منوعات

ما هي كبائر الذنوب موقع

جدول ال

ما هي كبائر الذنوب ؟ سؤالٌ يهمُّ كلَّ مسلمٍ ومسلمة يسعى لرضا الله عزَّ وجلَّ واجتناب غضبه وعقابه؛ وحيث أنَّ الله أمرنا باجتناب كبائر الذنوب، فإننا سنضع بين أيديكم هذا المقال الذي نبيِّن فيه كبائر الذنوب من السبع الموبقات وغيرها، وسيتمُّ فيه تعريف كبائر الذنوب وذكر بعضها، كما سيتمُّ ذكر موقع ورودها في القرآن الكريم، وفيما يأتي ذلك:

ما هي كبائر الذنوب

إنَّ كبائر الذنوب: هي كلُّ ما كبر من المعاصي وعظم من الذنوب، وقد وضع لها بعض المحققين ضابطًا تعرف به وهو أن كل ذنب ورد فيه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة من عذاب، أو غضب، أو عقاب، أو تهديد، أو لعن، في كتاب الله تعالى، أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعدُّ كبيرة،[1] وسيتم فيما يأتي ذكر بعضًا من كبائر الذنوب، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: كيف تستدل بالآيات الواردة على أنَّ الظلم من كبائر الذنوب

السبع الموبقات

إنَّ السبع الموبقات هي أول ما يتبادر إلى الذهن عند طرح سؤال ما هي كبائر الذنوب،ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين باجتناب سبعٍ من الموبقات حيث قال: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ”،[2] وقد وصفهنَّ رسول الله بالموبقات لأنَّهن يُهلكن صاحبهنَّ بسبب ما يترتب عليها من عقابه في الدنيا ودخول النار في الآخرة، وهذه السبع بالتفصيل هي:[3]

  • ﺍﻟﺴﺤﺮ: وهي عبارة عن ﻋﺰﺍﺋﻢ ﻭﺭﻗﻰ ﻭﻋﻘﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ الأﺑﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، فيُمرض، ﻭيَقتُل، ويفرِّق ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﺯﻭﺟﻪ، وقد جاء ذكر السحر في قوله تعالى: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}.[4]
  • الربا: وهو عبارة عن دفع زيادةٍ في أحد البدَلَين إن كانا من صنفٍ واحدٍ، أو تأخير تقابُض أحدهما، وقد ورد ذكر الربا في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ*وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[5]
  • أكل مال اليتيم: وهو عبارة عن إضرار اليتيم في ماله، سواء أكان هذا الضرر ناتج عن أكل ماله أو عن طريق إتلافه، وقد ورد هذا النب في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}.[6]
  • التولي يوم الزحف: وهو عبارة عن فرار أو هرب المسلم من المعركة حال لقاء العدو ومواجهته، وقد وردت عقوبة من فعل هذا الذنب العظيم في قوله تعالى: {ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ* وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.[7]
  • قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق: ويعدُّ قتل النفس من كبائر الذنوب؛ إذ أنَّه اعتداءٌ على على صنع الله عزَّ وجلَّ وقد وردت عقوبة قاتل النفس في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}.[8]
  • الشرك بالله: وهو عبارة عن اتخاذ شريك مع الله عزَّ وجلَّ في ربوبيته وألوهيته، ويعدُّ الشرك بالله من أكبر الكبائر، وهو الذنب الذي لا يغفره الله عزَّ وجلَّ لمن مات عليه وقد جاء ذكره في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}.[9]
  • قذف المؤمنات المحصنات الغافلات: وهو عبارة عن الرمي بالفاحشة لمن هو بريء منها، وقد بين الله تعالى عقوبة رمي النساء العفيفات البعيدات عن الفاحشة بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.[10]

شاهد أيضًا: متى تقبل شهاد القاذف بعد إقامة الحد عليه

كبائر أخرى

لا تقتصر كبائر الذنوب على السبع الموبقات، فهناك كبائرٌ أخرى يُمكن الإجابة بها عند طرح سؤال ما هي كبائر الذنوب؛ ويدلُّ على ذلك قول ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه: “هنَّ إلى السَّبعينَ أقربُ منها إلى السَّبعِ”،[11] وفيما يأتي ذنوب أخرى تعدُّ من كبائر الذنوب:[12]

