ماذا يقال عند بداية الطواف
جدول ال
ماذا يقال عند بداية الطواف ؟ سؤالٌ يهمُّ كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، وسيكون هذا السؤال هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الطواف حول الكعبة يُعدُّ إحدى مناسك الحجِّ والعمرة، لذلك سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن هذه العبادة العظيمة، كما سيتمُّ الإجابة على السؤال المطروح، ثمُّ سيتمُّ ذكر واجبات الطواف حول الكعبة وسننه وكيفيته وأنواه وفضله، كما سيتمُّ الإشارة إلى الحكمة منه.
تعريف الطواف
إنَّ الطواف في اللغة هو هو دوران الشيء على الشيء، أمَّا في الاصطلاح الشرعي فهو عبارة عن دوران المسلم حول الكعبة بطريقة مُعيّنة، عبادةً لله سبحانه وتعالى وتقربًا إليه، وقد وردت مشروعيته في كتاب الله عزَّ وجلَّ في قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.[1][2]
ماذا يقال عند بداية الطواف
من السنة أن يبدأ المسلم الطواف بالتكبير، وقد ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم: طاف بالبيت على بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيء عنده (المحجن) وكبر، وقد قال بعض العلماء: يُستحب أن يقول عند استلام الحجر الأسود أولاً، وعند ابتداء الطواف أيضًا: بسم الله، والله أكبر، اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.[3]
شاهد أيضًا: دعاء دخول مكة المكرمة للعمرة
كيفية الطواف
يبدأ المسلم طوافه من الرُّكن الذي فيه الحجر الأسود، فيستقبل الحجر، ويستلمه، ويقبّله إن استطاع من غير أن يؤذيَ النَّاس بمزاحمتهم، ثمّ يجعل جانبه الأيسر إلى جهة البيت، ويبدأ بالطواف، ثمّ يمشي ويطوف بالبيت مارًّا بالرُّكن اليمانيّ إلى أن ينتهي برُكن الحَجَر الأسود، وهو المكان الذي بدأ الطواف منه، ويكون بذلك قد أتمَّ طوفةً واحدة، وعليه تكرار ذلك سبعًا.[4]
واجبات الطواف
بعد الإجابة على سؤال ماذا يقال عند بداية الطواف، سيتمُّ ذكر بعض واجباته؛ إذ أنَّ هذه العبادة لا تتمُ إلا بوجود بعض الأمور، وفيما يأتي ذكرها:[5][6]
- النية: على المسلم أن ينويَ الطواف بقلبه، وأن يجزم في هذه النيَّة ويعيِّنها عبادةً وتقربًا لله عزَّ وجلَّ، وبناءً على ذلك فإنَّ المسلم الذي طاف حول الكعبة بنية لحاق شيءٍ قد هرب منه، لا يُحسب له عبادةً.
- ستر العورة: يجب على المسلم ستر عورته المأمور بسترها في الصلاة، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ”، وفي حال أنَّها كُشفت وجب عليه سترهاوإكمال طوافه.
- الابتداء بالحجر الأسود: فيجب على الطائف أن يبدأ طوافه من الحجر الأسود، فإن بدأ بالطواف قبله، فإنّ ما بدأ به لا يصحّ، حتى ولو كان ساهياً، وينتهي الطواف عنده كذلك.
- جعل البيت عن يساره: فيجب أن يجعل البيت جهة جنبه الأيسر، فإن جعل البيت عن يمينه، أو أيّ جهةٍ أخرى، لم يصحّ الطواف؛ لأنّه نافى ما جاء به الشرع.
- الطواف سبعة أشواط: فيجب على الطائف أن يُتمّ سبعة أشواط بلا نقصان، فلو ترك شيئاً بسيطاً ولو مقدار خطوة واحدة لم يجزئ، فإن شكّ في عدد الطوفات التي طافها أثناء طوافه، بنى على العدد الأقلّ الذي ورد في ذهنه كما في الصلاة، أمَّا في طواف التطوع فيجزئ عند الحنفية أقلَّ من سبعة.
- أن يكون داخل المسجد وخارج البيت: فيجب أن يكون الطائف داخل حدود المسجد، فلا يصحّ طوافه خارج المسجد بالإجماع، وفي الوقت نفسه أن يكون خارج الكعبة؛ لقوله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}،[7] فيكون الإنسان طائفاً حول البيت أو به، وليس هناك جزء من جسده فيه؛ لأنّه سيكون في هذه الحالة طائف فيه لا به.
شاهد أيضًا: عدد أشواط الطواف بالكعبة هي
واجبات الطواف عن المالكية
زاد المالكية على ما سبق من واجبات، واجبين اثنين، وفيما يأتي ذكرهما:[8]
- الموالاة: بأن لا يفصل بين أشواط الطواف فصلاً كبيراً، سواء أكان لحاجة، أم لغير حاجة، فإن فصل فصلاً كبيراً، أعاد الطائف الطواف من أوّله، إلّا أن يكون الفصل للصلاة المفروضة، فيكمل الطواف بناءً على ما طافه من الأشواط بعد انتهاء الصلاة، ويبتدئ بالحجر الأسود.
