الفرق بين العين والحسد واعراض كل منهما
جدول ال
الفرق بين العين والحسد من الأمور التي تهمّ الإنسان، والسبب في ذلك تداخل معنى هذين المصطلحين، حيث يُعدّ الحسد والعين من آفات النفس البشرية، فهما يشتركان في كونهما سلوكيات معصومة تحرمها الشرائع السماوية لما لها من آثار سيئة وآثار كارثية على الفرد، والمجتمع المسلم، وهما تعبيران يدلان على تطلعات الروح الحاقدة وطمعها في زوال النعمة من أصحابها، رغم مشاركتهما في عدد من الوجوه، لكنهما يختلفان عن بعضهما البعض، وفي هذا المقال سيتم التعرف على معنى كل من العين والحسد، بالإضافة إلى أعراض كل منهما.
تعريف العين والحسد
وقبل الشروع في الحديث عن الفرق بين العين والحسد لا بُدّ من بيان كل واحد منهما:[1]
تعريف العين
تعرف العين في اللغة بالعديد من التعريفات، اعتمادًا على ما ورد في السياق، ومعناها: إصابة في العين، حيث يقال إن الرجل لديه عيون؛ وبمعنى آخر الكثير من إصابات العين، وأما في الاصطلاح: هو أن يرى الإنسان شيئًا يحبه أو يدهشه، ويذهب إلى قلبه ويتمناه بشدّة، ولا يسمي الله على ذلك، ولا يقول “إن شاء الله، بارك فيه الله” ولا يدعو الله أن يحفظ ذلك الشيء، فقد تصيب السيارة أو الولد أو ذات الشخص.
تعريف الحسد
يُعرّف لغة بكره نعم الله على الغير، وتمني زوالها وسلبها منهم، وأمّا بالنسبة للمعنى الاصطلاحي، هو رغبة النفس الآتية للإنسان ويكون هدفها إزالة نعم الله وعطاياه عن غيره، كما يتمنى فشل من يراه ناجحًا ومتفوقًا، ويتمنى المشاكل والفتنة بين الأزواج المحبين، ويتمنى الفقر لمن يراه غنيًا، والخلاصة أن يستكثر الإنسان نعم الله تعالى على غيره.
شاهد أيضًا: تحصين النفس من العين والحسد.
الفرق بين العين والحسد
يخلط الناس بين هذين المصطلحين، لذلك سيتمّ فيما يأتي الفرق بين لعين والحسد:[2]
- السبب الرئيس: أن الاختلاف بينهما من حيث السبب الرئيس هو أن العين ترجع إلى الإعجاب والاستحسان والعظمة، بينما الحسد بسبب الكراهية والحقد والرغبة في التخلص من الإنسان المقابل.
- عام ومحدد: الحسد أعم من العين، لذلك كل عائن حسود، ولكن ليس كل حسود كذلك، وبالتالي نرى في كشف إعجاز القرآن في سورة الفلق الاستعاذة من الحسد، ممّا يعني دخول العائن في عموم الآيات.
- التأثير على الآخرين والمصدر: تأثير الحسد والعين مشترك، بحيث يضر كلاهما المحسود والمعيون، وأما بالنسبة للمصدر فإنه مختلف، فمصدر العين البصر والنظر، حيث يمكن أن تصيب ذات النفس والجماد، والمال، والنبات والأشياء الأخرى التي لا تحسد عليها في المقام الأول، وأمّا بالنسبة للحسد فمصدره القلب وتحركه باستكثار النعم على الغير والتمني الشديد لزوالها.
- الأثر على النفس: ربما يصيب الشخص ممتلكاته و نفسه بالعين، لكن لا يحسدها حتمًا.
- صفة النفس: قد تقع العين من الإنسان حتى لو كان صالحًا، حيث من الممكن أن يعجب بالشيء يفضله دون تمنّي إزالته عن غيره، أما الحسد فلا يقع إلا من نفس مريضة وحاقدة.
شاهد أيضًا: دعاء الحسد والعين مكتوب.
اعراض العين والحسد
إن الإصابة بالعين أو الحسد لا يُمكن أن تقع إلا بإرادة الله وقوته، فكم من الناس من يعتقد على الدوام عند كل طارئ أو هم ينزل به بأنه من العين والحسد، فيخلطون بين ذلك وبين ما يحدث لهم من الأمراض أو التقاعس أو غير ذلك، لذا ينبغي على المؤمن أن يحسن ظنّه بربه دائمًا، ويتوكّل عليه حق التوكّل، وأن يعلم أن كل ما يصيبه هو بإرادته وحده وقوته، فمن المعلوم أنّه لو اجتمع كل البشر على أن يضروا أحد من الناس بشيء لم يكتبه الله عليه فلن يستطيعوا ذلك، وهذا لا يتنافى مع التحصين، لذلك على المسلم أن يتحصّن بالأذكار ويرقي نفسه دائمًا، فالرقية نافعة وتعود أثرها على العبد، وإذا وقع الحسد على الإنسان حقيقة فقد تكون هناك أعراض كالضيق الشديد، والفتور عن الطاعة، والقلق وغيرها، لكن قد يكون في الإنسان مرض فعلاً، فينبغي عليه مراجعة الأطبّاء والأخذ بالأسباب والعلاج، ولا يجعل وساوس النفس تحيطه بأن كل ما يصيبه هو من الحسد والعين، كما يجب أن يحرص على دعاء الله تعالى ويحافظ على أذكاره ويتوكّل عليه على أكمل وجه.[3]
شاهد أيضًا: كيف ارقي نفسي واحميها من العين والحسد.
إلى هنا نكون قد أنهينا الحديث عن الفرق بين العين والحسد ، كما بينا أعراض كل منهما، وقد تبين أن العين ربما تصدر بدون قصد الشخص، ويتم علاج ذلك بقول: ما شاء الله دائمًا، وأما الحسد: هو الصادر عن كره وحقد وضغينة.