتع المسلم بالأخلاق الإسلامية الحسنة، والأمانة في أداء العمل أيضًا يعكس مدى حرص المسلم على أداء الأعمال الصالحة،) لذلك يجب أن يكون العبد صادقًا في جميع أقواله وأفعاله.
ونجد ذلك في قول الرسول الكريم للتأكيد على أهمية الصدق “عليكم بالصِّدقِ، فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكم والكذِبَ، فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابا”.
شاهد أيضًا: حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية
الأذكار
تُعتبر الأذكار من الأعمال العظيمة أيضًا التي تُقرب العبد من المولى سبحانه وتعالى وهي من الأعمال الصالحة، ولفضلها ذكرها الله تعالى في الآية الكريمة،{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}، ويوجد العديد من الأذكار التي يمكن للعبد قولها في العديد من الأوقات والحالات.
ومنها أذكار الصباح وأذكار المساء، والأذكار التي يتم قولها عند النوم أو الاستيقاظ أو السفر، وغيرها من الأحوال، ويجب المحافظة على هذه الأذكار لأن الله تعالى يحب الذاكرين له كثيرًا، وذلك في قوله،{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}.
فالذكر يساعد على تقريب العبد من ربه وبث الطمأنينة في قلبه، كما يجعل الله سبحانه وتعالى ذاكرًا للعبد أيضًا وبالتالي ينال مغفرته ورحمته ورضاه، فجميع هذه الأعمال الصالحة التي لا تسعنا هذه السطور لذكرها من الأعمال التي يجب أن يقوم المسلك بها حتى ينال الفضل العظيم في الآخرة، وإذا لم يكن يفعلها عليه تدارك هذا الأمر فالحياة قصيرة والباقيات الصالحات خير وأبقى يوم القيامة.[2]
وفي النهاية نكون قد عرفنا ما هي الباقيات الصالحات حيث يجب على كل مسلم الحرص على العمل الصالح فهي الباقة له في أخرته حيث أعد الله للصالحين جزاء يليق بهم وبأعمالهم، وقد حثنا في أكثر من موضع على التمسك بالأعمال الصالحة.