خلق الله السموات والارض في كم يوم
جدول ال
خلق الله السموات والارض في كم يوم ، من أكثر الأسئلة الملحة التي يسأل عنها الكثير من المسلمين، فلقد كان في خلق السموات والأرض آيات ومعجزات من الله سبحانه وتعالى لجميع خلقه، فقد أحسن الله خلقهم والسماء سواها سبع سموات طباقًا، وسوف نتعرف في هذا المقال على عدد الأيام التي خلق فيها الله سبحانه وتعالى السماء والأرض.
خلق الله السموات والارض في كم يوم
لقد خلق الله تعالى السماوات والأرض في ستة أيام، وخير دلالة على ذلك أن الله تعالى يقول في كتابه الكريم في سورة هود ” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ”.
وقد اختلف عليها جمهور المسلمين على قول ستة أيام أنها مثل أيامنا هذه أم أنها مختلفة، وعلى اعتبار كثير من الأدلة التي رواها ابن جرير عن الضحاك أن أسماء الأيام الستة قديما كانت ( أبجد ،هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت).[1]
حكمة خلق السموات والأرض في ستة أيام
إذا نظرنا إلى حكمة الله في خلقه السماوات والأرض في سبعة أيام فإننا سوف نتعجب من حكمته فيها، وقد أوضح الكثير من العلماء رحمهم الله حكمته تعالى في ذلك وهو أن يعلم عباده عدم الاستعجال في أمور حياتهم الدنيا، وأن يديروا الأمور ويحسنوا تفكيرها، فلم يقم بخلق السماوات والأرض في يوم واحد ولكن جعلها في ستة أيام رغم قدرته الهائلة في خلقها في اليوم الواحد.
بالإضافة لذلك يعلمهم حسن التدبير، والتنظيم والنظام حيث أصبح كل شيء مدبر ومنظم هذا ما يترتب عليه استقامة أمورهم وشؤونهم وجعلها أكثر وضوحًا، مما يترتب عليها العيش في اطمئنان وسلام، ويتيح لهم معرفة ما هو مضر وما هو نافع.
وتبرز حكمة الله أكثر في هذه الآية حيث قال تعالى في سورة هود ” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ “، وتفسير الآية هنا أن الله يختبر من منا أكثر اتقان وأكثر عملا، وقد ذكرت هذه الآية في سور أخرى منها الآية رقم ٧ في سورة الكهف، والآية رقم ٢ في سورة الملك.[2]
شاهد أيضًا: من أهم أعمال الرسول في المدينة المنورة
مراحل خلق السموات والأرض
قال الله جل علاه في سورة فصلت: ” خَلَقَ اللهُ الأرْضَ يَوْمَ الأحَد وَالاثْنَيْنِ, وَخَلَقَ الجِبَالَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَما فِيهِنَّ مِنْ مَنَافِعَ, وَخَلَقَ يَوْمَ الأرْبَعاء الشَّجَرَ وَالمَاءَ وَالمَدَائِنَ وَالعُمْرَانَ والخَرَابَ, فَهَذِهِ أرْبَعَةٌ, ثُمَّ قال: أئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ, وَتَجْعَلُونَ لَهُ أنْدَادًا, ذلك رَبُّ العَالَمِينَ, وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبَارَكَ فِيها, وَقَدَّرَ فِيها أقْوَاتَهَا في أرْبَعَةِ أيَّامٍ سَوَاءً للسَّائِلِينَ لِمَنْ سأل. قالَ: وَخَلَقَ يَوْمَ الخَمِيسِ السَّمَاءَ, وَخَلَقَ يَوْمَ الجُمْعَةِ النُّجُومَ والشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالمَلائِكَةَ إلَى ثَلاثِ سَاعَاتٍ بَقِيَتْ مِنْهُ فَخَلَقَ فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثَةِ الآجَالِ حِينَ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ, وفِي الثَّانِيَةِ ألْقَى الآفَةَ على كُلِّ شَيْءٍ مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ, وَفِي الثَّالِثَةِ آدَمَ وَأَسْكَنَهُ الجَنَّةَ, وَأَمَرَ إبْلِيسَ بالسُّجُودِ لَهُ, وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا فِي آخِرِ سَاعَةٍ”.
هذه الآية الكريمة توضح مراحل خلق السماوات والأرض، ونجد في الآية دلالة على خلق السماوات قبل الأرض لأنها تعد بمثابة أساس البناء، ويقول تعالى: ” وجعلنا السماء سقفًا محفوظًا وهم عن آياتنا معرضون”، أي أنه بدأ خلق الكواكب والنجوم وبدأت السماء بالتسوية.
بعد ذلك جاءت مرحلة التفصيل ما بين السماء والأرض، حتى بدأت الرياح بالهبوب ونزل المطر، وجرت عيون الماء والنهار، وبدأت الحيوانات بالانتعاش، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء: ” أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ”.
وما بعد ذلك بدأ يظهر أماكن الزرع وموضع عيون الأنهار وتم استكمال خلق العالم السفلي والعلوي، حيث بدأ خلق الجبال والهضاب، وخلق الأمتعة من أجل الإنسان والحيوان، ودليلا على ذلك قوله تعالى: ” أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ” سورة النازعات.
وفي المرحلة الأخيرة تم اكتمال الخلق بخلق الإنسان، حيث هبط على الأرض وكان أمامه كل شيء خلقه الله في ستة أيام، فتبارك الله أحسن الخالقين.[3]
وفي النهاية نكون قد عرفنا خلق الله السموات والارض في كم يوم حيث خلق المولى سبحانه وتعالى السماء والأر في ستة أيام وكانت أخر مرحلة للخلق هي خلق الإنسان، وكان الله سبحانه وتعالى قادر على خلقهما في يوم واحد إلا أنه بحكمته سبحانه خلقهم في ستة أيام.