- المشي للقادر عليه: بأن يمشي الطائف إذا كان قادراً عليه، فإن ركب الطائف على شيءٍ، أو حُمِلَ عليه وهو قادرٌ على المشي، فعليه أن يُعيد الطواف قبل خروجه من مكة، وإلّا فعليه دم، أمّا إن أعاده فلا شيء عليه، فإن كان الشخص عاجزاً عن المشي في الطواف، جاز له أن يطوف راكباً، أو محمولاً، ولا دم أو إعادة عليه.
سنن الطواف
في الفقرة الخامسة من مقال ماذا يقال في بداية الطواف، سيتمُّ ذكر سنن الطواف، وفيما يأتي ذلك:[9]
- المشي حافيًا: فيُسَنّ للطائف أن يمشي حافيًا إلّا إن كان الحرُّ شديدًا وما شابه، ويُكرَه للطائف أن يزحف، أو يمشي حبوًا وما شابههما، ويُسَنّ تقصير الخطوة؛ لزيادة الأجر بكثرتها.
- استلام الحَجَر: وذلك بأن يلمسه الطائف بيمينه، أو بكفّيه في كلِّ طوفة، وإذا عجز عن ذلك يُشير إليه إشارة، ولا يُسَنّ للمرأة أن تستلم الحجر إلّا في خُلوَةٍ تأمن فيها مجيء الرجال، ونظرهم إليها.
- تقبيل الحَجَر: فيُسَنّ للطائف أن يُقبّل الحَجر، ويُكرَه أن يرتفع صوته أثناء تقبيله، ولا يُسَنُّ للمرأة التقبيل إلّا في خلْوَةٍ.
- وضعُ الجبهة على الحَجَر: ويُسَنّ للطائف أن يضع جبهته على الحجر إلّا عند العجزعن ذلك؛ بسبب الزحام، أو غيره، فإن عجز أشار بيده.
- استلام الرُّكن اليمانيّ: ويستلم الطائف الرُّكن اليمانيّ بيده؛ لفعل النبيّ عليه السلام؛ فقد رُوِي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنّه قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَدَعُ أنْ يَستَلِمَ الرُّكنَ اليَمانِيَ والحجَرَ في كلِّ طَوْفةٍ، قال: وكان عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ يَفعَلُه”.
- الذِّكر: فيذكر الطائف ما أُثِرَ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته من الأذكار، والدعاء، وغالب الأذكار الواردة في هذا الباب لم تصحّ جميعها، إلّا أنّها تندرج تحت أصل فضائل الأعمال، ومنها الدعاء، فيُستحَبُّ للطائف أن يُكثر من الأذكار أثناء طوافه.
- الرَّمَلُ في الثلاثة الأُوَل: فيُسَنُّ للرجل في أوّل ثلاثة أشواطٍ من الطواف أن يُقارب الخُطا ويُسرع في المشي بما يُعرَفُ بالرَّمَل.
- الاضطباع في الطواف: وهو أن يكشف الطائف منكبه الأيمن، فيجعل طرفَي ردائه تحت منكبه الأيمن، والصبيُّ يفعله له وليُّه.
- القُرب من البيت: ويُسَنُّ للطائف الرجل؛ تبرُّكًا بالبيت، وهو أسهل للاستلام، أمّا المرأة فتظلّ طائفةً في حاشية المطاف، فإذا أَمِنت مُخالطة الرجال اقتربت من البيت.
- صلاة ركعتين: فمن أنهى الطواف، يُسَنُّ له صلاة ركعتين فأكثر، والأفضل صلاتهما خلف المقام، وحدّدها بعضهم بمسافة ثلاث أذرع.
شاهد أيضًا: طريقة لبس الإحرام في الطواف والسعي
أنواع الطواف في الحجِّ
هناك أنواعٌ عديدة للطواف في عبادة الحج، وسيتمُّ في الفقرة السادسة من مقال ماذا يقال في بداية الطواف بيانها، وفيما يأتي ذلك:
- طواف القدوم: وهو الطواف الذي يؤدّيه الحاجّ عندما يصل إلى المسجد الحرام.
- طواف الإفاضة: وهو طوافٌ يكون بعد إفاضة الحاجّ من مِنى إلى مكّة، ويطوفه الحاجّ قبل عودته إلى مِنى، ويكون يوم النحر.
- طواف الوداع: وهو الطواف الذي يسبق عودة الحاجّ إلى دياره.