  • الزنا: حرَّم الله عزَّ وجلَّ الزنا وجعله من كبائر الذنوب، وقد جاء في الحديث الشريف حدُّ الزنا حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خُذُوا عَنِّي، فقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لهنَّ سَبِيلًا، الثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بالبِكْرِ، الثَّيِّبُ جَلْدُ مِئَةٍ، ثُمَّ رَجْمٌ بالحِجَارَةِ، وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِئَةٍ، ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ”.[13][14]
  • عقوق الوالدين: إنَّ عقوق الوالدين كذلك يعدُّ من أكبر الكبائر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ”.[15]
  • شهادة الزور: كذلك شهادة الزور تعدُّ إجابةً صحيحة على سؤال ما هي كبائر الذنوب، إذ أنَّه يعدُّ من أكبر الكبائر التي أمر الله عزَّ وجلَّ المسلم اجتنابها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ فَما زالَ يُكَرِّرُها حتَّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ}.[16]
  • اليمين الغموس: وهي اليمين الكاذبة التي يقتطع بها الإنسان حق أخيه بغير حق، وهي كذلك تعدُّ إجابة صحيحة على سؤال ما هي كبائر الذنوب.[17]
  • شتم الرجل والديه: وهذا الذنب أيضًا يعدُّ من كبائر الذنوب، إذ أنَّه يندرج تحت عقوق الوالدين، وقد رتَّب الله عزَّ وجلَّ عقوبة اللعنة على من شتم والديه ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ملعونٌ مَنْ سبَّ أباهُ، ملعونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، ملعونٌ مَنْ ذبَحَ لغيرِ اللهِ، ملعونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخومَ الأرضِ، ملعونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طريقٍ، ملعونٌ مَنْ وقعَ على بهيمَةٍ، ملعونٌ مَنْ عمِلَ بعمَلِ قومِ لوطٍ”.[18]

شاهد أيضًا: حكم طلب هداية التوفيق من غير الله

أهمية معرفة الكبائر

وفي ختام مقال ما هي كبائر الذنوب، يتوجب علينا بيان أهمية كبائر الذنوب، وقد قلنا في مقدمة المقال أنَّ كبائر الذنوب ضررها عظيم، وعقابها أليم، ولشدة خطر الكبائر في الدنيا والآخرة، فالواجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها، ليتقيها ويحذرها، ويحذِّر المسلمين منها؛ ليسلموا من شرها وعقوبتها في الدنيا والآخرة.[19]

شاهد أيضًا: حكم الانتحار في الإسلام وعقوبة المنتحر في الآخرة

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال ما هي كبائر الذنوب، والذي تمَّ فيه ذكر كبائر الذنوب، فتمَّ بيان السبع الموبقات كما تمَّ ذكر غيرها من الكبائر، وفي الختام تمَّ ذكر أهمية معرفة الكبائر للمسلم والمسلمة.

المراجع

  1. ^islamweb.net , الكبائر.. ضابطها.. أنواعها وعددها , 632021
  2. ^صحيح البخاري، البخاري، أبي هريرة، 2766، حديث صحيح
  3. ^alukah.net , اجتنبوا السبع الموبقات , 632021
  4. ^البقرة: 102
  5. ^آل عمران: 130132
  6. ^النساء: 10
  7. ^الأنفال: 1516
  8. ^النساء: 93
  9. ^النساء: 48
  10. ^النور: 4
  11. ^عمدة التفسير، أحمد شاكر، طاووس بن كيسان اليماني، 1931، حديث إسناده صحيح
  12. ^موسوعة الفقه الإسلامي، محمد بن إبراهيم، ص536 , https://almaktaba.org/book/32292/2787#p1
  13. ^صحيح مسلم، مسلم، عبادة بن الصامت، 1690، حديث صحيح
  14. ^islamweb.net , الزنا…حكمه…وما يترتب عليه من آثار , 632021
  15. ^صحيح البخاري، البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث، 6273، حديث صحيح
  16. ^صحيح البخاري، البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث، 6273، حديث صحيح
  17. ^binbaz.org , ما هي اليمين الغموس؟ وهل لها كفارة؟ , 632021
  18. ^صحيح الجامع، الألباني، عبدالله بن عباس، 5891، حديث صحيح
  19. ^موسوعة الفقه الإسلامي، محمد بن إبراهيم، ص543 , https://almaktaba.org/book/32292/2794

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button