منوعات

مراحل تدوين السنة النبوية موقع

جدول ال

ما هي مراحل تدوين السنة النبوية ؟، هي من الأمور التي لا بدّ أن يعرفها المسلمون، فللسّنّة النبويّة أهميّة كبيرة، فهي ما بيّن وفصّل وخصص وقيّد ما جاء في القرآن الكريم أول مصادر التشريع الإسلاميّ، لتكون السّنّة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع، وفيها أوضحت احكام العبادات كالصلاة والصيام والحج، وغيرها.

السنة النبوية

السنّة في اللغة هي الطريقة المعتادة للإنسان أو سيرته، سواء كانت هذه السيرة جيدة أم قبيحة، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ فالسنّة النبويّة هي ما أُثر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فعل أو قول أو تقرير، أو صفة خَلقيّة أو خُلقيّة، وللسّنّة النبويّة أقسام ثلاثة وهي:[1]

  • السّنّة القوليّة: وهي ما أخبر به النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم في مختلف الأمور الدنيويّة والدينية.
  • السّنّة الفعليّة: وهي فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونقله للأمّة بعده الصحابة الكرام رضي الله عنه، كوضوئه وحجّه وصلاته وغير ذلك.
  • السّنّة التقريريّة: وهي ما أقرّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لفعل أو قول أو أمر وصل إليه، فلم ينكره فإمّا سكت عنه أو استحسنه.

كلّ ما سبق يعدّ من السنّة النبوية، وسيأتي فيما بعد الحديث عن مراحل تدوين السنة النبوية.

مراحل تدوين السنة النبوية

اعتنى المسلمون عبر العصور بأمر تدوين السّنّة النبويّة الشريفة، وقد استطاعوا أن ينقوها قدر المستطاع، فهي ليست كالقرآن الكريم محفوظة، بل يمكن أن يُدسّ فيها ما ليس صحيحًا من قبل المتربصين بهذه الأمّه فأعدائها كُثر، وفيما يأتي مراحل تدوين السنة النبوية:[2]

في عهد رسول الله

كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يحرص في عهده حرصًا شديدًا على حفظ القرآن الكريم فقط، كما كان يأمر صحابته الكرام باستمرار أن يقوموا بحذف أي أمر دونوه غير الآيات القرآنيّة، وذلك خشية الالتباس أو التداخل بعد ذلك، ولكنّ الصحابة فهموا وحفظوا عن رسول الله كلّ ما قاله وفعله وقام به في حياته، فحفظوا السنة في قلوبهم وعقولهم، وهناك قلّة قليلة سمح لهم رسول الله بتدوين أقواله، ممن كان يأمن عليهم من اللبس أو الخطأ.

في عهد الخلفاء الراشدين

وكما كان الاهتمام في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالقرآن الكريم وتدوينه، كذلك كان الأمر في عهد الخلافة الراشدة، فقد صبّ الخلفاء الراشدون اهتمامهم على حفظ كتاب الله وجمعه من صدور الصحابة وكتابته بأدوات الكتابة المختلفة خوفًا عليه من الضياع، فقد حدثت الكثير من الأحداث السياسيّة التي أثرت كان من الممكن أن تؤثر على حفظ القرآن الكريم ومنها موت الكثير من الصحابة الحافظين لكتاب الله.

في عهد الخلافة الأموية

اتسعت رقعة الدولة الإسلاميّة في عهد الخلافة الأموية، فأصبح المسلمون بأمسّ الحاجة للاطلاع على سنّة نبيهم الكريم صلّى الله عليه وسلّم، فأصرّ الناس على الخليفة الأمويّ عمر بن عبد العزيز أن تُشرف الدولة الإسلاميّة على تدوين السير النبوية، وأن تقوم بجمعها، فوافق الخليفة على ذلك، وأوكل هذه المهمّة إلى العلماء في الدولة الإسلاميّة، وظهر علم الإسناد بسبب حرص العلماء الشديد على حفظ السّنّة الصحيحة النقيّة من أيّة شائبة، وقد حصر علم الإسناد ثبوتية الحديث في أضيق الحدود.

مرحلة وضع الكتب

في هذه المرحلة من مراحل تدوين السنة النبوية تم وضع الكتب الخاصّة بعلوم السّنّة النبويّة، فقد وضع العلماء العديد من السنن والجوامع والمصنفات والأسانيد وغير ذلك، وقد أصبح لكلّ واحد من الأئمة كتاب خاص به في الحديث، وقد تمّ جمع الأحاديث النبويّة وفق شروط كل واحد من أولئك العلماء في قبول الحديث أو رده على فائله، ومن العلماء من فضل أن يجمع كل حديث سمعه مع وضع سنده، ومثل هذه سُميت بالجوامع، لأنّها جمعت العديد من أصناف الحديث من حيث دقتها.

مرحلة التنقيح والمراجعة والتبويب

وفي هذه المرحلة خضعت السّنّة النبويّة إلى العديد من عملات المراجعة من قبل علماء متخصصين، وذلك على مرّ عصور عدّة، والتي لا يوجد منها حتّى في عصرنا هذا، وقد قام العلماء بتهذيب الكتب والمؤلّفات وتبويبها، وتعدّ هذه المرحلة آخر مراحل تدوين السّنة النبوية.

أصحاب الكتب السّتة الصحاح

بعد معرفة مراحل تدوينت السنة النبوية، سنتحدث عن أصحاب الستّة الصحيحة في الحديث الشريف، وقد دونت فيها أحاديث النبيّ الكريم عليه الصلاة والسلام، وقد شهد الأمّة جمعاء من متقدّمين ومتأخرين بصحة وقبول هذه الكتب، فقد بذل العلماء جهدًا عظيمًا في جمعها، ومن هؤلا ء العلماء الأفاضل:[3]

  • الإمام البخاري: هو محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، وهو إمام أهل الحديث في زمانه، وكتابه صحيح البخاري قد أجمع العلماء على قبوله، وعلى صحته.
  • الإمام مسلم: وهو أبو الحسين مسلم ابن الحجّاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيريّ النيسابوري، صاحب الكتاب الصحيح في الحديث، وهو إمام كبير وحافظ مجوّد.
  • الإمام النسائي: وهو أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب الخراسانيّ النَّسائيّ، الإمام الحافظ وناقد الحديث وله كتاب في السنن.
  • الإمام أبو داود: وهو سليمان بن الأشعث بن إسحاق، أبو داود الأزديّ السّجستانيّ، عالم جليل وهو صاحب كتاب سنن أبي داود أحد الكتب الست الصحاح في الحديث الشريف.
  • الإمام الترمذي: وهو محمّد بن عيسى بن سورة، صاحب مصنف الجامع، وكتاب العلل وغيرها.
  • الإمام ابن ماجة القزويني: وهو محمّد بن يزيد الحافظ الكبير والمفسّر والحجّة، وهو أحد أعلام الإسلام، وصاحب مصنف السنن والتفسير والتاريخ.

وهكذا نكون قد عرّفنا السيرة النبويّة، وذكرنا مراحل تدوين السنة النبوية، منذ عهد الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وحتى القرن الرابع الهجري آخر قرون تدوين السيرة النبويّة، وذكرنا أصحاب الكتب السّتة الصحاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button