فضل الطواف حول الكعبة
يعدُّ الطواف حول الكعبة عبادةٌ من العبادات العظيمة، وقد جُعلت هذه العبادة في أعظمِ مكانٍ، وأطهر بقعةٍ من بقاع الأرض ألا وهو المسجد الحرام، بالإضافة إلى أنَّ هذه العبادة هي العبادة الوحيدة التي اختُصت في مكانٍ واحد ولا تجوز في غيره، واختُصت حول شيءٍ واحد لا تجوز حول غيره، كما أنَّها المنسك الوحيد من بين مناسك الحجِّ والعمرة التي يصحُّ فعلها تطوعًا، ومن فضلها أيضًا أنَّها أفضل من صلاة التطوع، وقد أمر عليه الصلاة والسلام بأن تُيَسَّر أمور الطواف في سائر الأوقات، ونهى أن يُمنَع أحدٌ من المسلمين منها.[10]
شبهة حول الطواف حول الكعبة
لقد أثار بعض أعداء الإسلام شبهةً تشكيكية حول الطواف حول الكعبة؛ حيث قالوا أنَّ هذه العبادة كالطواف حول قبور الأولياء، وهو من الوثنية والتعبّد لغير الله تعالى، ويُمكن إجمال الردِّ في النقاط التالية:
- أنَّ المسلمون يطوفون حول الكعبةِ المشرفة بأمرِ الله عزَّ وجلَّ وكلَّ ما يفعله المسلم طاعةً لله يعدُّ عبادةً له لغيره.
- أنَّ المسلم عند طوافه حول الكعبة، إنَّما يوجِّه نيته لله عزَّ وجلَّ لا للكعبة المشرفة.
- أنَّ المسلم كذلك عندما يدعوا في طوافه فإنَّه يوجِّه الدعاء لله عزَّ وجلَّ لا للحجر الأسود، كذلك الذكر يكون لله لا لغيره.
الحكمة من الطواف حول الكعبة
أمَّا في الفقرة العاشرة من مقال ماذا يقال في بداية الطواف، فإنَّه سيتمُّ بيان الحكمة من الطواف، حيث أنَّ الحِكمة منه تتجلّى في عظمة بيت الله الحرام، وطُهره وتشريفه، فهو أشرف مكان في الأرض، وأطهر بقعة خلقها الله عز وجل، وقد جعله الله سبحانه حرمًا آمنًا، ومكانًا للمتعبدين المتبتلين الراكعين الساجدين، فمن يطوف في هذا المكان إنما يطوف في مكان عظّمه الله عزّ وجل منسوب إليه، فيكون بذلك كالعبد الملتجئ لباب مولاه، يطلب منه العفو والغفران والإحسان والرضى، ويعلم أن ما من أحد يجيب حاجته إلا إياه، كما أن في الطواف حول الكعبة المشرفة ذكر لله تعالى، وتعظيم وتكبير له وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحِكمة من الطواف بقوله: “إنَّما جُعل الطوافُ بالبيتِ، وبينَ الصفا والمروةِ ورميِ الجمارِ؛ لإقامةِ ذكرِ اللهِ”، فمن يطوف بالبيت يظلّ على حال من الذكر والتعظيم لله، فتقوم هذه المعاني في قلبه لتكون كل حركاته من مشي وتقبيل واستلام للركن اليماني والحجر الأسود عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى مع الدعاء والذكر.[11]
شاهد أيضًا: حكم الاضطباع في العمرة للرجل
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت في الإجابة على سؤال ماذا يقال في بداية الطواف ؟ كما تمَّ فيه تعريف الطواف لغةً واصطلاحًا، ثمَّ ذكر كيفيته وواجباته وسننه وأنواعه، كا تمَّ بيان فضله والرد على الشبهة المثارة حوله، وفي ختام المقال تمَّت الإشارة إلى الحكمة منه.
المراجع
- ^البقرة: 125
- ^dorar.net , تعريف الطواف ومشروعيته وفضائله , 4/5/2021
- ^islamweb.net , من أدعية الطواف والسعي , 4/5/2021
- ^dorar.net , صفة الطواف , 4/5/2021
- ^الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص22122216 , https://almaktaba.org/book/33954/2197#p1 , 4/5/2021
- ^شرح المقدمة الحضرمية، سعيد الشافعي، ص623626 , https://books.islamway.net/1/64169.pdf , 4/5/2021
- ^الحج: 29
- ^الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص22142215 , https://almaktaba.org/book/33954/2199#p5 , 4/5/2021
- ^شرح المقدمة الحضرمية، سعيد الشافعي، ص626630 , https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single8/ar_almoqaddima_alhadramiya.pdf , 4/5/2021
- ^أحكام طواف الوداع، صالح الحسن، ص2326 , https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=http://bookslibrary.online/files/elebda3.netwq3196.pdf&hl=ar , 4/5/2021
- ^aleman.com , حكمة مشروعية الطواف , 4/5/2021