متى يصل المسلم الى درجة الاحسان

متى يصل المسلم الى درجة الاحسان ؟، سؤال مهمّ لا بدّ لكل مسلم أن يعرف إجابته، فالإحسان هو أعلى مراتب الدين، وسنعرف في هذا المقال متى يصل المؤمن إلى هذه الدجة من الدين وهي الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان، وقد ربط الرسول الكريم الإحسان بالعبادة لما لها من مكانة في دين الله.

 ما معنى الإحسان في الإسلام

قبل أن نعرف الإجابة عن السؤال متى يصلُ المسلم إلى درجة الإحسان، سنعرف ما هو الإحسان، وهو ما فسّره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندما قال لجبريل عليه السلام: “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، ومعنى ذلك هو استحضار مراقبة الله عزّ وجلّ للعبد أثناء قيامه بالعبادة حتّى يؤديها على أتمّ وجه، وكأن حساب الله تعالى سيأتي عليها في القريب العاجل، فالإنسان وإن لم يكن يرى الله لعجزه وضعفه، فالله جلّ وعلا يراه في كلّ وقت وحين، وقد جاء ذلك في القرآن الكريم في العديد من الآيات، كقوله تعالى: “وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ”[1]، وقوله تعالى: “وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ”[2]، والله تعالى أعلم.[3]

متى يصل المسلم الى درجة الاحسان

يصل المسلم يصل المسلم إلى درجة الإحسان بأن يتبّع دين الله تعالى ويُقيم الصلاة ويؤتي الزكاة المفروضة، فإنّ الدين عند الله تعالى درجات ثلاث، إسلام ثم إيمان ثم إحسان، وهناك إجماع من قبل العلماء أنّ المؤمن أعلى درجة من المسلم، وأنّ المُحسن أعلى درجة من المؤمن، وقد قال تعالى في ذلك: “ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ”[4]، والمقصود بالظالم نفسه في هذه الآيات هو صاحب الذنب الذي أصرّ على ذنبه، فكان مسلمًا في الظاهر ومصدقًا في الباطن ولكنّه لا يقوم بما يفرضه عليه إيمانه من الفرائض ومن اجتناب المحرمات، وهذا هو الإيمان، أمّا السابق للخيرات الذي يؤدي الفرائض والنوافل فقد وصل إلى درجة الإحسان، والله تعالى أعلم.[5]

وهكذا نكون قد عرفنا ما هو الإحسان في الإسلام وبأنّه أعلى مراتب هذا الدين ثم عرفنا متى يصل المسلم إلى درجة الإحسان، وبأنّه لا بدّ أن يؤدي ما يفرضه عليه هذا الدين الحنيف ليصل إلى مرتبة الإحسان.